إطلالة باهتة لأنغام في كليبها الجديد “بحبك وبرتاح لك”
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
في إطلالة صيفية قد تبدو غريبة بعض الشئ على جمهورها، طلت أنغام بأغنية جديدة بعنوان “بحبك وبرتاح لك” حاولت فيها أن تلحق سباق السينجلات الصيفية التي ظهرت بكثرة في الفترة الأخيرة.
اقرأ ايضًا
سينجلات صيف 2020 مقسوم ساخن جدًا.. وأماكن السهر مسروقة من حمادة هلال
كتب الأغنية الشاعر صابر كمال الذي دائما ما يغلب على كلماته الطرح الجديد المختلف وشاهدنا تألقة في عدة أغنيات منها “عم الطبيب” و“ملطشة القلوب” ،لكن لأول مرة نراه مرتبكًا تائهًا, تتحكم فيه القوافي فنجده مضطر لحشر ألفاظ ومفردات لتوصيل فكرة معينة، لكن للأسف خانه قلمه هذه المرة فظهرت مقدمة الأغنية بكلمات سطحية ساذجة جدًأ “انا بحبك وبرتاح لك علشان انت مريح؟ وعشان طيب وامين وصريح جربتك في الضيق والشدة بس لاقيتك راجل بصحيح” مقدمة محشور فيها ألفاظ لتوصيل فكرة معينة وكان من الممكن أن يصيغها بشكل أفضل من ذلك خصوصًا أنه يمتلك حصيلة مفردات جيدة لكنه في تلك المقدمة نجده اضطر لحشر ألفاظ حفاظًا على قافية الأغنية، ولا اعرف سر تكرار الكوبليه بنفس جملة اللحن السيئة جدًا، وهو ما يعزز من فكرة أن اللحن صيغ قبل الكلمات, وإحقاقًا للحق بقية المربعات التي صاغها صاغها كانت جيدة نوعًا ما “يا أعز ما الايام جابت يا شمس عمري اللي ماغابت الناس تميل والقاك ثابت مايهزك ريح”
لحن الأغنية إيهاب عبد الواحد الذي اختار ان يبني اللحن على جملة مطولة لكلمة “انا” من مقام النهاوند ولا اعرف فيما كان يفكر باختياره لتلك الجملة السيئة جدًا والتي لا تتسق مع مضمون الكلمات، وادتها أنغام من طبقة غير مريحة لصوتها.
لحن المذهب واحد من أسوأ المذاهب التي غنتها أنغام طيلة مشوارها، جمل غير متماسكة متقطعة بقفلات ساذجة جدًا، وزاد الأمر سوء هو تكرار هذا المذهب بكلمات مختلفة، كان من الأفضل اختيار كوبليه ” يا اعز ما الايام جابت” الجيد قياسًا بتلك التيمة اللحنية الكارثية.
بدأت الأغنية بجملة وتريات تصاعدية من تأليف هاني فرحات من نفس المقام الموسيقي سلمت انغام الغناء ، سرعان ما تبعه بجمل أخرى تصاحب الغناء ولا اعرف لماذا الإصرار على تكرارها مصحوبة بإيقاع ملفوف إليكتروني ، سرعان ما خفف من حدة الهارموني ويتحول الإيقاع إلي ريجي تون يصاحبه كوردات جيتار وبركشن, اللزمة الموسيقية جاءت مختلفة وان استنسخها من روح اللحن، وأن كان تميم تصرف في حدود قماشة اللحن السيئة جدًا.
لم نعهد أنغام تحاول منافسة أغاني الصيف بكلماتها السطحية وإيقاعاتها الصاخبة، بل كانت دائمة محتفظة بخصوصية مشروعها الغنائي الذي يغلب عليه الطرح المتميز والمختلف عن بقية سوق البوب المصري، أما في بحبك وبرتاح لك فظهرت بإطلالة باهتة وقفت في منتصف المسافة بين الغث والثمين.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال