إعلان كريم محمود عبد العزيز .. التيك توك كفن مستقل
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أن يأتي الموج فيتقزّم الرذاذ، وأن تظهر الشمس فتختفي المصابيح، وأن ترى المقطورة فيضيع التوك توك من المشهد .. هذا تحديدًا ما حدث بعد ما اقتحم كريم محمود عبد العزيز مجال التيك توك .. ولكي نشاهد الصورة كاملة، ونتعرف على جذور الحكاية، لابد أولًا أن نلقي نظرة سريعة على تصاعد الأحداث، ولكم يا أعزاء، فإننا بصدد الحديث عن تطبيق التيك توك، وهو أشهر من النار على عَلَم ، لكن جميع مواقع التكنولوجيا تؤكد أن فكرته ليست بالجديدة، تحريك الشفاة على فيديوهات مُسبقة هي فكرة لتطبيق “ميوزيكلي” ، وصدرت منه النسخة الأولى بعام 2014، بينما صدرت النسخة الأولى من “تيك توك” بالعام 2016 .. بمعنى أن الفكرة الأصلية كانت للأول، لكن هناك نقطة تفوق كبيرة جدًا هي ما جعلت التيك توك على رأس تطبيقات محتوى الفيديو بالعالم، بل على رأس التطبيقات كلها .
وللتطبيق الصيني “تيك توك” الذي تملكه شركة “Bytedance” عدة مزايا ضمنت له التفوق على كل منافسيه، وبحسب موقع “الرابحون” وهو موقع متخصص بأبحاث وراء تطور المواقع والتطبيقات الإلكترونية الجديدة .. فإن الشركة “Bytedance” المالكة للتيوك توك، أبرمت صفقة بمقدار 800 مليون دولار في أواخر عام 2017 اشترت فيها تطبيق “ميوزكلي”، وبالتالي استحوذت على أكبر قاعدة من الشريحة المهتمة بصنع الفيديوهات القصيرة والمضحة، وبدأت من الباب الكبير، وانطلقت بالعالم كله .
وللتيك توك تاريخان فاصلان في أهميته، أو بالأحرى ثلاثة تواريخ.. والمرحلة الأولى فيه كانت مرحلة الفوضى، كل من هَب ودَب كان يمتلك فيديو على تيك توك (وللجميع الحق في استخدام ما يروق له) لكننا هنا نتحدث عن الموهبة المنعدمة التي وضحت بالفيديوهات، وفي تلك المرحلة حاول البعض التحكّم في المحتوى عمومًا، وقد استغل البعض تلك المرحلة في محاولة جذب السُذّج لما هو ظلامي وتجاري خلف التطبيق الذي غرضه المتعة والترفيه بالأساس، حتى عرجت أسماء بعضهم إلا القضايا والمحاكم.
والمرحلة الثانية وصلنا لها عندما اكتشف الفنانين أهمية هذا التطبيق في الترويج لنفسهم، وقاد تلك المرحلة الإخوة الثلاثة دانا حمدان، وميس حمدان، ومي سليم .. ومن بعدهم قام أغلب الفنانين بترويج نفسهم على التطبيق الذي انتشر كالنار في الهشيم، وبسرعة فائقة زاد استخدامًا فوق الفيس بوك، كما قامت إدارة التيك توك بالسماح بالاستفادات المادية، فسار الشباب في الشوارع يسألون مستخدم لم يحمّل التطبيق إلى الآن حتى يتم تحميله .. وانتهت المرحلة تلك .. بالمرحلة الثالثة .
والمرحلة الثالثة سنطلق عليها اسم “مرحلة كريم”، ومرحلة كريم بدأت بفيديو لكريم محمود عبد العزيز، ابن الساحر الغالي على قلوبنا، وكشفت تلك المرحلة أن التيك توك أكبر من تطبيق عادي، فقد أظهرت فيديوهات كريم محمود عبد العزيز وسليمان عيد أن التيك توك قطعة فنية ربما تستمع بها بشكل خاص إذا كان المؤدي فنانًا كبيرًا .. يتمتع بقدرة عالية على تحريك عضلات الوجه، ليضفي نوعًا من الخصوصية والتمثيل الحقيقي على الصوت المستعار .. وأداء كريم المتميز في كوم، وتعبيره الحركي في الأغاني كوم آخر .. حيث ظهر ذلك جليًا في أغنية “الغزالة رايقة”، وكان الأداء الخاص به أحد أهم عوامل نجاح الأغنية في أيام معدودة وتخطيها ملايين الملايين، والأغنية لم يمكن حصر عدد استماعها الحقيقي لأنها كانت ناجحة في الشارع، ونجاح الشارع هو النجاح الأكبر من اليوتيوب وأرقامه . واختتم كريم محمود عبد العزيز تلك المرحلة بإعلانه مع ياسمين عبد العزيز الذي تلاه عدة مقاطع “تيك توك” معها، ونجح الإعلان والفيديوهات .. ويبدو أننا على أعتاب فن خاص بكريم محمود عبد العزيز .. أو أنه فتح بابًا جديدًا للتيك توك كفن مستقل !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال