الإسكندرية ليست مجرد مطاعم (3)

في سلسلة بدأت فيها أكتب عن الأماكن التي يمكنك زياراتها في الإسكندرية  بعيدا عن آراء الفوود بلوجرز عن المطاعم والكافيهات. وأدرك جيدا أن الجميع يريد التسويق لمطعمه ومكانه الخاص كي يكبر وينجح ويستعين بالبلوجرز كي يسوقون للمكان، ولكن هذه الفيديوهات المنتشرة جعلن من الإسكندرية الساحرة مدينة مطاعم للبعض رغم وجود الكثير من الأماكن السياحية بها.

عامود السواري

 من الأماكن الآثرية التي يمكنك زيارتها بالإسكندرية، عامود السواري وقد تم بناءه  تمجيدا للإمبراطور الروماني دقلديانوس وشكرًا له على إعادة توزيع حصة القمح التي كان من المفترض أن ترسلها مصر إلى روما.
و قد كُتب على الجزء العلوي من قاعدة العمود:”للإمبراطور العادل الإله الحامي للإسكندرية دقلديانوس الذي لا يقهر أقام والي مصر هذا العمود” ولا تقرأ هذه الكلمات سوى تحت ضوء الشمس الواضح.

اقرأ أيضا…الاسكندرية ليست مجرد مطاعم (1)

ومن بنوا عامود السواري هم أهل الاسكندرية أنفسهم حينذاك الإسكندرية، و يقع العمود وسط معبد السرابيوم فوق تل باب سدرة وبين مقابر المسلمين وهضبة كوم الشقاقة.

وتوجد نقوشات مختلفة على هذا العامود بأسماء ملوك من المصريين القدماء، كالملك رمسيس الثاني، والملك سيتي الثاني.

ويصل طول عامود السواري إلى 27 مترًا، وهو مصنوع من الجرانيت الأحمر. وقد سمي العمود بالسواري لأن بعصر العرب كان يوجد بين 400 عمود تشبه صواري السفن أطلق عليها ساري السواري ثم حرفت إلي عمود السواري .

مقابر الشاطبي الآثرية

لو كنت من هؤلاء الذين يحبون زيارة المقابر الآثرية، فمقابر الشاطبي ومقابر مصطفى كامل ومقابر الأنفوشي ، كما هنالك مقابر اليونانين أيضا ولكن غير مفتوحة للجماهير طوال الوقت على عكس المقابر السابق ذكرها المفتوحة بتذكرة .

                وأشهر هذه المقابر هي مقابر الشاطبي، ويرجع تاريخها للقرن الثالث والرابع  قبل الميلاد بالعصر البطلمي، واكتشفت بهذه المقابر أكثر من حجرة للدفن عام 1893، وتعتبر المقابر الوحيدة المكتشفة خارج أسوار مدينة الإسكندرية القديمة.

وقد وجد بالمقابر تماثيل فخارية تسمى بتماثيل “التانجرا” لسيدات العصر البطلمي النادرة والتي تعبر عن حياة سيدات الإسكندرية بهذا العصر وشكل ملابسهن الأنيقة وقباعتهم وقصات شعرهم المميزة التي تشبه لقصات عالمية الآن، وهذه التماثيل كانت يضعونها بالمقابر بلا سبب واضح ، وهي مازالت تحتفظ بألوانها الزهرية والبنية والوردية والصفراء إلى الآن حيث الألوان التي كانت تستخدم تميزت بأنها عالية الجودة وقد نقلب للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، وتتميز التماثيل أيضًا بالصلابة واحتمالها الرطوبة والمياه الجوفية لما يقرب من ألفي عام حتى تم اكتشافها .

وعثرعلى بقايا تمثايل أخرى وأعمدة من الجرانيت تزين المقابر يرجح البعض أنها تعود لمعابد جنائزية، ولوحات مرسوم فيها الحياة اليومية بهذا العصر، وسرائر دفن منحوتة بالصخر، وتم العثور كذلك على شواهد قبور تحتوي على منظار الوداع للمتوفي وأجزاء من حياته اليومية وتارخ وفاته ولكن كل هذه المعالم اختفت تقريبًا مع الزمن.

أسلوب الدفن بهذه المقابر بين الدفن بتوابيت أو بأونٍ فخارية تميزت بالنقوشات والزخارف الجميلة التي اندثرت كلها تقريبًا بفعل تأثرها وتأثر المقابر بعوامل التعرية من هواء البحر لكونها تطل على البحر مباشرة، أو من المياه الجوفية والأمطار.

وتقع مقابر الشاطبي بجوار بيت الشباب الذي لا يبعد كثيرًا عن بيت الطلبة وعن مكتبة الإسكندرية.

متحف الفنون الجميلة

إقرأ أيضا

أبطال يلهمون الأجيال.. جوائز الدول تُكرم رواد التغيير

المتحف يجذب دائمًا السياح لاحتوائه على مجموعة من  اللوحات النادرة  التي  تتميز بأنها لفنانين من الشرق والغرب معًا، جمعهم شيء واحد؛ شغفهم وحبهم للرسم والفن.

وتوجد لوحات بهذا المتحف من القرن الخامس عشر والسادس عشر لفنانين من الألمان، والمتحف قائم على مجموعة من الهدايا أهداها الفنانين للمتحف.

 عام 1906 قرر فنان ألماني سكندري إهداء الاسكندرية مجموعة من اللوحات ومن أوائل هؤلاء الفنانين الذين أهدوا المتحف اللوحات الفنان الألماني السكندري “إداوارد فريد هايم” وهذا منذ أكثر من 113 سنة، حيث أهدى لبلدية الاسكندرية أكثر من 200 عمل.

ويقع  متحف الفنون الجميلة  بأول منطقة محرم بك بالاسكندرية، تحديدا مقابل كوبري يسمي بكوبري “العين الواحدة” وهو مقابل أيضًا لاستاد الاسكندرية؛ لذلك تعد هذه المنطقة من المناطق المميزة لمدينة الإسكندرية.