همتك نعدل الكفة
1٬810   مشاهدة  

إلى محمد الداعية: إنت بتزعق ليه؟!

موقع


البنت دي أبوها فين ؟ ” مصحوبًا بوجه أغضبني على الأخصام” عنوان لفيديو شاهدته مصادفة على موقع الفيس بوك، يتناول صاحبه “قضية” غض البصر والحشمة وستر المرأة، وبالطبع يُلقي اللوم كله على النساء، ويقولها صراحة : أنا والله لا ألوم الشباب.

الفيديو 

يمسك مايكروفونًا، يصرخ فيه بصوت جهوري ويهلل ويحزق وكأنه مدرسة الألعاب التي كانت تحثنا على التصفيق في الطابور المدرسي!!! علقت على الفيديو بسؤال : إنت بتزعق ليه كده؟؟!! وبالطبع تم حذف التعليق، وددت أن أخبره في تعليق آخر أنني أخشى عليه نزول بواسيره من كتر هذا الحزق، ولكنني أعلم أن تعليقي سوف يُحذف مثل السابق.

البوست

قمت بزيارة صفحته فوجدت فيديو آخر له، يُمثل به دور ميت يُغسّل، ذكرني بكتاب الكبائر لشمس الدين الذهبي الذي أشتهر في الثمانينات، والذي يجعلك تعتقد أننا ملقون في الجحيم أجمعنا، فبه على سبيل المثال قصة لطفل مات، حلمت به أمه وقد علاه الشيب وتغيّرت سحنته فانكرت صورته مرتاعة وسألته عما جرى له فقال إنه دُفن بجانب مدمن خمر !! وويذكر مؤلف الكتاب في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن الصلاة : اضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وإن لم يصلي بعد العاشرة يًقتل لانه ليس بعد الضرب غير القتل!.

يطل علينا في فيديو آخر بقوله : أنا مش شيخ ولا داعية ولا حاجة…

 

الوقاية خير من الغرامة..هكذا يتعامل البعض مع قرارات الحد من انتشار كورونا بالاسكندرية

موقع
– يعني انت مش داعية ؟
= لا طبعا انا مش داعية !!!
– طب ما انت كاتب اسمك على الصفحة باسم الداعية محمد ؟؟!!
= تؤتؤ انا مش داعية…

موقع

العجيب أن هنالك من يدافعون عنه، ويطلون علينا بتعليقاتهم بأن هذه الغضبة هي لله وغيرة على الدين، وأن النبي يغضب لأن هذا الدين يٌهان !!! ولا أعلم ما وجه الإهانة في حريتك الشخصية في اختيار ملابسك، ولا أعلم أيضًا لماذا ينظر هو ويتمعن في البنطلونات المقطعة، وهباب الزفت – على حد قوله – والاتنين كيلو زيت الأحمر والأخضر والبني والبرتقاني على وجوه النساء، ما علينا، لهؤلاء أخبرهم بأن أبي موسى الأشعري قال أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذًا إلى اليمن فقال: “يسِّرا ولا تعسِّرا، وبشِّرا ولا تُنَفِّر”، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله” وعنها رضوان الله تعالى عليها إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه”. وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من يحرم الرفق يحرم الخير كله”.

“الرفاعية والثعابين” تراث صعيدي قديم فما علاقته بأتباع الطريقة الصوفية

أيها الدعاية محمد، إن الكلام اللين والخطاب الهين في الدعوة إلى الله أقرب للإجابة واقوى في الحجة، والإسلام يدعو للرفق واليسر والبر والتلطف والتخفيف ويحض أتباعه على السماحة في أمورهم كلها، فكما هو معروف أن كل قول لين حسن، وليس كل قول حسن، وإذا رزقك الله اللين في الدعوة، واللطف في الخطاب، فاعلم أنك في رحمة الله، وأمثال أصحاب هذه الفيديوهات الذين يطلون علينا بفجاجتهم وغلظتهم وعبوسهم وتعنتهم خطيرة ومرعبة وبها كم من الترهيب تجعلك تكره نفسك ودينك.
هذا عن الإسلوب، أما عن محتوى الفيديوهات فأذكر قصة معبرة من تركة الشيخ الإمام محمد الغزالي يقول فيها :
قلت لرجل تعوّد شرب الخمر : ألا تتوب إلى الله ؟.

إقرأ أيضا
تاريخ برنامج الجائزة الكبرى

فنظر إلىّ بانكسار، ودمعت عيناه، وقال : “ادع الله لي” تأملت في حال الرجل، ورقَّ قلبي، إن بكاءه شعور بمدى تفريطه في جنب الله وحزنه على مخالفته، ورغبته في الاصطلاح معه، إنه مؤمن يقينا، ولكنه مبتلى، وهو ينشد العافية ويستعين بيَ على تقريبها، قلت لنفسي : قد تكون حالي مثل حال هذا الرجل أو أسوأ، صحيح أنني لم أذق الخمر قط، فإن البيئة التي عشت فيها لا تعرفها، لكنّي ربما تعاطيت من خمر الغفلة ما جعلني أذهل عن ربي كثيراً وأنسى حقوقه، إنه يبكي لتقصيره، وأنا وأمثالي لا نبكي على تقصيرنا، قد نكون بأنفسنا مخدوعين.

وأقبلت على الرجل الذي يطلب مني الدعاء ليترك الخمر، وقلت له تعال ندع لأنفسنا معا : “ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين”.

أيها الداعية محمد، إذا كنت لا تعرف غير آيات الحشمة، فكٌن في حديثك رفيقًا سمحًا لينًا كما يقول تعالى في محكم آياته : “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ”، وكما يقول جل شأنه: “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”، وكقوله أيضًا : “فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ”.

وإن كنت لا تعلم مما أنزل الله في كتابه من آيات غير آيات غض البصر فـ “اغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير” كما أوصانا وأمرنا الله في سورة لقمان، من نفس الكتاب، القرآن الكريم!.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
14
أحزنني
0
أعجبني
10
أغضبني
6
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)
  • دعونا لا نتجاهل ظاهرة سوء استغلال الحرية الشخصية في خدمة التعري و الغربنة westernization في امور غير مجدية، فاين هي الحرية الشخصية في الحرفية في مختلف المجالات؟ أين هي الحرية الشخصية في الانتاج؟ اين هي الحرية الشخصية في التجارة الاليكترونية؟ اين هي الحرية الشخصية لهذا الداعي ان يدعوا باسلوبه المنتقد هنا؟

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان