همتك نعدل الكفة
104   مشاهدة  

الإخوان والكورة .. تلعب معانا يا أخ؟

تلعب معانا يا أخ
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“تلعب معانا يا أخ؟”.. لا أظن أن أحدًا من جيل التسعينات لم يسمع تلك الجملة من أحد المنتمين لعناصر الجماعة الإرهابية المحظورة عندما كانوا يصنعون دوائر صغيرة من شخصين أو ثلاثة يصطادون فيها شابًا يظنون فيه عدم القدرة على المجادلة، ليبثون في أذنيه أفكارهم تمهيدًا لتدجينه فيما بعد.. ذلك العرض الذي لم يفشل أبدًا في استقطاب طاقات الشباب وشغف كرة القدم الذي يعتبره المصريون كالماء والهواء، فالمصري يولد كرويًا بطبعه.

اقرأ أيضًا 
أيام فتح الجاكيت ودراما حياة المصريين في السنة السوداء

“تلعب معانا يا أخ؟” .. كان ذلك العرض كفيلًا بأن يلتف آلاف الشباب حول الجماعة الإرهابية المحظورة .. وعملت الجماعة على تضفير أفكارهم المنغلقة والإقصائية في خطوط متداخلة مع كينونة كرة القدم والهدف منها والمزاج والمتعة والانفعال الناتج من تفاعل الشباب وخاصة في سن المراهقة وعدم النضج في الأفكار قبل أن تكتمل شخصية الشباب وأهدافه وتضّح رؤيته لنفسه ولدينه وللعالم.

تلعب معانا يا أخ
من دورات كرة القدم التي نظمها حزب الحرية والعدالة

وكانت مباريات كرة القدم الإخوانية عبارة عن حصة تدريبية على الأفكار لا على لعب الكرة، فمثلًا قبل أن تبدأ المباراة سيوقفك أحدهم قائلًا : أن كرة القدم عبارة عن لهو إلا في خدمة الله ورسوله، والمعنى المضمون أن كرة القدم الحرّة كلعبة يعشقها لاعبها دون الهدف من خدمة القوة الناعمة للجماعة هي محض سعي لا هدف منه الإ إذا كانت أداة من أدوات الجماعة .. ومثلا عندما يحرز أحدهم هدفًا يوقفك أحدهم آمرًا بأن تحتفل على الطريقة (الدينية) وهي الصراخ بأعلى صوت بأذكار محددة بعد إحراز الهدف .. ذلك لصبغ تفاصيل الكرة بالصبغة الإخوانية ومن ثم السيطرة على شغف ومزاج المراهق ليسهل تمرير ما هو يحتاج نسبة عالية من الطاعة والرضوخ للقيادة الإخوانية .. فيتحول “كابتن” فريق الكرة إلى “شيخ” للشاب يتلقى منه محاضراته قبل المباراة وبعدها، وتتمرر من الكرة تلك الأفكار الإرهابية حيث لا مكان في الملعب إلا لكل من هو إخوانيًا أو تابعًا للجماعة المحظورة بأي شكل من الأشكال.

وبعد ثورة ثلاثين يونيو استغلت الجماعة الإرهابية المحظورة ذلك الارتباط العاطفي بين شباب الجماعة أو المحبين والملتفين حولهم وكرة القدم التنظيمية، واستغلوا الإرث الكبير لهم في ذلك الإطار، وبدأت الكتابات التحريضية على الصفحات الإخوانية تحاول إثناء الشباب عن النزول ضد الإخوان المسلمين لإنهاء السنة السوداء.

وبدأوا بنشر تلك البوستات المنظمة المكتوبة بلهجة عاطفية :
“بقى الإخوان اللي كانوا بينظموا لنا لعب كورة إسبوعيًا نطلع عليهم ؟” .. واستطاعوا بعد الثورة تجييش عدد من الشباب عبر تلك اللهجة التي استخدموا فيها الكرة كعنصر مداعبة عاطفية، واستخدموا عناصر من الشباب في صناعة الفوضى والحرائق والتخريب الممنهج للبنية التحتية للدولة المصرية عقب ثورة الثلاثون من يونيو مباشرة .. وكان نضال الشعب المصري وفي مقدمته أجهزة الأمن المصرية يضرب به الأمثال في كيفية محاربة الخلايا السرطانية لجسم كاد أن يُفتَك ليتم إنقاذه في اللحظة الأخيرة .. واختار الشعب المصري أن يلعب لصالح مصر، لا يلعب معاهم !

إقرأ أيضا
علي جمعة وبرنامج نور الدين

الكاتب

  • تلعب معانا يا أخ محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان