إلى عمرو راضي.. شفاك الله ولكن حتى مرضك لم يسلم من المتاجرة؟!
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
منذ ظهور عمرو راضي وتقديم نفسه لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على أنه.. الحقيقة لا أعلم ماذا يفعل حتى الآن، إلا أنه كان له تجربة تقديم برنامج فاشلة ويمتلك مطعمين، ولكنه يقدم محتوى ساخر نال إعجاب ما يقرب من 2 مليون شخص يقوموا بمتابعته على إنستجرام، لكن بشكل شخصي لا أتذكر له سوى مقطعين فيديو، الأول وهو يرتدي حفاضات كبار السن، والآخر وهو يجلس يعلن انه يمتلك كمية ضخمة من دواء فيروس كورونا في منزله، ويعلن عن مسابقة الرابح فيها يحصل على الدواء.
ورغم فجاجة المقطعين السابقين وأنني لا أحب هذه النوع من الفيديوهات، وكذلك أرى كارثة حقيقية في استعراض عمرو راضي وزملاءه من مشاهير السوشيال ميديا لحالة الترف التي يعيشونها، وكأنه لا داعي للعلم أو العمل، وأن كل ما على الشاب لكي يعيش هذه الحياة أن يقدم محتوى يجذب المستخدمين، ونتسأل بعد ذلك لماذا ينجذب المراهقين نحو تقديم أي تنازلات حتى يصبحون مشاهير سوشيال ميديا.
علاج كورونا الذي لا يجده المرضى مقابل الفلورز.. فاجعة ادوية بملايين الجنيهات في جعبة عمرو راضي
ولكن رغم خلافي مع عمرو راضي من حيث المحتوى والكم الهائل من رسائل التنمر والكراهية التي تفخخ هذا المحتوى، تعاطفت معه بعد وفاة صديقة مصطفى حفناوي، وخيب ظني السيء به والتزم الصمت بدلاً من المتاجرة بالحزن على صديقه، ولم يكن هذا سوء ظن مني بقدر أنه فعل أصبح يقوم به مشاهير السوشيال ميديا بكل وضاعة لجذب المشاهدات، مثال على ذلك ما قام به (أحمد وزينب) بعد وفاة والدها.
ولكن من الواضح أن سعار جذب الانتباه والشهرة ليس له أي علاقة بسوء الظن او حسنه، وأن هؤلاء الأشخاص حقًا يقومون بأي شيء لجذب الانتباه، حيث انتشرت صورة لعمرو راضي وهو مستند على عكاز ويحمل في يده أشعة، بالتأكيد أتمنى له الشفاء ولكن عمرو لم يخيب ظني هذه المرة، ونسف كل التعاطف السابق بعد أن نشر مقطع فيديو له، يتحدث فيه عن مدى تأثره بوفاة مصطفى، وعن أن مرضه ليس كبير، وخلال المقطع رثى عمرو صديقة الذي رسم صورتهم خلفه، ولكن للأسف المقطع لم يخلوا من نفس الجمل المحفوظة التي سبقه أحمد وزينب في ترديدها عن كم الرسائل التي وصلت له وأن المتابعين هم من يريدون عودته، مع محاولات بكاء لم تفلح في كل مرة.
الله هو الأعلم بما تخفيه القلوب بكل تأكيد، ولكن ما قام به عمرو راضي بعد الفيديو ونشر صورة له بعد إصابته بحروق خلال جلسات العلاج الطبيعي والتعليق عليها “لو اخترنا نوري الناس بيحصلنا إيه كل يوم مش هيتمنوا حياتنا دقيقة واحدة” جعلني لا أشعر تجاهه بأي سوء ظن، ولكن للاسف اقتنعت أن (مفيش فايدة)، ما هو إلا محاولة لإعادة جذب الانتباه بطريقة مستفزة.
إلى عمرو راضي:
أتمنى من الله أن يشفيك، ولكن عليك التوقف عن استفزاز الناس، والتعامل مع إصابات على أنها كوارث لا يستطيع أن يتحملها بشر، وغالبا ما لا تعرفه أن الديسك أو الإنزلاق الغضروفي هو واحد من أكثر أمراض العظام انتشاراً في مصر، وكذلك، وهناك ألاف الأطفال من مرضى الحروق يبتسمون ويحمدون الله ولا يقومون بتصوير إصاباتهم لجذب تعاطف ومزيد من المتابعين، كيف تريدنا أن نصدق أنك تعيش مأساة وانت تنشر 5 صور في الاستوري لخطوات إصابتك بحروق في ظهرك؟! الكوارث ليست مادة لجمع الأموال، وببساطة (كفاية أفورة) وأعطونا حتى فرصة للتعاطف معكم.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال