همتك نعدل الكفة
1٬124   مشاهدة  

أوكسانا مالايا .. البنت الأوكرانية التي ربتها الكلاب

الكلاب
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“الطفل المتوحش” هو مصطلح يطلق على الطفل الذي يربى، سواء بالصدفة أو بالقصد، منعزلًا عن الاتصال البشري بشكل كبير. الأطفال الذين تربوا بهذه الطريقة يحطمون الحدود بين البشر والحيوانات أكثر من بقيتنا والعلماء يجدونهم موضوعات مثيرة للاهتمام للدراسة عندما يحاولون معرفة المزيد عن ما يجعل البشر كما هم. في بعض الأحيان يتم تربية الأطفال المتحوش في ظروف العزلة الشديدة لكن في بعض الأحيان يتم تربيتهم من قبل الحيوانات. كان هذا الأخير هو حال أوكسانا مالايا، من أوكرانيا التي رباها الكلاب.

ولدت أوكسانا في 4 نوفمبر 1983 لأبوين مدمنين الكحول. يعتقد الخبراء الطبيون أنها كانت طبيعية عند الولادة لكنها كانت مهملة للغاية من قبل والديها.

وجدت أوكسانا نفسها محبوسة خارج المنزل عندما كانت في الثالثة من عمرها  زحفت إلى أقرب مصدر للدفء والمأوى- بيت الكلاب. يبدو أن والديها لم يلاحظا غيابها واستمرت أوكسانا في العيش مع الكلاب. على مدى السنوات الخمس التي عاشتها معهم، كانت ترى البشر في بعض الأحيان فقط كما ويبدو أنها عادت إلى منزل والديها في بعض الأحيان أيضًا.

تعلّمت أوكسانا بسرعة العيش كبقية عائلتها المغطاة بالفرو. حيث أكلت اللحم النيء ومشت على أربعة ونبحت ونامت في بيت الكلاب. لقد توقفت عن التعرف على البشر على أنهم “جنسها”. عندما اتصل شخص بالشرطة أخيرًا حول أوكسانا وأتوا للتحقيق، هجمت عليهم وبدأت في النباح. والكلاب حاولت تحمييها لذلك اضطرت الشرطة لإغرائهم باللحم حتى يتمكنوا من استعادة الطفل.

في الوقت الذي تم أخذها من منزل والديها، لم تكن قد نسيت فقط كيفية المشي بشكل مستقيم لكن الأطباء قلقوا من أنها قد تكون فقدت القدرة على الكلام البشري. وتشير الأبحاث إلى أنه إذا لم يتعرض الطفل للغة المنطوقة بحلول سن 5، فإنهم يبدأون في فقدان القدرة على تعلم الكلام.

تم أخذ أوكسانا إلى مدرسة أيتام للأطفال المعوقين عقليًا وتم تعليمها كيف تمشي بشكل مستقيم مرة أخرى. ومن المدهش إلى حد ما، أنها استطاعت تعلم الكلام، ربما لأنها كان لديها بعض الكلام البدائي قبل أن تذهب للعيش مع الكلاب. تم تعليمها كيفية استخدام يديها لتناول الطعام والأساسيات الأخرى للعيش كفتاة وليس كلبا.

على الرغم من المكاسب التي حققتها والتي ساعدتها على دخول المجتمع تركت التجربة بصمتها عليها. مع أنها تتحدث، فإن خطابها مسطح ويفتقر إلى الوضوح والإيقاع. كان لدى أوكسانا حبيب عندما كانت في سن الـ22، لكنه تركها بسرعة بعد أن أرته كيف يمكنها التحرك والنبح مثل الكلب.

تعيش أوكسانا في مزرعة ترعى الحيوانات لكن عقلها كعقل طفلة في السادسة من عمرها. مثل المخلوقات التي ربتها تحب أن تكون مركز الاهتمام. يمكنها إتباع الإتجاهات جيدًا لكنها تمل بسرعة. إذا أعطيتها أي شيء، فإنها غالبًا ما تحاول على الفور إخفائه مثلما يفعل الكلب مع العظام.

على الرغم من كل ذلك، لا تزال لديها حياة. في عام 2013 أجرت مقابلة في برنامج حواري أوكراني. وقالت أنها تشعر بالإهانة عندما يشير إليها الناس بأنها كلب وتريد فقط أن تعامل كما يعامل الجميع. تحدثت عن سنواتها الأولى وحياتها أثناء إعادة تأهيلها، وعملها في المزرعة. وأعربت عن رغبتها في قضاء المزيد من الوقت مع إخوتها والعثور على والدتها البيولوجية.

إقرأ أيضا
الطماطم

باختصار على الرغم من حياتها المبكرة غير العادية إلا أنها استطاعت أن تكون فتاة حقيقية.

الكاتب

  • الكلاب ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان