همتك نعدل الكفة
1٬696   مشاهدة  

أولاد الذوات.. أول فيلم مصري ناطق عرض قصة حقيقية وتسبب في أزمة سياسية

أولاد الذوات


 

لم يستطع المؤرخون أن يتفقوا بأي شكل من الأشكال على تاريخ انطلاقة السينما في مصر، بعضهم يقول أن البداية كانت عام 1896م، مع عرض أول فيلم سينمائي في مصر، ولكن هناك رأى آخر يقول أن بداية السينما كانت في 20 يونيو عام 1907م، مع تصوير فيلم تسجيلي صامت قصير عن زيارة الخديوي عباس حلمي الثاني إلى معهد المرسي أبو العباس بمدينة الإسكندرية.

 

ولكن المعلومات الأكيدة أنه قد تم إنشاء أول شركة لصناعة الأفلام في عام 1917م، على يد المخرج محمد كريم بمدينة الإسكندرية، و استطاعت هذه الشركة إنتاج فيلمين صامتين هما “الأزهار الميتة” و”شرف البدوي” وتم عرضهما في أوائل عام 1918م.

 

وفي عام 1932م تم إنتاج وعرض أول فيلم مصري ناطق، وهو فيلم أولاد الذوات قام ببطولته يوسف وهبي وأمينة رزق، ولكنه لم يكن مجرد عمل فني، فقد كان الفيلم بمثابة رسالة قدمها عميد المسرح العربي عبر شاشة السينما أزعجت الغرب كثيرًا وخاصة الفرنسيين حيث استهجنوا فكرة أن يصف العرب المرأة الفرنسية بالمادية الكاذبة !.

 

قصة الفيلم

 

أولاد الذوات

كانت البداية مع انتشار قصة الشاب المصري ” علي فهمي “، والذي كان على علاقة حب بامرأة أجنبية، في لندن وفجأة وبدون أسباب تُطلق عليه النار، ووقف محاميها أمام المحكمة مهاجمًا الشرقيين واصفًا إياهم بـ ” التخلف والوحشية “، بدلًا من الدفاع عن موكلته، ولم يُقدم دليلًا واحدًا على وحشية ” فهمي “، غير أنه رجل ” شرقي متوحش جنسيًا ” لا يفي بوعوده في الإنفاق، وحصلت ” مارجريت ” التي قتلت فهمي على البراءة.

الأمر أثار غضب قطاع كبير من المصريين، ومن ضمنهم الفنان الكبير يوسف وهبي والمخرج محمد كريم وقررا إنتاج فيلم يسرد تلك القصة فكان ” أولاد الذوات “، الفيلم الذي أثار جدلًا واسعًا، ودفع الصحف الغربية لمهاجمة القائمين عليه، وقد صرح يوسف وهبي، خلال لقاء نادر له، إنه أصر على أن يكون ” أولاد الذوات ” هو أول فيلم ناطق، وذلك دفاعًا عن الشرق الذي وصفه الغربيون بأنه همجي ومتوحش وتافه أثناء محاكمة المرأة التي قتلت الشاب المصري.

وأضاف وهبي أن المحامي استطاع أن يستعطف المحكمة ويبرئ موكلته رغم أنها قاتلة، حينما قال: ” لا تغتروا بمظهر الشرق عندما يرتدي الثياب الأجنبية لأنه يخفي تحتها نفسية وحش همجي تافه “.

 

إقرأ أيضًا…حبيبة مسيكة صاحبة أغنية “على سرير النوم دلعني”..قصة جسد جميل التهمته ألسنة النيران

عرض الفيلم

قرر المخرج محمد كريم أن يتم تصوير أحداث الفيلم بين مصر وباريس، وتم عرضه لأول مرة في 14 مارس 1932م، وشارك في صناعته عدد كبير من رواد الفن في مصر آنذاك، وعلى رأسهم الفنان يوسف وهبي، ودولت أبيض، وأمينة رزق، وشاركت كوكب الشرق أم كلثوم بالغناء فيه.

YouTube player

الهجوم على الفيلم

 

إقرأ أيضا
محمد فوزي

أولاد الذوات
بعد عرض الفيلم، ثار النقاد الفرنسيون بشدة، فكيف للشرقيين أن يصفوا المرأة الفرنسية بـ الكاذبة المادية ؟، واعتبروها إهانة للغرب، وهاجمت الصحف الغربية صناع الفيلم، خاصة يوسف وهبي وأرسلت له مئات الرسائل، وكان رد يوسف وهبي وقتها أن أشعلها جميعها ليشعر بالتدفئة داخل منزله.

ولم يتوقف الأمر عند حد الصحافة، فقد قام بعض الفرنسيون الذين يعيشون في مصر بتقديم شكوى لوزارة الداخلية ضد صُناع فيلم أولاد الذوات، وطالبوا بمنعه من العرض لأنه يتضمن إساءات للمرأة الفرنسية، وذلك بحسب مذكرات المخرج محمد كريم.

مشاكل واجهت الفيلم

 

أولاد الذوات
أولاد الذوات

كان الفيلم مثيرًا للعديد من المشكلات، فلم تكن قضيته هي الجدل الوحيد المثار عنه، فقد واجه الفيلم عثرات في تكلفة الإنتاج، حيث كان من المقرر تصويره في “برلين”، ولكن التكلفة العالية أجبرت فريق العمل على التصوير بفرنسا، والمفارقة أن الفيلم الذي هاجمته الصحف الغربية على رأسهم فرنسا، واتهمته بإهانة المرأة الفرنسية شارك فيه عدد من الفنانين الفرنسيين بينهم الممثلة ” كوليت دارفوي”.

 

أيضًا واجه الفيلم مشكلة أخرى، حيث رأى بعض النقاد أن فيلم ” أنشودة الحياة ” هو أول فيلم ناطق إذ أنتج قبل ” أولاد الذوات ” وتأخر عرضه، والبعض الآخر شدد على أن ” أولاد الذوات ” هو أول فيلم ناطق بالفعل، بينما ” أنشودة الحياة ” يُعد أول فيلم غنائي.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان