اغتيال فرج فودة .. وثائقي يستحق المشاهدة

اغتيال فرج فودة .. عنوان مثير لفيلم وثائقي انتظرنه لسنوات شارك فيه صديقان عزيزيان للغاية الصحفي والدكتور محمد أبو الغيط ومدير التصوير زكي عارف، أثار الفيلم شجنا خاصا لاغتيال أحد مشاعل التنوير في هذا الوطن، لكن أيضا أثار الكثير من علامات الاستفهام، دعونا نناقشها سويا ولكن بعد مشاهدة الفيلم.

قال فرج فودة رحمة الله عليه لمرافقيه في السيارة التي نقلته إلى المستشفى في محاولة يائسة لإسعافه “يعلم الله أنني ما فعلت شيئا إلا من أجل وطني”..

يحمل الفيلم جرأة مدهشة لا تناسب عام ٢٠٢٠ ويرجع هذا غالبا لتصويره قبل ٨ أعوام في ظل الربيع العربي، يكشف لنا وجها لا نحب أن نراه لقاتل فرج فودة أبو العلا عبد ربه الذي يفخر بالمشاركة في ارتكاب الجريمة قبل وفاته مشاركا داعش معركتها في أرض سوريا في نهاية يستحقها تماما، وكيف يكشف الرجل عن فخره بالمشاركة في هذه المهمة القذرة بسبب فتاوي رجال الأزهر الذي ما زلنا نحلم بتطهيره من كل الدواعش الذين يمثلون نسبة لا يستهان بها في الموضوع.

لكن أطرف ما في الفيلم هو كشف التقية التي يستخدمها السيد ناجح إبراهيم مع الأمن المصري، حيث يعبر تماما عن  ثقة واطمئنان لاغتيال دكتور فرج فودة بلا لمحة ندم، يتحدث الرجل للمرة الأولى بالوجه الحقيقي الذي نفذ الاعتداء به في أسيوط عام ٨١، يتخلى عن وجه التائب المصطنع كإرهابي أصيل في الفيلم، شاهدوا وجه ناجح الحقيقي دون الإلتفات لعباراته المنمقة في نهاية حديثه عن خسارة التيار الإسلامي بإطلاق الرصاص.

لكن تبقى مفاجأة الفيلم بالنسبة لي هي الباحث الإسلامي أيمن عبد الرحيم الذي يظهر في سمت سلفي للغاية لكنه يتحدث بصراحة غير معهودة على السلفيين، وكذلك كشف موقف الشيخ الغزالي من المحاكمة وتكفيره للميت فرج فودة من أجل براءة قاتليه.

كذلك شهادة محمد نعيم ومحمد هاشم التي تكشف أن الدولة لم تحمي فرج فودة يوما ما بالرغم من تعيين حراسة عليه بعد المناظرة الشهيرة.

يعيب الفيلم فقط عدم الإهتمام نهائيا بالجانب الإنساني للشهيد فرج فودة، خصومة أصدقاء ابنه له، دعم عادل إمام وصداقة محمود مرسي، وهذا الشعور الإنساني الذي حمله مثقف أعلى الإسلام دينا ورفض نموذج الدولة الإسلامية فكان جزاءه القتل.

شكرا محمد أبو الغيط وزكي عارف وكل فريق العمل

إقرأ أيضا

سينما الكومباوند.. أين اختفى المهمشون وطبقتهم في السينما؟