الأسطى عبده البلف شخصية من لحم وتييت

في دنيا صناعة المحتوى، الجميع يبحث عن نقطة تميز، تلك هي السر نقطة يتميز بها في بحر صناع المحتوى، شيء يمتلكه ولا يمتلكه غيره، وبذلك يضمن حصة من ملايين المشاهدات اليومية التي تسجلها منصات العرض، وفي رحلة البحث عن التميز، قد يلجئ صانع المحتوى لصناعة شخصية خيالية لتكون عنصر جذب، كما فعل يحيى عزام مع شخصية الأسطى عبده البلف والتي ربما تنافس أو تتفوق على يحيى عزام نفسه في النجومية والانتشار.

للكرة بلف واحد هو الأسطى عبده

يحيى عزام أو عبده البلف صانع محتوى يقدم محتوى متنوع وإن كان أكثر شهرة بين محبي المحتوى الرياضي ولاعبي الفانتازي، ولكنه على جانب أخر يقدم محتوى حكي عبر سلسلة “قصة مش مهم تسمعها” ومحتوى ألعاب من خلال لعبة الورق “سكرو” أو حتى المشاركة في تحديات معلومات كرة القدم مع صناع محتوى آخرين.

• بالمناسبة يمكن اعتبار يحيى عزام صاحب أفضل محتوى للعبة ورق في صناع المحتوى العربي، لأن الأمر تحدي حقيق لصانع المحتوى، من حيث تعقيد عملية التصوير ومتابعة الكروت، وأيضًا خلق محتوى غير ممل أو سخيف من لعبة كروت في العادي تعتمد على تركيز اللاعبين –

ولكن بكل هذه الأشكال من صناعة المحتوى، لم يقدم يحيى عزام ما هو أكثر تعقيدًا أو تميزًا من شخصية الأسطى عبده البلف، الشخصية صاحبة الحكمة والفجاجة والإيحاءات الخارجة، وخفيفة الدم والروح أيضًا، عبده البلف هو شخصية عجلاتي يتحدث في الكرة، توليفة على بساطتها ولكنها شديدة التعقيد.

للحفاظ على تون صوت طوال فترات التصوير، بل والحفاظ على الشخصية نفسها لا يخرج عنها، بداية من الصوت الأجش المغاير تمامًا لصوت يحيى عزام، واللزمات اللفظية والحوارية، واختلاف طريقة المزاح والكوميديا، بالإضافة لطريقة استقبالا الجمل والتعامل معها بشكل فوري وبسرعة بديهة بطريقة عبده البلف لا يحيى عزام.

فتذكر أن الأسطى يحبك

مما يزيد من تعقيد تقديم شخصية الأسطى، أولا أنها شخصية بلا سكريبت، فلا حوار مكتوب أو مشاهد معده ومكتوبة سلفًا، وعليها أن تتفاعل مع من حولها، بل وتصنع محتوى من خلال هذه التفاعلات، ليظهر الأمر كأنه شخص مختلف كليًا عن شخصية يحيى عزام التي نعرفها، ولهذا يلجئ يحيى عزام لعدة نقاط يصنع من خلالها الفارق بين الشخصيتين.

الملامح الخارجية لشخصية عبده البلف مختلفة، تفصيلة بسيطة مثل الأيس كاب، وابتسامة بها بعض الخبث الفطري المحبب، مع انحناءة ظهر خفيفة، تصنع اختلاف كبير، وتعد مدخل جيد للشخصية نفسها، مما يسهل على صاحبها تقديمها، بالإضافة لحرص من حوله في التعامل معه كعبده البلف، وينادونه بلقب الأسطى.

بينما تأتي الأباحة أو الرد شبه الفج أو المفخخ بالإيحاءات أحد أهم التفاصيل الداخلية لشخصية الأسطى، رغم أن يحيى عزام يشارك الأسطى تلك الصفة، ولكن هناك طريقة مختلفة لتلك الفجاجة التي تسمح بخروج ألفاظ تختفي تحت صوت صافرة “تييت” وتلك المساحة مفتوحة دائمًا أمام الأسطى عبده البلف بينما هي محدودة أمام يحيى عزام.

إقرأ أيضا

معبد أرتميس..واحد من أعظم عجائب العالم القديم

يعتبر عبده البلف بتركيبة شخصيته هي جواز سفر ليحيى عزام، لتقديم ما لديه موهبة، موهبة تقتصر على صناعة محتوى مختلف، ومتجدد ومعقد، ولكن لخلق شخصيتين للجمهور يختار الجمهور من يحبها، لقدرته على إقناعك بحقيقة عبده البلف وتلقائيته وأيضًا إقناعك أن يحيى عزام هو شخصية أخرى تتسم بالطيبة، بينما يترك الجانب الشرير للأسطى، مثل دكتور جيكيل ومستر هايد، ليقدم لنا يحيى عزام شخصية من لحم وتييت وربما هي الأكثر اكتمالًا في دنيا صناعة المحتوى حتى الآن.