الأمومة.. العذاب الخفي المرتعب
مولود جديد يعني للأم الكثير من الحب والدلال والابتسامات، والسهر والقلق والصبر، ولكن الأمومة لها وجه آخر يلتهم الأمهات في صمت..
نسبة كبيرة جداً من الأمهات الجدد يعانين مما يسمي اكتئاب ما بعد الولادة، هو نوع من الاضطراب الذي يصيب الأم لأسباب هرمونية وبسبب عوامل متداخلة كثيرة، النسبة الرسمية في الاحصائيات والتي تتعدى 27 بالمئة في العديد من المصادر الطبية، لا تعبر في عن الأرقام الحقيقية خاصة في الدول النامية والتي تعاني فيها الأمهات بشكل متضاعف من كثرة مهام الأمومة بسبب الأفكار الذكورية التي تجعل الكثير من الآباء يمتنعون عن مشاركة الأم مهامها الجديدة بدعوى أن الله قد هيئها هي فقط لذلك، و هو ما يصيب الأمهات بإحباط ومشاعر سلبية مختلطة.
في الحقيقة خطورة الأمر لا يتعدى بعض البكاء والعصبية، اكتئاب ما بعد الولادة هو مرض حقيقي وشبح يأكل الأسرة كاملة وليس الأم فقط، حيث ازدياد نسب الانتحار بعد الولادة في حالات كثيرة، وحتى التسبب في أذى للطفل المولود في حالات أخرى حينما تكون الإصابة أكثر خطورة.
مشكلة اكتئاب ما بعد الولادة بحسب احصائيات عدة لا تنتهي بعد فترة وجيزة من الولادة كما يفهم البعض، إن هذا المرض الصامت من الممكن أن يمتد لسنوات مع الأم دون أن تدري هي أن ما تعاني منه هو اكتئاب ما بعد الولادة خاصة لو أنها في بيئة غير داعمة للأمهات.
أما عن اكتئاب ما بعد الولادة في فترة الحظر وانتشار جائحة كوفيد 19 فله شكل أسوء بسبب أجواء القلق والحظر والوفيات والإصابات خاصة في الدول التي تكثر فيها الوفيات والإصابات، من الممكن أن تمتد آثارها لسنوات عدة إذا لم يتم الانتباه لها بشكل حقيقي وتقديم الدعم اللازم للأم والمولود حتى لا تغرق الأم في مشاعر سلبية تؤثر بالسوء على الطفل بشكل رئيس وعلى المجتمع كله، فأمهات أصحاء سعيدات يعني مجتمع سعيد متوازن.