إلى جمهور مروان بابلو: دفاعًا عن الفن لا النقشبندي

عليك أن تخبرني كم أنا جاهل ، كم أنا فقدت حاسة التذوق الموسيقي ولا أفهم ما يفعله بابلو صاحب الصوت الذي يغلب أم كلثوم قوة ، وعبد الحليم شجنًا ، وفيروز رقة .. عليك أن تخبرني كم أنا لا أفهم ما يدور حولي في الدنيا وأقف محلك سر منذ مطلع الألفينات وأن الراب والتراب هو المسيطر حاليًا وأن فردة حذاء قديمة مثلك لا يحق لها أن تنتقد مروان بابلو، ذلك الذي يمكن أن يدق رأسك يا برو ، وعليك أن تضع في فمك حفنة تراب وتخرس وإلا سيقوم بعمل “دِس” يقلب موازينك ويجعلك تمشي في الشارع تتحدث إلى نفسك من فرط السادية التي سوف تُمارس عليك ! .. عذرًا أيها البُلهاء سوف نقلقكم وسنتحاور معكم .

منذ يومين ، انتشر مقطع فيديو ، أثار حفيظة الأغلبية العامة من الناس ، فيه قام رابر اسمه “شب جديد” ، في حفل للرابر “مراون بابلو” ، بتغيير كلمات في ابتهال سيد النقشبندي الشهير “مولاي” ، وفيه يبتهل النقشبندي لله ، وقام بتغيير “مولاي” إلى “مروان” ، وأكمل الابتهال على نفس المنوال .. ومن بعدها انهالت التعليقات التي تطالب بمحاكمة الاثنين بتهم إلحادية أو ما شابه .. ومن بعدها رد جمهور بابلو وشب جديد أن الابتهال ليس نصًا قرآنيًا ، ولا يجب الانزعاج من الجهلاء – أمثالكم-  وأن الدقة القديمة  هذه هي سبب التراجع الفني .

ونحن نود لو نخبركم أن هذه الظواهر البلهاء من الرابرز الجُدد ، علموا جمهورهم النصب قبل أن يعلموهم حب الفن ، وصنعوا جسرًا من السفسطة والأباحة بينهم وبين جمهورهم أوهم بعضهم أنه يتمتع بذكاء خارق عن الجمهور القديم الذي يسمع أنغام وشيرين .. هذه الظواهر أيضًا تعتمد على عدم فهم جمهورهم معنى الراب ، وأغلب النصابين منهم أصلًا لا يعرفون الراب ولا يقرأون عنه ولا يتابعونه .. هي فقط منطقة مظلمة لا يعرف عنها أحد أي شئ فبالتالي هي مطمع لكثير من الهليبة الذين طمعوا في لمعة الفن والشهرة والقرشين والموديلز . الضوء يرعب الخفافيش ، وهم خفافيش هذا الزمان . لذلك يدعون الانغلاق على أنفسهم ، ويدعون أن للراب جمهور خاص لا يجب أن يدخله غيره ، وكأننا بصدد تقديم الأوراق بجامعة كامبريدج . لذلك إدعى جمهور هذا البابلو أنه صاحب قضية التجديد والتحرر ، وأن تحريف الابتهال لا يستوجب كل هذه الضجة ، وهم لا أصحاب قضية ولا يحزنون ، هم فقط تعلموا السفسطة .

وما فعله شب جديد أيها الجاهبزة ، إن لم يكن تشويهًا في الشعور العام ، وعدم احترام إحساس الأغلبية من الناس .. فهو سطوًا فنيًا على لحن الابتهال ، وتغييرًا في كلمات قوية وحاضرة منذ ما يقرب من أربعين عامًا ، هذه المعلومة طبعًا لابد أن يعرفها جمهور العبقري – لمؤخذة – شب جديد وبابلو ، الذي لن يعيش لهم تراك أكثر من إسبوع على يوتيوب ، وأن كلمات أغانيهم يتم هضمها أسرع من السناكس ، ويتم التخلص منها أسرع من ورق التواليت .. إذًا يمكننا توصيف ما حدث أنه سطو من أشباه فنانين ، لا صوت ولا كلمات ، على صوت فنان كبير مثل النقشبندي ولحن عبقري من بليغ حمدي .. أيها التتار ، عليكم التوقف عما تفعلونه بهدوء .. ولعنة الله على اليوم الذي تم اختراع كلمة “قصف” لتتسللوا من خلالها إلي أمخاخ الأطفال ، وتوهمهم أنكم أصحاب فن حقيقي . والفن منكم براء .

إقرأ أيضا

“الفصائل السورية المسلحة” من هي القوى التي تقود التغيير على الأرض؟