همتك نعدل الكفة
1٬676   مشاهدة  

“ابن زيدون”.. شاعر برتبة قاضي ساهم في القضاء على الأمويين وأسس الخلافة الجهورية

ابن زيدون


الشعراء العرب هم أفضل الشعراء على مر التاريخ، فمنذ بداية العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا، لا يكاد يخلو أي عصر من العصور من إبداعاتهم، ويبهرونا بموهبتهم العظيمة.

أما بالنسبة للعصور الإسلامية، فقد ظهر لدينا العديد من الشعراء العظماء، الذين تمكنوا من حفر اسمائهم بحروف من الذهب في التاريخ، ولم يكونوا مجرد شعراء بل كان لهم دور سياسي واجتماعي، مثلما كان “ابن زيدون” أشهر شعراء العصر الأندلسي، الذي كان لديه مئات القصائد من كافة ألوان الشعر مثل، الغزل، والفخر، والرثاء، ولكن أكثر ما تميز فيه ابن زيدون هو وصف الطبيعة، وذلك كنتيجة طبيعية لنشأته في مدينة قرطبة حيث الجمال الساحر والطبيعة الخلابة.

مولده ونشأته

اسمه الحقيقي هو “أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي”، وقد وُلد في عام 394هـ بمدينة قرطبة، وكان ينتمي إلى واحدة من أهم وأكبر القبائل آنذاك، وهي قبيلة بني مخزو، التي كان لها مكانة عظيمة في الجاهلية والإسلام لما عُرفت به من الفروسية والشجاعة. وُلد ابن زيدون في عائلة تهتم كثيرًا بالعلم والفقه، حيث كان والده من أكبر وأعظم الفقهاء والعلماء في ذلك الوقت، ولكنه توفي وكان ابن زيدون لا يزال في الحادية عشر من عمره، وتولى تربيته بعد ذلك جده، الذي كان مثقفًا للغاية، ويهتم بكافة العلوم، وقد تولى منصب كبير القضاة في مدينة سليم، ولكنه اختار نظام تربية صارم لتربية ابن زيدون، حتى استطاع أن ينشئه التنشئة السليمة، حيث قام بتعليمه القرآن والنحو والشعر والأدب والعلوم، وبفضل جده تمتع ابن زيدون بالفطنة والذكاء والنبوغ في كافة ربوع العلوم، والأهم من ذلك نبوغه في الشعر.

ابن زيدون

وقد ساهم مولد ابن زيدون في مدينة قرطبة، على تنمية موهبته بشدة، وصار يحكي عن الطبيعة وجمالها وكأنه جزءًا منها، وذلك لما تحتويه تلك المدينة على مناظر طبيعية ساحرة وخلابة، وبسببها صار ابن زيدون واحدًا من أهم شعراء العصر الأندلسي.

موهبته الشعرية

تولى ابن زيدون عدة مناصب هامة في مجتمعه، وذلك على الرغم من صغر سنه، ولكنه تمكن من احتلال مكانة كبيرة ومرموقة وسط الشعراء في العصر الأندلسي، وكان على صلة بأكبر الشعراء والأعلام الكبار في هذا العصر، أبرزهم أبي الوليد ابن جهور الذي كان ولي العهد، وقد جمعت بينهما صداقة قوية للغاية.

كان ابن زيدون معروفًا بعلمه الغزير وأمانته الشديدة، لذا أوكلوا له مهمة كبير القضُاة، وأظهر وقتها كل معالم العدل والحزم والحق ونصرة المظلوم.

والجميل في الأمر أن مناصبه السياسية، وانشغاله بأمور الدولة لم يُلهياه عن حبه للشعر، وأبدع في كافة فنونه، وترك لنا العديد من القصائد الخالدة حتى وقتنا هذا.

بحكم المحكمة.. ” والتر كين ” الرسام الأول عالميًا مبيعرفش يرسم

دوره السياسي

مرت على العصور الإسلامية أوقاتًا عصيبة للغاية، كانت تشتد فيها الفتن بين المسلمين، وكان الحاكم يلجأ لابن زيدون في فض تلك المنازعات، وذلك لما عُرف عنه من حُسن القول والفعل.

ابن زيدون

إقرأ أيضا
قلب بركاني

ويُنسب لابن زيدون الفضل في إلغاء الخلافة الأموية بقرطبة، وقام بمساعدة ابن جهور على تأسيس الحكومة الجهورية، وذلك بعدما قام بتحريك مشاعر المئات تجاه ابن جهور، من خلال كلماته وأشعاره، ودامت علاقته بابن جهور لسنوات طوال، ولكن تدخل الحاقدون بينهما، وقاموا بإحداث وقيعة تمكنت من تفريقهما مدى حياتهما.

وفاته

في عام 463هـ، قام الحاكم المُعتمد بإرسال ابن زيدون، إلى مدينة أشبيلية، بعد أن وقعت هناك فتنة كبيرة، وكان ابن زيدون يتولى قيادة الجيش عندما هاجمه مرض عُضال استمر عدة أيام، حتى فاضت روحه لبارئها، وتوفي عن عمر يُناهز الثمانية والستون عامًا، بعد رحلة عطاء عظيمة وخالدة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان