إلى بعض الإعلاميين: أين الوعي؟
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
يمكننا الآن أن نقول لقد وصلنا تقريبًا الأسبوع المنتظر حيث وقوع ذروة تفشي كوفيد 19 والذي يسببه فيروس كورونا المستجد، ورغم دعاوى تخفيف الحظر لتمكين الناس من متابعة أشغالهم والدفع بالاقتصاد قدمًا قبل أن يركلنا الجوع للخلف، تصدر الحكومة قرارًا بتغريم من يتم ضبطهم بالمواصلات والأماكن العامة دون وضع كمامات مع بداية يونيو، تلتزم المراكز التجارية قبل الموعد المقرر، وتبدأ وزارة الداخلية على قدم وساق بإحكام قبضتها في الشوارع لتطبيق القرار، وسط نشر حسابات رئيس الجمهورية على مواقع التواصل الاجتماعي تدوينة تجدد الثقة في وعي المواطنين وتحث الناس على اتخاذ إجراءات الوقاية وعدم النزول لغير الضرورة.
وعلى الجانب المقابل بدأت العدوى بالانتشار ومعها الخوف وأصبح المرض يقترب أكثر وأكثر حتى أصبح لدى كل منا الآن صديق أو قريب أو حتى زميل عمل وأكثر تأكدت إصابتهم، فبدأ الناس في الشارع ينهرون بنظراتهم كل من لا يضع الكمامة ويعتبرونه مسئولًا مباشرًا عن احتمال إصابتهم.
وبينما يركض ذوي المرضى بحِثًا عن أسرة خالية بالمستشفيات ويتعالى صوت الأطباء بالتحذير، تهرع بعض الجمعيات الخيرية للمساعدة في إرشاد المصابين للأماكن الخالية أو تحويل مستشفياتها للعزل ويتحول كل طبيب لمتطوع في الرد على الاستفسارات عبر الإنترنيت والمشاركة في “جروبات فيسبوكية” للاستشارات الطبية، ويبذل كلٌ من الأطباء مساعدة مجانية في اختصاصه للمساعدة على التباعد الاجتماعي وتشجيع المواطنين على البقاء في منازلهم قدر الإمكان
كذلك الفنانين الذين أقاموا حفلاتهم أون لاين للترويح عن جماهيرهم مثل محمد منير ونانسي عجرم، نجوى كرم وأخيرًا إليسا.
وعلى الرغم من البادرة الطيبة التي قامت بها القنوات الفضائية المصرية أون تي في ، سي بي سي، الحياة و دي ام سي حيث استضافت مطربين كبار مثل تامر حسني وأنغام لإحياء ليالي عيد الفطر المبارك، إلا أن إعلامييها لم يكونوا على القدر نفسه من الوعي.
حيث واظب مقدمو البرامج الحوارية المسائية بالقنوات الفضائية المصرية على تقديم صورة سيئة عن الوعي الذي كانوا هم أولى الناس بنشره والتأكيد عليه، وبدلًا من إعطاء مثل لجماهيرهم وتحريضهم على الاقتداء بهم وانصرافهم لملاحقة بزنيس المستشفيات الخاصة واختفاد الأدوية والفيتامينات من الصيدليات، استقبلوا أبطال الأعمال الدرامية بموسم رمضان المنتهي باستوديوهاتهم، مني الشاذلي تستقبل أبطال خيانة عهد علي شاشة سي بي سي ومساء دي ام سي يستضيف أبطال مسلسل فالنتينو، وبسمة وهبة تنشر صورة عبر حسابها على موقع انستاجرام مع ماكيير برنامج ” كل يوم ” على أون تي في وهو يضع كمامته بينما يحدد لها قلم الروج على شفتيها وبلا أدنى مسئولية تعلق ” واحنا خايفين من بعض .. زمن الكورونا! ”
لن أقارن بين إعلاميينا والآخريين الذي منعوا استضافة الضيوف بالاستوديوهات واستعاضوا عن ذلك ببرامج بث حي عبر الإنترنيت وآخرين انعزلوا بمنازلهم ليديروا حوارات مهمة ليساعدوا جمهورهم على التشبث بالأمل ومقاومة الاكتئاب وشحذ هممهم علي المثابرة والصمود أمام الظرف اللعين الاستثنائي الذي يعيشه العالم بأسره.
مشوار الوعي يبدأ بالاعتماد على كوادر إعلامية لديها وعي واستقلالية وملامح قيادة، وإلا كيف لها أن تؤثر في الجماهير أو أن يسمعها أحد.
يمكنك أن تتابع المشاهدات وتتعرف على نجوم إعلامية مفيدة ظهرت على الإنترنت وقت الحظر وبدون بادجت!
الكاتب
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة