إيمان السيد .. الفتاة التي حولت قصر ثقافة بنها من مكان مهجور إلى شعلة نشاط
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تنحدر الحياة الثقافية في مصر على كافة المستويات والأصعدة، فلا سبيل لمبدع شاب مكبوت وسط رتابة روتنين القصور الثقافية والمراكز الخاصة بوزارة الثقافة المصرية، تلك الرتابة التي تقضي على آمالهم وطموحاتهم التي طالما حلموا بها، لتنفيذ مشاريعهم الإبداعية من تأليف ونشر، أو تشكيل فرق مسرحية أو موسيقية أو حرف يدوية تراثية أو فنون تشكيلية.
إيمان صاحبة الـ 23 عامًا فتاة أرادت أن تفتش عن فرصة واحدة تبث فيها مواهبها المتعددة لكنها اصطدمت بواقع أليم فتقول:” حينما ذهبت لنادي الأدب في قصر ثقافة بنها لم أجد الشباب، وجدتُ أعمار تتجاوز السبعين، أعمار وشخصيات حسبت أنني سأنمس نفسي بينهم لكني اصطدمت بأفكار ومدارس قد عفا عليها الزمن، أتذكر حينما قرأت أول قصيدة لي من أربع سنوات وجدتُ هجوما حاد وإحباط شديد وأسلوب جاف”.
يجوز القلب المتغرب
يرجع لوطنه ولو ثانيه
ويجوز الروح تتلاقي
بروح في الغربة كانت تايهة
وارد كل القلوب تعشق
وكل الحروب تاخد هدنه
كل الأماني تتحقق
وتتبدل الأقدار ف ثانيه
تعشق بس من جواك
حاسس بنبضة كانت خافيه
نبضة بتعزف كـلحن كمنجة
فيها معاني دافيه
يجوز..
كل المشاعر الميتة تحيا
وترجع تاني من الأول
فـ تسمع بحبك
كلمة صافيه
بدقة قلب فيها رعشه
فـ تـضـحـك..
للدنيا من الأول
وتتعهد
أنا من تاني رايح ابدأ
وتضيف “إيمان” من رحم المعاملة الجافة التي استمرت طويلًا قررت أنا وصديق لي شاعرًا أن نفكر في مشروع يحيى القصر الثقافي، ففعلنا مبادرة اسمها” هنذيع موهبتك” هذه المبادرة التي استمرت ثلاث شهور عملنا خلالها ورش متنوعة في الكتابة الإبداعية وفنون المسرح المتنوعة والحرف اليدوية والأنتيكات، حولنا القصر من مكان مهجور إلى مكان ملء بالحماس والحيوية به من الشباب والأطفال على اختلاف الأجناس”.
وتستكمل:” إلا أن اصطدمنا بالواقع المرير، تحولت الحيوية والنشاط إلى ركود مرة أخرى، فالمبادرة التي لم نستفد منها ماديا وكانت تطوع من الألف للياء تحولت إلى جدل شخصي وأناس أرادوا أن يحافظوا على أماكنهم مع الضعف الشديد الذي أصاب القصر الثقافي، و القصر الثقافي في بنها كمبنى مجهز من صالات ومسارح على أعلى مستوى إلا أنه يفتقر إلى الأنشطة وحيوية الشباب، فالأنشطة هناك تقليدية وعلى فترات متباعدة كورش الكوريشة للسيدات”.
إيمان السيد تخرجت في كلية التربية الرياضية، ورغم المشكلات التي تواجه إبداعها أدبيًا، إلا أنها استمرت في تقديم إبداعات حتى لو على فترات زمنية متباعدة، كونها الآن تحتاج إلى المادة اللازمة
ورشة الكتابةضحكة طفل بلبس العيد
فرحة عيله بطفل جديد
لهفة عاشق كان متغرب
بيحضن روحه بعد فراق
عيون نعسانه من حدوته
مشاعر مهياش موجوده
سهران ف ضلمة ليل
بتعيد ف ذكرى
عدت لحظه
زي شمعه
بتمحي عتمه
حبال الصبر طالت
والعمر كان كدبه
والاسم كان انسان
لكنه مش كداب
باين عليه التوهه
ده كان قدره ودي القسمه
يدق باب الدنيا
ف يدخل بكل محبه
يسأل ويتعرف
ويشرب م النبيت انواع
غيبوبه فاتت
ولما فاق
لقاه غلطان
في العنوان
فاق من التوهه
لكنه لسه السكران
رافض يصدق الحكايه
ف يحكي لنفسه
مية رواية
من نبع الخيال
كل سطورها بتحكي
أنا إنسان
لكني مش كداب
وكما نذكر دائمًا الدعم أحد أهم الوسائل التي تساعد المواهب على تحقيق أحلامهم، فوجدت إيمان السيد الدعم الكامل من الأسرة؛ فأمها المرأة الأمية وجدت فيها ما كانت أن تصبح عليها، فساندتها وعملت على راحتها ولم تنفرها من الرجوع متأخرًا طالما في شيء يفيدها وينمي موهبتها، وكذلك أختها الكبرى، فقط يسمع حكايتها ولم يعترض يومًا على دراستها أو تنمية موهبتها.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال