همتك نعدل الكفة
488   مشاهدة  

الأومباشي “سيد سليمان” أول جندي وضعت صورته على طابع بريد بعد .. منوفي برضو

الأومباشي


في نوفمبر من عام 1952 فكرت مصلحة البريد في تصميمات مختلفة لطوابع البريد التي يجب أن تتسم بطابع “العهد الجديد” فكان أول طابع يحمل صورة فلاح تلاه طابع يحمل صورة جندي كممثلين لطبقات الشعب ..
حملت التصميمات الجديدة صور حقيقية لأشخاص حقيقيين فتم اختيار عدد كبير من الفلاحين و الجنود لتصويرهم و عرضت على مجلس الوزراء فأقر بعضها قبل رفعها للرئيس اللواء “محمد نجيب” الذي اعترض على المجموعة الخاصة بالجندي و قد أعيد البحث عن جندي آخر فلما تم اختياره وافق عليه الرئيس و قال : ( نعم .. هذا هو الجندي الذي يجب أن يمثل مصر )
هكذا ظهر وجه الأومباشي “سيد سليمان كريم” على مجموعة طوابع “الدفاع” ليمثل مصر في العالم ..

طابع

في بشرة وجهه البرونزي سمرة من صنع شمس مصر الدافئة ، و في عينيه بريق و عزم و قوة و تأمل ، هذا هو “سيد سليمان كريم” المولود في 25 أكتوبر سنة 1928 في قرية العسالقة مركز شبين الكوم ، و في صباه كان يذهب للمدرسة الإلزامية في الصباح و يعمل في الحقل بعد ذلك ، و لما أتم دراسته إنقطع عن العمل في الأرض ثم راقت له التجارة فدخل ميدانها و راح يتنقل بين الحقل و أسواق القرى ..
و فكر سيد في الزواج ، و لكن إدارة التجنيد ارسلت إليه فعدل عن مشروعه ، و دخل الجيش في 14 فبراير سنة 1950 ، و في الجيش كان سيد جنديا مثاليا يحتذى في كل شيء ..
سمع عن دراسات محو الأمية بين الجنود فتقدم لها و لم يلبث أن حاز شهادتها ، و حصل على الدرجات النهائية في جميع المواد ..
و لما نجح في امتحان فرقة التربية البدنية للألعاب الرياضية في أول يوليو سنة 1951 كوفئ بشريط أحمر على ذراعه و عين مدربا للتربية البدنية بإتحاد القوات المسلحة ..
و تقدم لإمتحان الترقي لدرجة “اومباشي”  – عريف حاليا – و في أول نوفمبر سنة 1952 استقر الشريط الأحمر الثاني على ذراعه ..
و أبدى تفوقا في استعمال البندقية الرشاش “لانكستر” فأصبح مدربا لاستعمالها في المدفعية المحافظة بالقلعة ..

هذة قصة حياة “سيد” أما قصة اختياره لتمثيل مصر على طابع بريد فقد وردت على لسانه فقال :
في شهر نوفمبر من عام 1952 إختاروني مع إثنين من الجنود من وحدات أخرى ، والتقطوا لنا عدة صور ، و لم نعرف ماذا حدث بعد ذلك حتى فقدت الأمل في أن أفوز بهذا الفخر ، فخر وضع صورتي على طابع بريد ! و مضى على ذلك شهر حتى ارسلت المصلحة المختصة تطلب إلى المتحف الحربي إرسال بعض الجنود لتصويرهم من جديد ، و قام المتحف بإبلاغ ذلك إلى المدفعية المحافظة ، فاختار اليوزباشي “عباس صدقي” أربعة من الجنود من بين 72 جنديا ، و كنت أنا أحد هؤلاء المحظوظين الأربعة !!
و ذهبنا إلى المتحف الحربي و أشرف الصاغ “عبد الواحد الوكيل” على تمام الزي الذي نرتديه زي “القيافة” التامة الذي يستعمل في التشريفات ، و التقطوا لنا في المتحف عشرات الصور ، و كنت أتأمل وجوه زملائي الثلاثة و أؤكد لنفسي أنني لابد فائز ..
و عشت احلم بهذا الفوز و طال انتظاري حتى كاد اليأس يتسلل إلى نفسي ، و كان الاختيار قد وقع علي بالفعل ، و لكن أحد لم يبلغني ، و ذات صباح وجدت صورتي منشورة في الأهرام داخل إطار الطابع الجديد ، و حين أفقت من دهشتي كان زملائي يحيطون بي فرحين و مهنئين ..
و لم يسمع أقاربي و أهل بلدتي بما حدث و سأجعلها مفاجأة سعيدة لهم حين أزورهم في أقرب فرصة ، هذا إذا لم يقرأوا الموضوع في مجلة الاثنين ..
و ختم الأونباشي “سيد” حديثه قائلا :
ستنتهي مدة خدمتي بالجيش في أول مارس سنة 1952 ، و لكنني لن اترك خدمة الجيش و الحكومة و سألتحق عقب خروجي بوظيفة “مخبر مباحث” …..

هذا وقد توفي الأونباشي سيد سليمان في 13 سبتمبر 2016

إقرأ أيضا
حرب البوظة

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان