إيفان الرهيب .. قتل ابنه وأجهض زوجته وعذب أكثر من ستين ألف شخص

يمضي الحكام والملوك كل وقتهم لتحسين أوضاع بلادهم ونيل رضا شعوبهم، ويسعون ليذكرهم التاريخ بأفضل الألقاب، ولكن إيفان كان عكس هؤلاء، فما فعله في شعبه منحه لقب هو الأول في تسميته، حيث تغير اسمه من إيفان الرابع لـ إيفان الرهيب أول قيصر في تاريخ روسيا القيصرية، والذي تمكن من بث الرعب في قلوب كل من سمع عنه، فما فعله هو الأبشع على الإطلاق.

إيفان الرهيب

وُلد إيفان الرابع في عام 1530م، وتوفى والده وهو لا يزال طفلًا في الثالثة من عمره فقط، وتم تعيينه ككبير أمراء موسكو في عام 1533م، وقامت والدته بتسيير شئون البلاد بدلًا عنه حتى يبلغ أشدّه، ولكن لم يمهلها القدر الفرصة وتوفت وهو لا يزال في السابعة من عمره، وحينها نشأت صراعات عظيمة بين النبلاء الذين كان ا يتنافسون على كرسي الحكم، وكان إيفان عاجزًا عن الدفاع عن نفسه بشكل مهين، حيث تم استغلاله أسواء استغلال، وتعرض لسوء معاملة وقهر داخل قصره الضخم، مما أفسح المجال بقوة ليغزو الجنون عقله الصغير، وصار متنفسه الوحيد هو تعذيب الحيوانات، حيث كان مصير أي حيوان تعيس الحظ يقع أمام إيفان هو الموت بطريقة بشعة.

إيفان الرهيب قيصر روسيا

استمر إيفان في معاناته حتى عام 1547م، عندما استيقظ صباحًا وأعلن نفسه قيصر على روسيا بأكملها، وهو اللقب الذي اتخذه جميع الحكام من بعده، كان إيفان بحلول ذلك الوقت، قد تحول إلى مراهق يافع يملئه الريبة والاستياء والغضب، فقد ثقته في الناس كافة، وكان يكره طبقة النبلاء بشكل خاص، حتى أنه قام بتأسيس نظام أوبريشينكا، الذي عين فيه رجال من قوات خاصة تستهدف النبلاء، ومهد ذلك النظام لفترة مرعبة من القمع والظلم والمعاناة للنبلاء وأصحاب المقامات الرفيعة في روسيا بأكملها، وفي نفس الوقت كان إيفان مقاتل وغازي شجاع للغاية، وتمكن من الإطاحة بآخر بقايا المغول في روسيا، وأخضعهم لحكمه، وذلك بعد أن شكلوا عامل قلق على مدى قرون طويلة، وقام إيفان أيضًا بتوسيع حدود روسيا وأخضع كل المناطق المجاورة لسيطرته.

إيفان الرهيب

مع مرور الأيام، ازدادت وحشية إيفان بشكل مُخيف، وكان ذكر اسمه قادر على بث الرعب في قلوب أشجع الشجعان، ومن أبشع أفعاله المتوحشة هو حادثة نوفغورد الشهيرة، حين قام حاكم تلك المدينة الصغيرة بالتصدي لسلطة إيفان، ورفض الظلم الواقع على أهلها، فقام إيفان بالهجوم عليهم في وقت الشتاء، ومعه جيش ضخم مرعب، وأطلق إيفان العنان لرجاله وأقاموا حفلة تعذيب لكل سكان المدينة، وبدأوا برجال الدين والنبلاء وكل من كان له يد في حركة التمرد، وقد تم تقييدهم من الغروب للشروق، وجلدهم بالسواط وحرمانهم من الطعام والشراب، ومن نجا منهم من ذلك الأمر كان يلقى حتفه بطريقة أبشع من السابقة، وبعد ذلك التفت إيفان لعائلات هؤلاء وقتل جميع الرجال، وأمر بتقييد النساء والأطفال والإلقاء بهم أحياء في نهر متجمد، وظلوا محبوسين أسفل طبقة الجليد، وكل من يحاول كسر الثلج والصعود، كان المصير قطع اصابعه، ليموت جائعًا عاطشًا مُتجمدًا غارقًا متألمًا، وعندما شعر إيفان بالرضاء بعد أن أخذ انتقامه، كان عدد الذين قضوا نحبهم قد وصل لأكثر من ستين ألف شخص.

قتل ابنه وأجهض زوجته

إقرأ أيضا

حوار مع محمد جلال عن سينما المكفوفين بمهرجان الاسكندرية للفيلم القصير

لم تسلم عائلته وأسرته من بطشه، ففي يوم ما حدث شيء ضايقه، ولم يجد سوى زوجته الحامل ليفرغ غضبه بها، وإنهال عليها صربًا حتى أفقدها الجنين، وبعدها عنفه ابنه الأكبر على فعلته، فكان نصيبه ضربة على رأسه بمطرقة حديدية، وتركه على الأرض سابحًا في دماءه حتى فارق الحياة، وهكذا مرت حياة إيفان المرعب في تعذيب كل من عاصره.

اقرأ أيضًا 
كيف كانت الشائعات سببًا في مقتل الراهب راسبوتين بالرصاص والسم؟