الاعتزال والعودة بسرعة الضوء.. مجدي صبحي “رايح جاي”
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد
20 يوما فقط فصلت بين قرار اعتزال الممثل مجدي صبحي الفن وعدوله عن قراره الذي وصفه بعدم وجود أي شبه بينه وبين ما يقدم اليوم على الساحة الفنية، واعتراضه على المحتوى الفني، بينما قال إنه تراجع عن القرار بعد موجة غضب طالبته بالعودة من جديد، وذلك تزامنا مع تصريحات شقيقه الأكبر الفنان محمد صبحي بعودته هو الآخر للشاشة الصغيرة.
ما بين قرار اعتزال مجدي صبحي والعودة مرة أخرى كما قلنا 20 يوما فقط، تخللها منشور آخر -حذفه بعد نشره- يبكي فيه على أطلال الصداقة بين الفنانين، ويشكو من عدم سؤال أي زميل عنه، بل ويهاجم الوسط الفني واصفا إياه بالمزيف المليئ بالمجاملات والابتسامات غير الصادقة.
لذك كان من العجيب أن يعدل الرجل عن قراره بعد 20 يوما منه، وأيضا بعد يومين فقط من هجومه على زملائه في الوسط الفني، واتهامه لهم، مدعيا أنهم كانوا يتقربون منه عندما كان في “قمة توهجه الفني”.
مجدي صبحي.. كل حاجة وعكسها
المتابع لصفة مجدي صبحي منذ نشر قرار اعتزاله الذي وصفه بالنهائي ولا رجعة فيه، سيتوقع بكل سهولة عدوله الممثل عن قراره بعد فترة ليست بالقليلة، فمرة ينشر صوره من أعماله الفنية السابقة معلقا “زمن الفن المحترم وأنا عايش على ذكراه إلى أن يختارنى الله”، ثم يوجه رسالة عتاب للرئيس عبد الفتاح السيسي يهين فيها زملائه بشكل مستتر كاتبا “السيد الرئيس المحترم.. كنت زعلان منك قوي لأني حسيت إن حضرتك مش حاسس بالفن والفنانين.. والكثير من الممثلين والمخرجين والمنتجين العظماء قاعدين في بيوتهم بسبب إنهم محترمين”.
وشهدت صفحته منشورا طريفا رواه عن أحد معجبيه حيث كتب “وأنا في وسط البلد اليوم قابلني شاب في مقتبل العمر وقال لي يا أستاذ مجدي ليه سبت التمثيل.. فقلت له الحقيقة.. إن التمثيل هو اللي سابني.. فحضني وقبلني وقلت له يا ابني الكورونا.. فقال مش مهم أنا كده دخلت التاريخ.. فضحكنا سويا وقال لي. ربنا يحفظك لينا يا أستاذ”.
البحث عن توهج مفقود
وهنا نوجه تساؤلات مشروعة للممثل مجدي صبحي، أولها عن ما وصفه بتوهجه الفني، فالمتابع لأدوار الممثل شقيق الفنان الشهير يستطيع أن يحكم بنفسه، ودون الاستعانة بصديق -ناقد فني- على ذلك المستوى الذي يتحدث عنه الرجل، فهو في معظم أعماله الفنية لم يقدم ما يبقى في ذاكرة المشاهد سوى بعض مشاهده في مسرحية “كارمن” مع أخيه محمد صبحي، وربما كان لبراعة الأخ الأكبر في الإخراج وكوميديا الموقف الجانب الأكبر في بقاء تلك المشاهد في ذاكرة المتفرج.
وحتى دوره المحوري في فيلم “نساء خلف القضبان” بدا فيه باهتا للغاية، رغم قوة الشخصية المكتوبة وتفاصيلها التي كان من الممكن أن تجعل منه نجما كبيرا بحق، ويبدو أنه كان يقصد بذلك التوهج تلك الفترة التي كان شقيقه فيها من كبار النجوم المطلوبين في مصر والعالم العربي، أو عندما تولى هو مسؤولية المسرح الكوميدي واستقال منها بعد ذلك بأسباب مشابهة لما أبداها في قرار اعتزاله.
اللي ميشوفش من الغربال
أما التساؤل الثاني لمجدي صبحي فهو لماذا أطلق حكما عاما على ما يقدم في الساحة الفنية بهذا التعسف؟ فهل كل ما يقدم بالفعل لا يليق بالفن المصري؟ وهل نصب الممثل نفسه حاميا له؟
الحقيقة إن ذلك تجنيا منه على صناعة كبيرة تأخذ مجهودا جبارا من القائمين عليها من أجل إخراج محتوى يستمتع به المشاهد، ولا يوجد في أي مكان أو مجال ما يسمى بالكمال والمثالية المطلقة.
ألم تتأثر يا عزيزي مجدي وتنفعل مع المصريين في رمضان الماضي بأحداث مسلسل “الاختيار 2″؟ ألم تصفق كما فعل البعض وأنت تشاهد “هجمة مرتدة”، وتنحبس أنفاسك وأنت ترى مغامرة هنا ومؤنس وحازم في “لعبة نيوتن”؟ ألم تتابع بحب وبهجة مشوار زيزي وتيتو في “عائلة زيزي”، وتبكي مع معاناة أمنية في “الطاوس”، وتتمنى رجوع الحق للأطفال وأولياء أمورهم في قضيتهم بعد انقلاب أوتوبيس المدرسة في “ولاد ناس”؟
عزيزي مجدي صبحي.. “اللي ميشوفش من الغربال يبقى أعمى”، هذا جزء من الأعمال التي قدمت فقط في رمضان الماضي، كلها تحمل فكرة محترمة وهدفا ورسالة قوية، تماما كالتي علمنا إياها أخوك الأكبر محمد صبحي في صغرنا، فكيف تدعي أن ما يقدم لا يليق بالفن المصري؟
ارحمونا يرحمكم الله
أما ما وصفت به رفاقك في الوسط الفني في منشورك الذي قمت بحذفه بعد ذلك، فهو محور التساؤل الثالث، فإن كان الحديث صحيحا في الشق الأول فلما يسمح الرجل المهذب صاحب المبادئ لنفسه بالعودة مرة أخرى لتلك الشرذمة من البشر الذين لا يعرفون الصداقة والوفاء ويلهثون وراء مصالحهم فقط دون أي اعتبار للمشاعر الإنسانية؟
عزيزي مجدي صبحي، نتقدم إليك برجاء ومن قبلك زميلتك مها أحمد وغيركما من الذين يخرجون علينا كل يوم بحثا عن تريند يعيد إليهم الأضواء المنحسرة، أن يكفوا أيديهم عنا قليلا.. “ارحمونا يرحمكم الله”.
الكاتب
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد