همتك نعدل الكفة
528   مشاهدة  

إنهم يكتبون ..والمنتجون لا يقرأون

السيناريو


المنتج والورش وراء اختفاء كاتب السيناريو الموهوب

اساس اي عمل ناجح هو”الورق” الجيد وفي السنوات الماضية حدثت طفرة كبيرة في كل عناصر السينما والدراما من فنانين ومصورين ومخرجين فهناك وجوه جديدة في كل مجالاتها ماعدا مايخص عظامها الاساسية المتمثلة في السيناريوهات التي بني عليها كل الاعمال لكن الموهوبين الحقيقين في كتابة السيناريو لايعرفون طريقهم المنتجين والمؤلفون عادة هم اكثر فئة حساسة فلا يقفون علي اعتاب المنتج الذي يريد ان يحصل علي ربح سريع وليس مهما عنده المضمون ..والمنتج الجاد الذي يريد سيناريو متميزا لايعرف الوصول الي السيناريست الموهوب هناك ازمة تواصل بين المنتجين والسيناريستات واذا توافرت بعض هذه الشروط وحدث اللقاء بين السيناريست الموهوب والمنتج الجاد تبقي شركات التوزيع التي بنت نظام الاحتكار الكبير لتفرض شروطها علي الاثنين بل ان هناك احتمالا اخر وهو عدم موافقة النجوم الذين تريدهم هذه الشركات الموزعة واحيانا لا تكون المشكلة في السيناريوهات ولكن في اقدام اي منتج علي تنفيذ سيناريو جيد فهنا المنتجون هم المحجمون عن انتاج اعمال جيدة لانها لا تكسبهم من وجهة نظرهم فهو يريد ان يكسب فورا بعد دقيقتين بينما مفترض ان يكسب علي المدي الطويل ولكن المنتج حاليا يريد مكان ان يضع قدمه يكسب فلوس فالمنتجون لايبحثون عن السيناريو الجيد اكثر من السيناريو الذي سيشبعهم فقط من الناحية التجارية
فزمن حلمي رفلة ورمسيس نجيب وغيرهما الذين كانوا يبحثون عن السيناريست الماهر ويكلفون انفسهم مشقة البحث الدقيق كانهم ينقبون عن شيء تحت الارض لم يعد موجودا بل انهم بجانب بحثهم عن الموهبة الحقيقية ايضا كانوا يراعون الجانب التجاري الان لاشيء اكثر من السناريو الذي يدر ايرادات بسهولة دون جهد او عناء ومشقة بحث وهذا يؤثر بالتالي علي السيناريست الموهوب الشاب وهناك اناس يتنازلون في البداية ويكتبون مايريده المنتج ولكن اخرون لا كذلك فان الازمة تبدا منذ ذكر كلمة سيناريو والازمة اتية من اننا نتعامل احيانا ان كتابة السيناريو ليست افضل المهن في الكتابة واحيانا لا ، لكن في زاوية اخري هي اصعب انواع الكتابة لانه مطلوب منك ان تعرف ادبا جيدا وفنا ومعلومات كثيرة جدا ودقيقة ليس من المطلوب ان يعرفها احد الشيء الاخر انك في غالب الامر تتحمل الفشل ولاتكسب النجاح الا نادرا واذا نجح العمل ينسب الي ان الممثل كان عظيما واذا فشل يقولون السيناريو سيء كذلك هي مهنة شديدة الصعوبة لانها تحتاج لموهبة غريبة جدا فمن مواهب كتابة السيناريو ان تغمض عينيك وتري المشهد المقبل الذي ستكتبه ، ثانيا يجب ان تعمل دراسة جيدة ودقيقة جدا لشخصياتك المسألة ليس بها عنصر يمكن تجاهله وهي مهنة كذلك تحتاج الي خبرة فانت ممكن ان تكتب اول رواية وعندك عشرين عاما تقلب بها العالم انما لايمكن ان تكتب اول سيناريو ويفعل كما فعلت الرواية .
ويري البعض ان ورش السيناريو ظاهرة سيئة تؤدي الي اعمال مهلهلة حيث ان اربعة او خمسة شباب يجلسون ليعكفوا علي كتابة سيناريو وهذا غير منطقي لان أولا هذه الورش ماهي الا استغلال لاصحاب المواهب فما الذي يدفع شباب للانضمام الي ورشة ينتسب فيها عمله الي اخر الا انه مضطر لذلك فهو لم يجد طريقا اخر يتواجد من خلاله علي الساحة الفنية
واعترض علي الراي الذي يقول ان هذه الورش تعد بمثابة تدريب لصغار الكتاب فالتدريب مثلا في مجال الغناء او التمثيل او الاخراج لايتم نسب عمله للاخرين
فمن فكروا في ظاهرة ورش كتابة  السيناريو هذه لايعرفون معني كلمة سيناريو ويتعاملون معه علي أنه مجرد حرفة او صنعة من الممكن ان تقام لها ورشة في حين ان كتابة السيناريو فن قائم بذاته كالتأليف الموسيقي او الشعري لذلك من المستحيل ان يشترك فيه اكثر من شخص ، فالجملة الحوارية الواحدة يختلف ايقاعها من فرد لاخر .
من الكتاب المتميزين في الدراما مجدي صابر الذي عرض مسلسله سلسال الدم وحقق نجاحا ساحقا علي مدار اجزائه الاولي الثلاث والتي عرضت في غير وقت شهر رمضان فقد كسر تابوه نجاح المسلسلات في رمضان فقط : وهو يقول السبب الاساسي وراء اختفاء كاتب السيناريو الموهوب ودخول المنتجين للتصوير دون الانتهاء من السيناريو هو ورش السيناريو ، فهم شباب في اول حياتهم لايتقنون فن كتابة السيناريو فيأتي المنتج وأربع او خمس شباب ليكتبوا عمل وبهذا يفقد جودته امام الكاميرا ويفتقد المسلسل الرؤية الموضوعية ويخرج العمل مهلهلا لانه لابد ان يكون كاتب المسلسل واحدا فقط ليكون له وحدة موضوع بينما مايحدث ان واحد من الشباب يكتب الحلقة الاولي والثانية والاخر يكتب الثالثة والرابعو وهكذا… الي ان تنتهي الثلاثون حلقة للمسلسل بالتبادل علي الخمسة شباب في ورشة السيناريو ، طبعا لايمكن ان يخرج الشغل في النهاية مياه واحدة او فكرة واحدة بهذه الطريقة والمنتج يلجأ لورش السيناريو لانها رخيصة التكلفة جدا مع ان السيناريو هو ملح العمل كله .
وعن فكرة ان المنتجين يدخلون ليبدأوا تصوير المسلسل قبل الانتهاء من كتابة السيناريو الخاص به : يقول الكاتب مجدي صابر
هذا خطأ وخطر كبير لابد للنص ان يكون كاملا ويكون فكر الكاتب واضحا فالإستعجال سيئ جدا الكاتب ينبغي أن يأخذ وقته انا ككاتب اعود لاغير شغل احيانا في الحلقة الاولي او الثانية ان تصور بسرعة هكذا تهدر حتي فرص التجويد وإلتقاط الانفاس .
ويؤكد مجدي صابر : اذا كان المنتجون يلجأون لفكرة ورش السيناريو علي سبيل التوفير فهذا يعتبر مخاطرة لان العنصر الرئيسي الذي يتوقف عليع نجاح اي عمل فني سواء فيلما او مسلسلا هو السيناريو
وهذه كانت شهادة انجح مسلسل علي الفضائيات للسيناريست مجدي صابر بمسلسل سلسال الدم .
أحببت ان اخذ شهادة اخري من منتج معروف عنه ايضا النجاح وانه لايقبل تصوير مسلسل الا بعد الانتهاء من كتابة السيناريو الخاص به كاملا : وهو المنتج محمود بركة الذي انتج انجح الاعمال الدرامية منها علي سبيل المثال خاتم سليمان واهل كايرو .
ويقول المنتج محمود بركة : انا ممن يحبون العمل مع كل الكتاب ولكن لابد ان يكونوا محترمين وملتزمين بدا من وحيد حامد حتي الشباب الذين تعاملت معهم ملتزمين وموهوبين واقول انه بالعكس اصبح اليوم الوصول للمنتج سهل علي الفيس بوك وغيره ، الكتاب الشباب اذا تواصل احدهم معي اقول له ارسل لي افكار.. الكاتب محمد الحناوي رجل محترم وملتزم كان اول عمل له يخرج للنور مسلسل خاتم سليمان من انتاجي .
ويؤكد محمود بركة انا لا ادخل التصوير مطلقا الا ومعي حلقاتي كاملة.. الكاتب وحيد حامد الكبير الذي تعلمنا منه ونستشيره وتعلمت منه ان السيناريو هو الخرسانة التي بني عليها العمل واعتز انني قدمت اعمالا له منها فيلم الوعد .
وانا اقول دائما ان رمضان لاياتي مفاجاة الا اذا اناس معينة ليس لهم في الصنعة فيدخلون في التصوير لتكتمل الكتابة علي الهواء اثناء التصوير وهذا عبث….

الناقد اكرم السعدني يقول:هناك اناس محترفين طباعة كتب قالوا بطبع سيناريو مسلسل ليالي الحلمية للكاتب الكبير اسامة انور عكاشة  الخمسة اجزاء بالكامل ماالذي يجعلهم يفعلون ذلك الا اذا كان اسامة انور عكاشة واحد من الندرة الذين اتوا في هذا الفن فهم يشعرون ان هذه قطعة ادبية ينبغي ان تحفظ بين ضفتي كتاب هكذا تعظيما للعبقرية تم طبع كتاب له
اليوم اصبح هناك شيئا يسمي الورش حيث تجدي فلان الفلاني وهو اسم كبير عنده ورشة يعمل خطوط عريضة وياتي بشباب يعلمهم والورشة تعني “بليه” اي الاسطي موجود وبليه بيشتغل تحت ايد الاسطي وهذا لايصح فنحن لا نصلح ماتور سيارة بل نحن نصيغ عقل امة نحن اصحاب عملية تنويرية فلابد للذي يعمل في هذه المهنة يكون ان يكون انسان عنده درجة عالية من الوعي مثل اسامة انور عكاشة
ويؤكد اكرم السعدني في العملية الفنية يريدون الربح فقط ولااي شيء اخر ولايوجد عندما رمسيس نجيب مثل زمان والفن هذا متعة وعذاء العقل وهداية للنفس والروح رسالة نثقف فيها مجتمع نرتفع من خلالها بذوق الشعب المصري للفن ولما الدولة كانت تقوم بهذا الدور فرضت الذوق المصري علي الامة كلها من خلال اناس موهوبة والمنتج لايكلف نفسه عناء البحث عن هؤلاء الموهوبين فالمنظومة اساسا غير موجودة، عمر موهبة السيناريست يوسف .معاطي انتي من خمس سنوات مضت وقد اغرق عادل امام في اخر ثلاث اعمال كتبهم له
واري ان ورش السيناريو لاتقدم فن لا اسمها بايخ ودمه ثقيل والكنز دائما في الارض لابد ان نحفر لناتي به فينبغي للمنتج ان يحفر ليجد الموهوبين في البلد
الان اصبح الهدف التجاري والاعلان هو المتحكم في كل شيء اول ماان يخرج الفن المصري من تحت سيطرة الاعلان اعلموا اننا سنقدم فن جيد
المنتج لؤي عبد الله يقول :انا اول من كلمت مؤلف “ابو العروسة” وهو اول عمل له واجضر عمل معه وكذلك المؤلف الذي كتب “رحيم”وهو ثاني عمل له انا الذي اتصلت بهم والكاتب وليد يوسف من 14 سنة لم يكن احد يعرفه عندما كتب “الدالي” يوسف معاطي انا اتيت به في مسرحية الجميلة والوحشين ولم يكن احد يعرفهفالكاتب الموهوب تعرفي تاتي به وتشاهديه وتصلي له نحن كشركة نفعل مااقول لكي عليه واتيت لك بامثلة يوسف معاطي ووليد يوسف واحد من 25 سنة والثاني من 15 سنة والشابين هذا العام واحد كتب سيناريو واحد والاخر اثنين وهذا دور المنتج ان يكتشف الموهوبين ولكن المشكلة التي افسدت الدراما هي ورش السيناريو فهذه الدراما اساسا قامت علي يسري الجندي واسامة انور عكاشة ومحسن زايد ومحفوظ عبد الرحمن بينما مايحدث الان في هذه الورش ان الممثل يكتب قليلا والمؤلف والمخرج يكتب “شويه”فهذا هو الفشل الذي نعيشه الكاتب الجيد بيظهر علي الشاشة وناتي به فورا
ويثير المنتج لؤي عبد الله مسالة الكتابة علي الهوا اثناء تصوير المسلسل فيقول ان لا ادخل مسلسل ليس مكتوبا ولا فيلما عندي مسلسل واحد فقط هو الذي اضطررت افعل فيه ذلك وهو الوحيد من وجهة نظري الذي فشلت فيه كمنتج عمل وهو “رجل العناب”
من يدخل ليصور ب10 حلقات مكتوبة فقط والباقي يكتب اثناء التصوير كيف سيخرج شكل هذا العمل بالله عليكم وكل من يمثلون فيه كيف سيعرفون ادوارهم تجد ثلاث مخرجين ينزلون ليصورا بثلاث وحدات تصوير هذاالذي يصور ب10 حلقات فقط لايعرف الورق الذي يصوره ولا الممثلين ماادوارهم ويدخل يصور والمخرج الذي هو رب العمل لايحضر المونتاج لانه بيصور طول الوقت فيعطي السيناريو للمونتير ويظل المخرج يصور لاخر يوم في رمضان وكذلك يحدث هذا في الكساج وبالتالي نري هذه النتيجة علي الشاشة
اخيرا يقول المنتج لؤي عبد الله ان اكثر اسباب افسدت الدراما ورش السيناريو وانك تصور علي الهوا دون استكمال كتابة حلقات المسلسل والمجاملات وزمان كان لاشيء اسمه ان تاخذ المحطات المسلسل علي الهوا ولكن التحضير من قبلها بكثير ولم يكن المخرج ملاكي مثل الان

ونتذكر جميعا مسلسل محمد علي الذي هم بإخراجه حاتم علي وكان سيقوم ببطولته النجم يحيي الفخراني حيث انه وقتها قد تم بالفعل بناء الديكورات في مدينة الانتاج الإعلامي ولم يستطيع المخرج حاتم علي بدأ التصوير حيث اعتبر أن الدخول للتصوير دون اكتمال كتابة السيناريو يعد بمثابة انتحار فني واعتذر عن العمل كاملا رغم ضمان نجاح مجرد ذكر اسم  شخصية شديدة الثراء مثل محمد علي ورغم بيعه مقدما لقنوات الحياة ووجود اسم النجم الكبير يحيي الفخراني وكتابة لميس جابر لعدد من حلقات السيناريو مماثل لما يدخلون به الأن التصوير بكل جرأة وبعد الاعداد الجيد له من ديكورات وملابس واكسسورات من قبل المنتج عصام شعبان إلا أن مخرج محترف ويخاف علي العمل وعلي اسمه مثل حاتم علي رفض تماما التصوير قبل اكتمال السيناريو وقد قوبل ذلك الرفض من المنتج عصام شعبان بصدر رحب رغم الخسائر الفادحة وتوقف المشروع الي الان واتجه المخرج حاتم علي بعدها لإخراج مسلسل عمر بن الخطاب لمكتمل كتابة السيناريو الخاص به وبالفعل قد حقق نجاحا كبيرا .

إقرأ أيضا
دورات الألعاب الأولمبية

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان