همتك نعدل الكفة
472   مشاهدة  

أول مرة عمرة (2)

مرات أخويا
  • مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



توك توك طائر

وقفنا عند مرات أخويا وهي بتبلغني، يومها روحت شبه مش مصدقة، وعقلي عمل حيلة إني نسيت، آه والله نسيت، وما أفتكرتش غير لما أخويا كلمني وسألني جهزتي ورقك، وطبعا السؤال ده كان غريب، ورق إيه اللي يجهز ده أنا البطاقة خلصانة من شهور ومجددتهاش، وبعد ضغط كان لازم أصدق وأبدأ من الصفر، وبدأت رحلتي مع الأستاذة عفاف اللي في الدور الرابع، والست إعتماد في الدور التاني اللي هتبعتني لأستاذ عبد المعتمد اللي بدوره وقفلي المراكب السايرة وكرهني في العيش والعيشة واللي عايشينها.

كنت حاسة إني في لعبة بلاي ستيشن وكل مرحلة بتخلص بتسلمني للمرحلة الأصعب، ووصلت لمرحلة جواز السفر وحقيقي كانت مرحلة مليانة مشاعر متلغبطة، أنا عمري ما فكرت إني هايكون عندي جواز سفر، ولا اهتميت في يوم أعرف اجراءاته، وكل ما كنت بقرب خطوة كنت بسمع صوت نبضات قلبي، ولما مسكته في إيدي مكنتش مصدقة، ووقتها حسيت إنه الإذن في الأمور التيسير.

وكان أخويا وزوجته بيزقوا، وكنت أقول بالراحة يا خوانا بالراحة مش كدة، ولولاهم أعتقد مكنتش كملت لأني مكنتش مصدقة.

جينا بقى لمرحلة الحصول على الفيزا، رحنا مكتب وسيط دوره أخذ الأوراق وتقديمها للقنصلية، إجراءات المكتب ده معقدة، حجزنا ميعاد ورحنا وعند الباب مسؤول الأمن بمجرد ما شاف أمي بسرعة جاب كرسي متحرك تقعد عليه، فأنا ملاني الغضب، فبدأت أقوله لأ، ماما هتمشي، وأثناء ما أنا بتخانق أمي قعدت على الكرسي، فقولتلها: ماما إنت عاوزة الكرسي ده؟، فوجئت بأمي بتبصلي نظرة عميقة وبتقولي سبيني على الكرسي، فحسيت إن أمي إتكت ع السين، ووصلتني الرسالة وصمت مطبق، وبدأت الأمور تتيسر علشان خاطر الست الكبيرة القعيدة دي.

اتحدد ميعاد السفر خلال ساعات، وكان لازم خلال ساعات تكون في المطار، أنت مصدق يا مؤمن؟؟؟ أنا هاركب طيارة؟؟؟؟، إذا كنت أنا مش مصدقة، وبدأنا إجراءات ما قبل الطيارة، وكان عندي شعور إني طالعة رحلة أو في حلم، والأجواء مرحة.

دخلت الطيارة وبدأت أتجول بعنيا وجوايا آمال وطموحات ودماغي بتستعيد مشاهد الطيارة والمضيفة الرقيقة في كل الأفلام اللي شفتها..

بدأ الطيار يتكلم في الميكروفون ويقول إنهم عازمنا على وجبة خفيفة، وطبعًا الكلمة حسيتها وقعت في قلبي، ليه يا فندم وجبة خفيفة حد اشتكى، وانا بسأل نفسي السؤال ده، فوجئت بأختي بتميل عليا وبتقولي أمتى هاتيجي فقرة دجاج ولا بيف يا فندم، فقلتلها حضرتك بيقول وجبة خفيفة، شكلها هترسى على سندوتشين كفتة وجبنة رومي وقطعة جاتوه سوارية  وعلبة عصير بست اللي بنفتحها من تحت، زي اللي بيتوزع في حنة شيماء، فأجابت لا ياشيخة ماتبالغيش مش للدرجة دي، فنظرت أمامي فوجدتهم يوزعون صناديق صفراء، مثل التي توزع في حفلات الأفراح، فابتسمت وقالت لها انظري أمامك، ووزعوا صندوق الطعام الورقي وفتحته ولم يبعد عما تخيلته بل كان أقل يلا ما علينا.

كنت بتابع كل شيء حوليا بفضول رهيب، ومنظر السحاب من الشباك مبهر، فجأة خطر في بالي، هل قائد الطيارة يعرف الطريق لجدة وسط الغيوم والسحاب الكثيف، ولا مشغل G. P. S. وبدأ خيالي يسرح لبعيد، وهل ممكن الطيار يستغل جهلنا وينزلنا في العريش مثلًا، أو يلف بينا في الجو لفتين وينزلنا ويقول على أد فلوسكم.

إقرأ أيضا
فلسطين

الحمد لله وصلنا بسلام ونزلنا في مطار جدة الساعة السادسة صباحًا وبدأنا اجراءات الخروج ووصلنا لصالة الخروج وعلى باب المطار لقيت ناس واقفة منتظرة أهلها اللي واصلين، ومن تاني استعدت مشاهد الوصول بين الأحبة والأصدقاء في الأفلام المصرية، وخرجت بجر عربة حمل الشنط وكلي آمال إني ألاقي أخويا واقف شايل بنته اللي شابلة بوكيه ورد، وزوجته ماسكة يافطة مكتوب عليها حمدا لله على السلامة، كانت الشمس طالعة في بدايتها والوقت بدري والجو لطيف، والأجواء ملائمة جدا، فامتلأ وجهي بابتسامة واسعة استعدادا لاستقبال حافل وحضن مطارات، وفجأة وأنا على الباب فوجئت بصوت حاد جاي من جنبي: وائل “أسم اخويا”، فنظرت منزعجة فإذا بأخويا واقف جنبي وأول ما بصيت عليه وشفته مشي وأنا مشيت وراه وجوايا إحساس بالحسرة وخيبة الأمل، فين أحمد حلمي والأستاذة دنيا سمير غانم وفين بوكيه الورد واليافطة، مش كفاية التوك توك الطائر اللي جينا فيه، كمان مفيش حضن مطارات، وسألته فين نشوى والعيال، قالي نايمين في البيت، واتصل بيها في فطار، أجيب فول وطعمية.

في سري كمان، كمان لا لا الرحلة دي مضروبة، مش لاعبة، إلغوا رحلتي.

الكاتب

  • مرات أخويا إيمان أبو أحمد

    مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان