همتك نعدل الكفة
424   مشاهدة  

أنيس منصور وأيام نسيان الصلاة وأمراض التليفزيون

أنيس منصور
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كان الأديب أنيس منصور قد تجاوز الخمسون بأربعة أعوام بالتحديد عندما كان بصدد كتابة مقال عمود صحفي كان بعنوان ثابت “مواقف”، وكان يُنشر بشكل دوري في جريدة الأهرام العريقة، عندما كانت تحت رئاسة تحرير الكاتب الصحفي علي حمدي جمال، في هذا العمود اعتاد أنيس منصور أن يشتبك مع الأحداث الاجتماعية والسياسية التي تعيشها مصر من خلال معايشة شخصية له .. وكان التليفزيون قد أصبح ضمن مكونات البيوت المصرية في نهاية السبعينات تقريبًا .. ودخل “منصور” في مشكلة كبيرة بعد أن اعترف بجريمة إدمانه لمشاهدة التليفزيون على حساب مطالعة الكتب والصحف والمجلات وسماع الراديو، وقد سحرته الأفلام الأمريكاني حيث دخل في دوامتها إلى أن أصبحت تشكل جزء أساسي في ثقافته التي اتخذت منَاحٍ متعددة من خلال السينما والسفر، حيث أنه وصف السينما في حياته بـ “الاختراع” الذي اكتشفته بعد تخرجي في الجامعة، حيث أن أمي كانت سيدة قوية الشكيمة، برجمتني على الدراسة، والدراسة فقط، بلا مجال لأي رفاهية أخرى .. وفي مقاله بالأهرام حاول “منصور” وصف مرض العصر الجديد الذي جعل من أكثر الناس إيمانًا ناسيًا للصلاة!

كتاب مواقف .. أنيس منصور
كتاب مواقف .. أنيس منصور

أنيس منصور وعشقه للسينما

لا أعرف آخر مرة ذهبت فيها إلى السينما ربما من سنوات أول مرة ذهبت فيها إلى السينما فقد كانت بعد تخرجي في الجامعة مباشرة فلم أكن قد اكتشفت أن السينما هي أمتع وأروع ما اخترع الإنسان ولكن هنا وبسبب الأرق الذي أشكوه وأحمد الله عليه فأنني أجلس إلى التليفزيون كل يوم للساعة الثالثة صباحًا.

 

وأتفرج على الأفلام، ولا يكاد ينتهي فيلم حتى اتجه إلى قناة أخرى وثانية وثالثة ورابعة حتى يطلع النهار. فالتليفزيون الأمريكي قادر على أن يجعل أكثر الناس إيمانًا ينسى مواعيد الصلاة والصلاة، ورغم أحداث كامب ديفد ونيكاراجوا وإيران. فإن التليفزيون قد ابتلع الناس جميعًا. ومع طلوع الشمس إذا طلعت، تجئ الصحف، والصحيفة العادية في أي يوم عبارة عن 120 صفحة. تصل إلى ضعف هذه المساحة يم الأحد من كل أسبوع، وإذا تفرغ الإنسان لقراءة الصحف فقط دون المجلات، والنظر إلى التليفزيون ومتابعة مباريات الكرة الصغيرة والكبيرة فإنه يعجز عن القيام بأي عمل.

 

 

أزمة أنيس منصور مع مرض الكسل التليفزيوني

ولا شئ يوجع قلبي إلا أن أقرأ عن الكتب الجديدة. ولا أستطيع أن أحصل عليها. ولكن الذي يوجع القلب والعقل معًا أن أجد كل هذه الكتب أمامي الآن أكثر من مائة كتاب جديد صدرت هذا العام، والكتب كلها مكدسة، كأنها قوالب من الطوب الملون . أو علب من الصفيح، أو كأنها غير موجودة، فلم أعد أجد وقتًا لكي أمد يدي إليها وأقلبها وأرتمي عليها وأمامها وأنام على صدرها أو تنام هي على صدري ونروح معًا في سماوات الفكر أو ما يهب الموج على الحضارة الإنسانية .

ورأيت أكثر من 20 فيلمًا. فالتليفزيون هو ذلك الحشيش الذي أدمنه مئات الملايين حتى أصبح عيونهم وأديديهم وأرجلهم وعقولهم، إنها أروع صور الاستبداد والأرهاب العقلي لإنسان العصر الحديث .

إقرأ أيضا
برنس الليالي

 

 

الكاتب

  • أنيس منصور محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان