إقرار تطهير التطبيع فى ذكرى “مذبحة بحر البقر”
-
عبير إلهامي
رئيس تحرير سابق لجريدة الحسينية المحلية وخريجة صحافة الزقازيق ومعهد السينما وتكتب فى مجلة سينمائية فصلية اسمها scene
كاتب نجم جديد
أقر أنا عبير إلهامى بأنى مدينة لما يسمى بالكيان الصهيونى بأن بلادي معروفة لكل شخص عربى عاش بألم أجواء الحرب مع إسرائيل .. وعندما كنت أعاني الجهل من معرفة الناس بتاريخ منطقتى الفرعونى لم أعانى أبدا من معرفتهم تاريخ طفولتها الصارخة التى مازالت تدوى فى آذان الإنسانية رغم مرور نصف قرن عليها .
كنا شلة مغتربين بالقاهرة .. قررنا أن نلعب تمثيلا من أين نحن نسكن عبر تمثيل تاريخ منطقتنا وفي لحظة جاء دوري .. وقفت لامثل شخصيات فرعونية بالوقفة تارة والمشية الشهيرة تارة أخرى وكان يقابلنى صمت الضفادع الذى يسكن القناية التى كانت تخيفنى أمام منزل جدى .. كنت أعرف أنهم لن يصلوا أبدا إلى بلدة صان الحجر أو تانيس فغيرت تمثيلى لتاريخ حديث ومثلت نفسى مثل طفلة تمسك كراسة فى حضنها وتفاجأ بصوت الطائرات ثم تقع مقتولة تحت أزيزها الغادر وفجأة تحول نقيق الضفادع الصامت إلى مظاهرة كبيرة لتهتف بحر البقر .. بحر البقر .. ولكن بعدها خيم صمت كئيب لم نستطع مواصلة اللعبة أبدا .. وآثرتها فى نفسى مثل يعقوب كيف تكون بلادى معروفة باسم مذبحة شهيرة بدلا من حضارة عظيمة أمرا لاأدين له لاجدادى العظام قدر ماادين به للسفاحين العظام الذين شهروا بلادى .
كان أبي لايزال طالبا لايذكر الحادث جيدا فلم يعلق عليه وكانت سمعة بحر البقر لدينا فى المنزل أشبه بالكوميديا السوداء حينما نطلب مصيفا يقول حسنا سأذهب بكم لساحل بحر البقر وتبلبطوا براحتكم .. كنت أرى أبى قاسيا حتى فى سخريته .. كيف يتحدث عن مكان أراه فى ذهنى ملىء بالدماء على أنه مصيف وكان بيتنا يحب مسرحيات صبحى التى كان يصرخ فيها بحرقة “من هنا سكة سلامتك .. وكنت أرى سكة السلامة حقا بعقلى الصغير تمر من بحر البقر ولم أفهم مزاح أبي الا حين كبرت واكتشفت أن أكبر مصرف للصرف الصحى كان يوزع فى بحيرة بحر البقر لذلك كان أبى يتحدث عن البلبطة وأنا التى اعتقدته ساديا يريدنا أن نبلبط فى دم شهداء الأطفال وكدت أكتب إلى أدهم صبرى ليأتي ويختطفنى من البيت ونوقف مذبحة بحر البقر التي تنزف من سنين .
لموا الكراريس ..
مرحبا معك ضمير العالم فى زمن السبعينات .. قد استمعوا لشكواك وجار مناقشتها في الأمم المتحدة واتخاذ الإجراءات اللازمة وضرب إسرائيل على يدها بعقوبة دولية اسمها المخ الكخ دون أن نخشى أنها ستذكرنا بأن مانفعل فى حرب فيتنام هو نفسه مافعلته فى مذبحة بحر البقر .
أحمد باشا المنشاوي قصة رجل أنقذ الأجانب من مذبحة فكرمته إيطاليا وسجنه الخديوي
الكاتب
-
عبير إلهامي
رئيس تحرير سابق لجريدة الحسينية المحلية وخريجة صحافة الزقازيق ومعهد السينما وتكتب فى مجلة سينمائية فصلية اسمها scene
كاتب نجم جديد