الأم تيريزا .. القديسة الوهمية التي ارتكبت جرائم في حق الإنسانية
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ قررت أجنس أن تهب نفسها للرهبنة وحتى أصبحت الأم تيريزا الشهيرة أو “المقدسة” – كما أقنعونا – وخلعت اللبس المميز للراهبات وارتدت الساري الهندي و أسّست جمعية أخوة المحبّة عام 1963 الخاصة بالرهبان وحتى وفاتها في سبتمبر 1997 وهي تصنع أسطورتها الخاصة على مهل أو يصنعها الإعلام بينما أثارت المسيرة العديد من علامات الاستفهام.
ولأن انتقاد السيدة المقدسة الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، والتي وصلت مساعدتها عبر جمعيتها إلى أكثر من 100 دولة، واعترفت بها الكنيسة قديسةً رسميًا، لكن لديها جانب أخر آن لنا أن نتحدث فيه.
لم تكن الأم تيريزا تحبّ الفقراء، فقد كتب المؤلف كريستوفر هيتشنز في كتابه “وضعية المبشّر: الأم تيريزا بين النظرية والتطبيق“، بأن الأم تريزا كانت تحبّ الفقر، فقد صرّحت أن المعاناة هديّة من عند الله، وكانت ترفض إعطاء المسكّنات للمرضى الذين على حافة الموت.
هناك شيء جميل في رؤية الفقراء يقبلون الهبات، ويعانون مثل المسيح، فالعالم يجني كثيرًا من معاناتهم
كان هذا تصريح أدلت به الأم تيريزا، الذي جعل الكاتب هيتشنز يصف منهج الأم تيريزا بأنه يكرس الألم والمعاناة والموت.
كذلك رفضت القديسة عمل المرأة وحاربته بكل جهودها فساهمت في نشر الفقر في كل من تبعها واستفاد من معوناتها
وحاربت تمكين المرأة وأعلنت أن دورها كمخلوقٍ هدفه التناسل فقط، وكانت تعتبر وسائل منع الحمل مُجرمة وتخرج من يستخدمها من الملة.
من أبرز الانتقادات التي نالت من الأم تيريزا أن منظمتها الخيرية عانت نقصًا فادحًا في الأدوية والغذاء، وحتى خدمات العناية بالمرضى، ووصفت بعثات الأطباء الذين زاروا العديد من هذه المراكز بأنها بيوت للموت.
وقال الأطباء أيضًا أن ثلثا المرضى الذين حضروا إلى هذه المراكز كانوا يأملون في العثور على طبيب لعلاجهم، بينما مات آخرون دون تلقي الرعاية المناسبة، ولاحظ الأطباء نقصًا كبيرًا في النظافة، فضلاً عن نقص الرعاية الفعلية، وعدم كفاية الغذاء، بل وعدم وجود مسكنات للألم؛ ولا تكمن المشكلة في نقص الأموال لأن الأم تيريزا عبر هذه المؤسسة جمعت مئات الملايين من الدولارات.
فريق الأم تيريزا لم تكن له دراية عميقة بالطب، كما لم يراعوا الأساليب المتبعة في العناية الطبيّة والمعايير الصحيّة السليمة، فكانوا يستخدمون الحقن عدّة مرات وبدون تعقيم، والمثبت أن عدد الذين تمّت العناية بهم أقلّ بكثير مما أظهره الإعلام
ولدرجة أن الأهم عندها أنها كانت تشجع سرا على تعميد المرضى المحتضرين دون علمهم ولا موافقتهم
وأدعت ذات مرة أن مرض الجذام هبة جميلة من عند الإله
بينما كانت هي تتلقى رعايتها الصحية الشخصية في أرقى عيادات (كاليفورنيا)، وليس في عيادات منظمتها
حيث فضلت القديسة تلقي الرعاية الطبية اللازمة لنفسها في أرقى وأكثر العيادات تكلفة في العالم الغربي خلال معاناتها مع الأمراض والأزمات القلبية، وكذا مختلف الأمراض المتعلقة بالشيخوخة، وكانت تفضل عيادة طبية معينة في ولاية (كاليفورنيا).
دراسة نقدية أخرى أجراها علماء من جامعة مونتريال في كندا سنة 2013، جمع الباحثون فيها 502 وثيقة عن حياة وعمل الأم تيريزا، وتخلصوا من 195 نسخة مكررة، ودققوا في 287 وثيقة لإجراء تحليلهم، وهو ما يمثل 96% من المؤلفات عن الأم تيريزا وخلصوا إلى أن أسطورة العطاء والإيثار للأم تيريزا أتت من حملة إعلامية مكثفة وفعالة؛ أظهرتها بوصفها رمزًا من القدسية والطهارة، وأكدوا أن طريقتها مشبوهة إلى حد ما في رعاية المرضى، ومشكوك في اتصالاتها السياسية؛ وإدارتها المخزية لملايين الدولارات التي حولت إلى حساباتها السرية؛ وتلقتها عبر جمعيتها، كما أن آراءها العقائدية متشددة وبالأخص حين تحدثت عن الإجهاض ومنع الحمل والطلاق.
ويبرز سؤال كيف كانت الأم القديسة تنفق الإيرادات السنوية لمنظمتها التي كانت تقدر بـ72 مليون دولار سنويا من التبرعات؟ لا أحد يعلم بشكل قاطع أين كانت كل تلك الأموال تذهب، لكن دراسة وتحقيقا أجرته مجلة ألمانية إخبارية تحمل اسم الـ(ستيرن) Stern كشفت أن نسبة 7 بالمائة فقط من كل تلك الإيرادات كانت تُنفق في نشاطات المنظمة الخيرية.
ويرجح البعض أن كل تلك الأموال كانت تٌدار من طرف الفاتيكان منذ سنة 1965، ولا توجد أية شفافية في الموضوع.
في سنة 2008، أخبرت الأخت نيرمالا، وهي إحدى المسؤولات الرفيعات السابقات في منظمة “المبشرين للأعمال الخيرية” وسائل الإعلام بأن المنظمة كانت تتلقى ”أرقاما غير عادية من التبرعات كل سنة“، وعندما سئلت عن مآل كل تلك التبرعات والأموال، لم تكن إجابتها محددة، بل كانت سخيفة حيث قالت: ”الرب أدرى، فهو مَصرِفِيُّنا“.
كشفت مجلة «فوربس» أن الأم تيريزا تلقت من المحتال الأمريكي تشارلز كيتينج مبلغ مليون دولار، وحين أدين بجرائمه، ظهرت دعوات عديدة تناشد الأم تيريزا برد الأموال لكنها آثرت الصمت.
المرأة التي دخلت عالم الرهبنة عام 1931 واتخذت لنفسها اسم تريزا، ولم تلبث أن انتقلت إلى البنغال وتعلمت اللغة المحلية وقضت 66 عاما في هذا السلك، كانت مجرد أسطورة صنعها إعلام مأجور وصدقها العالم بأكمله
ويبقى مضحكا أن أول معجزات الأم تيريزا الوهمية التي وهبتها مع الكنيسة لقب قديسة كانت عبارة عن دجل سخيف، فقد أدعى أحدهم أن شعاعا من النور صدر من إحدى صور الأم القديسة نحو امرأة مريضة في البنغال تعاني من ورم سرطاني وشفاها فورا من السرطان.
لكن الطبيب المعالج لتلك المرأة التي ادعى الإعلام شفائها من السرطان أعلن أنها لم تصب به أصلا من قبل؛ بل كان مرضها عبارة عن كيس في الرئة، والذي ساهمت الأدوية الموصوفة لها من طرف أطبائها في شفائها منه تماما بعيدا عن “كشاف” الأخت تيريزا.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال