ابن يتهم والده بممارسة عمالة الأطفال أمام البوليس بسبب شغل المنزل
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تتحدث وسائل الأعلام الصينية هذه الأيام عن قضية طفل يبلغ من العمر 14 عام قام بالإبلاغ عن والده ويتهمه بتهمة عمالة الأطفال غير المقننة، لأنه أجبره على أداء الأعمال المنزلية.
وقعت الحادثة الغريبة هذا الأسبوع في مقاطعة آنهوي الصينية، حيث سئم الأب من رؤية ابنه يمسك الهاتف الجوال الخاص به ويهمل واجباته المدرسية ودراسته، فقرر الأب أن يعطي ابنه درس يعلمه وينفعه في حياته، فطلب منه أن يترك المحمول من يده ويقوم بأداء بعض الأعمال المنزلية، فغضب الفتى من والده لأنه جعله يترك الهاتف، فتسلل المراهق مدمن الهاتف الجوال خارج المنزل وغافل والده وتوجه نحو قسم الشرطة ووجه لوالده تهمة “عمالة الأطفال غير المقننة”.
لم يفهم الضباط الموجودين بالقسم الأمر وكيف يتهم طفل والده فاصطحبه الضابط إلى البيت ليتفهم ويستوضح الأمر، وعندما قال الضابط للوالد أن الأبن يتهم والده، فاضطر الأب المندهش لتوضيح الأمر وتفسير ما حدث وأن كل ما في الأمر أنه أخذ منه الهاتف وطلب منه أداء بعض الأعمال المنزلية.
ولكن الأعمال المنزلية لا تعتبر ضمن عمالة الأطفال ولذلك فإن الأب لم يكن متهم بشيء، وبالعكس فإن الضابط حاول أن يفهم ما الذي جعل الفتى يتهم والده ويقدم فيه بلاغ وهل هناك سبب أخر مخفي يضع الأب خلف القضبان، وعندما استوضح الأمر ولم يجد أي إجابة من الصبي، فإن الضابط نصح الأب بتهذيب ابنه ووجه للفتى الحديث وقال ان ترك الهاتف الجوال فترة من الوقت لهو أمر جيد
ولكن الإبن أجاب إجابة صادمة: وهل تظن حقًا أنني املك هذا الهاتف فقط؟ إنك ساذج جدًا.
وعندما انتشر الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي فإن الأهالي اتهمت الابن بالعقوق وطالبت الأب والأم ان يتخذوا إجراء صارم مع الابن قبل فوات الأوان.
ماذا لو حدث ذلك عندنا هنا في مصر، هل يستطيع الأب أو الأم الآن ان يأخذ الهاتف المحمول من بين يدي الصغار؟ وهل يستطيعون أن يوكلوا أعمال منزلية لهم؟ وماذا لو حدث؟ ماذا سيكون رد فعل الصغار؟ هل سيذهبون للشرطة يقدمون بلاغا ضد أباءهم؟ هل سيتصلون بخط نجدة الطفل؟ وهل سيعتبر ذلك ضمن سوء معاملة الصغار؟ وهل ستقف الجمعيات الاجتماعية والمجالس القومية المعنية لجوار الصغير ضد والديه أم مع الوالدين ويقدمون الدعم لإصلاح الصغير؟
هل سيخرج علينا مذيع لامع يصرخ في وجهنا: يا لقسوة الأباء في معاملة الأبناء
أو مذيعة مخضرمة تصرخ: انظروا لما وصلنا إليه الأب المتعنت يسيء لصغيره ويجبره على الأعمال المنزلية ويحرمه من الهاتف المحمول يا للقسوة.
أذكر حلقة للأستاذة المذيعة “منى الشاذلى” أثناء فترة الكورونا استضافت فيها الفنانة “منى ذكي” وسألتها كيف كانت تقضي فترة الحجر الصحي، فمن ضمن الأشياء التي ذكرتها “منى ذكي “أنها كانت تجعل أبناءها يقومون بأداء الأعمال المنزلية، فما كان من “منى الشاذلي” أن قالت أنه ظلم ونعتتها أنها ام قاسية، ولم أفهم الحقيقة أين القسوة فيما ذكرته “منى ذكي “وبخاصة عندما عرضت الفيديوهات التي يقوم بها الصغار بالمهمة فالأمر كان بسيط وغير مجهد بالمرة فالصغير يمسح التراب من على منضدة تلمع أصلا.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال