أومباشي وراء ظهور “مصر للطيران” وأول تذكرة وصل سعرها لـ “ربع جنيه”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في الأول من شهر أغسطس لعام 1933م ، قامت أقلعت لأول مرة في تاريخ الطيران المصري المدني طائرة من القاهرة للإسكندرية، لتكون هذه الرحلة هي إحدى أهم المراحل الفاصلة في تاريخ الطيران المدني والنواة الحقيقة لشركة مصر للطيران.
الأصل الحقيقي لفكرة الطيران المدني لمصر يعود إلى الأومباشي كمال علوي مؤسس نادي الطيران وأحد أبرز المؤسسين لفكرة الطيران بمصر، حيث بدأ كمال علوي معرفته بالطيران عند سفره إلى فرنسا سنة 1929 م ، وبعودته إلى مصر اشترى طائرة “SU-AAA” لتكون هي أولى الطائرات المدنية الخاصة في مصر، ومع هذه الطائرة اقترح فكرة تكوين شركة مدنية للطيران لكن لم تلقى الفكرة قبولاً من بين صفوف أعضاء نادي الطيران.
لمدة سنوات ظلت الفكرة حبيسة أدراج المستحيل حتى مرحلة نجاح محمد صدقي كأول طيار مصري مدني يقود طائرة ركاب وعليها الأميرة فايزة من ألمانيا إلى القاهرة في السادس والعشرين من شهر يناير لعام 1930 م ، ويتعاون محمد صدقي مع كمال علوي في وضع ملامح الشركة ، ويتتوج التعاون بانضمام رجل الاقتصاد المصري الكبير طلعت باشا حرب.
مع التعاون الثلاثي في تأسيس الشركة صدر مرسوم ملكي يوم 7 مايو سنة 1932 م بإنشاء شركة طيران وحمل المرسوم توقيع إسماعيل باشا صدقي وقت أن كان وزيراً للمالية.
ما يلفت في وثيقة المرسوم أن الشركة كانت باسمين أحدهما بالعربية وهو اسم “شركة الخطوط الهوائية المصرية”، أما الإسم الآخر فكان بالإنجليزية وهو “مصر آير وورك” ؛ وطُرِحت الشركة بـ 5 آلاف سهم ويبلغ سعر السهم 4.5 ج، وعلى إثر ذلك امتلكت مصر 60 % من الأسهم بإجمالي 1350 سهم ، بينما امتلك الإنجليز عبر شركة آير وورك 40 % من باقي النسبة بإجمالي 1800 سهم ، ليصل رأس مال الشركة إلى 20 ألف جنيه.
بدأت الشركة تجربتها كتدريب ورحلات من باب النزهات في مطار ألماظة مقابل 25 قرشًا للفرد الواحد ، ليحل يوم 30 يونيو من العام 1933 م وتمتلك مصر أول طائرتين من طراز “دي هافيلاند دراجون 84” سعة الواحدة 4 ركاب.
في العام التالي تم تشغيل أول خط دولي للشركة بين القاهرة وفلسطين في عام 1934 وبلغ أسطول الشركة عام 1935 م خمس طائرات لتغطي 7 دول في الشرق الأوسط، ومع بدايات العام 1936 م كانت طائرات مصر للطيران أولى الطائرات في العالم التي تهبط في المدينة المنورة كأول خط إقليمي للشركة خارج حدود الوطن.
مضت مصر للطيران مدة 10 سنوات في التطوير حتى كانت الطفرة عام 1948 م بدخول المضيفات وفي عام 1948 بدأ ظهور المضيفات الجويات على طائرات الشركة و كن 7 مضيفات، وازدهرت شركة مصر للطيران في العصر الجمهوري ولعل أبرز تطور حدث فيها هو أن الشركة كانت أول من يستخدم طائرات البوينج 707 بجانب الطرازات المختلفة من الطائرات الروسية الصنع.
مع عصر الوحدة بين مصر وسوريا تغير اسم الشركة فكان “شركة الطيران العربية المتحدة” وزودت الشرطة أسطولها من طائرات من طراز بوينج 707– 320 سى ، وذلك لتلبية حركة السفر الدولية، ومع بدايات حكم السادات انفصلت الخطوط الجويـة السوريـة عن “شركة الطيران العربية المتحدة” مما أدى إلى تغيير وضعها القانوني لتصبح لتصبح “مصر الطيران”.
إقرأ أيضاً
قضية بليغ حمدي وسميرة مليان .. توثيق تفاصيل سنوات محنة أمل مصر في الموسيقى
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال