إنجي المقدم .. الدليل الحي أن لكل مجتهد نصيب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الفنانة” إنجي المقدم” هي الدليل الحي على الحكمة القائلة “لكل مجتهد نصيب” وهي الدافع لكل من أراد تغيير مجال عمله للبحث عن شغفه” وضرب مخاوفه بعرض الحائط.
تتطور إنجي المقدم بخطوات ملحوظة، وعندما قررت اتخاذ التمثيل كمهنة أساسية لها بعد ظهورها كمذيعة، عملت على تدريب نفسها أكثر بورش التمثيل حتى رأينا هذا الحضور الرائع على الشاشة والملفت للانتباه.
تلعب “إنجي المقدم” دور دكتورة بهيرة بمسلسل “لعبة النسيان” ومن حسنات هذا المسلسل تقديم أكثر من صورة للعلاج النفسي؛ كالعلاج السلوكي بالجلسات، أو العلاج الجماعي وسط أفراد يشتركون بمشكلات متقاربة.
بهيرة طبيبة نفسية قدمها لنا السيناريو على أنها شخصية درامية يمكن أن ترتكب الأخطاء كباقي البشر، وبشكل مختلف عن صورة الطبيب النفسي بأي عمل آخر. اعتدنا تقديم الطبيب النفسي بصورة هزلية داخل إطار الكوميديا، أو مثالية، أو بصورة هامشية كعدم التعرض لحياته داخل أحداث المسلسل، ولكن بهيرة أحد الشخصيات المحورية للأحداث.
برعت إنجي المقدم في تقديم شخصية بهيرة الطبيبة التي تصدر الوجه المنصت للمريضة والاهتمام بها دون الدخول معها في صداقة ضد المهنية. لم أرَ على الشاشة حتى الآن من أتقنت دور الطبيبة النفسية بهذه البراعة دون مبالغة؛ الطبيبة التي تحافظ على هدوئها أمام المرضى وذويهم، وتستخدم الرسميات و الوجه الجامد لصالحها وصالح مهنتها.
من الملابس إلى الأداء ورسم الشخصية اقتنع المُشاهد بدكتورة بهيرة، وتفاعل مع مشكلاتها الشخصية بجانب الصراعات والمشكلات الرئيسة بالمسلسل.
الطبيبة التي ليس لديها أي خيار سوى التزام الهدوء والوقوف مع المريض دون الحكم على أخلاقياته. تستخدم إنجي المقدم صوتها بشكل محترف عند التعبير عن الغضب ولكن دون غضب!..عند التحذير الذي يلزم الطبيبة النفسية الهدوء.
تقديم شخصية الطبيبة النفسية يحتاج لمجهود وأداء مختلف عن أي شخصية تمتهن مهنة أخرى فما بالك ببهيرة الشخصية الدرامية التي نرى لها أكثر من جانب.
شخصية كبهيرة تحتاج لممثلة ممتازة لأننا نرى أكثر من جانب لهذه الشخصية؛ بهيرة الطبيبة الهادئة التي يجب أن تقدم الدعم لمرضاها، وبهيرة الإنسانة التي تغضب ويرتفع صوتها، وتواجه وتعاني من مصيبة بحياتها وتحتاج لدعم من الأخرين.
نجحت إنجي المقدم في تقديم بهيرة الإنسانة التي انهارت في البكاء مع مريضتها عندما اقتحم غريب عيادتها وافتعل مشكلة فوق طاقتها، وبهيرة التي ضعفت وخالفت ضمير مهنتها ثم غلب ضميرها ما فعلته مع رقية فاعترفت نادمة كي تصحح الخطأ.
رأينا حياة بهيرة خلف كواليس جلساتها مع المرضى، ومعاناتها كامرأة وإنسانة مع علاقة فاشلة مع زوجها تحاول بكل ما جمعت من قوة إنقاذها كأي امرأة عادية رغم كل دراستها ومعرفتها بنفوس الناس.
المجهود الذي تبذله إنجي المقدم على نفسها أصبح واضحًا للمشاهد قبل النقاد، ففي كل مرة تختار دورًا جديدًا لم تقدمه من قبل كي تتحدى نفسها وتثبت جدارتها واستحقاقها بأن تكون من أهم الممثلات اللاتي ننتظر تواجدهم بالدراما التلفزيونية وبالموسم الرمضاني بالأخص.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال