البحر ينصف إنسان النياندرتال.. “لسنا بلهاء ولا أنت أذكى منا أيها المعاصر”!

النياندرتال أو الإنسان البدائي، ذلك الإنسان الذي أظهر ذكاءً غير عادي في عصره؛ استخدم الحجر في قطع اللحوم وعرف صناعة مواد كثيرة يستخدمها الإنسان الحديث مثل النسيج والأحبال، لكن ظل حبيسًا لصورة إنسان الكهف البدائي الأبله الغبي آكل اللحوم؛ حتى جاء البحر وأنصفه!

اهتم العلماء بمعرفة هذا الإنسان الذي استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى منذ  ما يقرب من (350 – 400) ألف عام.

كيف كانت ملامحه، حجمه، حياته، نظامه الغذائي؟ واختلفوا في أمور كثيرة بينها إذا كان النياندرتال يتناول المأكولات البحرية أم لا؟

دلائل عديدة نفت عنه الغباء، وأكدت أن كان إنسان ضخم البنية يجيد الصيد الجماعي واستخدام النار واشتهى اللحوم الحمراء.

شواهد أخرى جديدة، وجدت داخل مسكن عاش بين جدرانه في فيجيرا برافا بجنوب لشبونة تؤكد أنه كان يحب مأكولات البحر وتضيف له صفة الذكاء.

أثبت علماء من جامعة بنسلفانيا في داسة لهم أن تناول الأسماك يزيد من الذكاء ويحسن نوعية النوم لدى الإنسان.

فهذه المأكولات البحرية تحتوي على الأحماض الدهنية “أوميجا 3”.

وجد الباحثون داخل أكوام من القمامة بالكهف الصغير عظام لثعابين وأسماك قرش، وبقايا سرطان مشوي.

وعرف العلماء معلومات جديدة بشأن نظامه الغذائي، وصلوا إلى نظرة جديدة تؤكد أنه كان يحب الموارد البحرية؛ لم يكن يأكلها فقط، بل رافق البحر للعثور على خيراته من أدوات وخرز للمجوهرات.

يبرر أحد العلماء إنسان النياندرتال اختار الإقامة في هذا الكهف الصغير ليخرج إلى البحر ويصطاد.

لم يكتف إنسان النياندرتال بالصيد والأكل العشوائي، بل ميز بين المأكولات الصالحة للتناول والمأكولات السامة، بحسب المواسم.

ووجدوا أصدافًا بحرية تدل على ملاحظته ظاهرة المد والجزر واستغلالها، كما استخدمها لأغراض الزينة.

إقرأ أيضا

“عن أسامة الشاذلي” محبيه حتى اللحظة وإلى الأبد لم يستوعبوا رحيله

ذكر العلماء “تناول مثل هذه المأكولات البحرية يدل على فهمه لضرورة التوازن بين تناول اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية”.

“وصلت عقول إنسان النياندرتال إلى درجة تطور القدرات الفكرية لشعب العصر الحجري الحديث”.

هكذا يدعم العلماء أيضًا فكرتهم بأنه لا اختلاف كبير بين “النياندرتال” ابن عم الإنسان وبين الإنسان المعاصر بالعصر الحجري.

حسب دراسة بمجلة “أناتوميكال ريكورد” أشار فريق من العلماء أن التهابات الأذن المزمنة هو سبب انقراضه قبل 50 ألف عام.

مصادر: (1)، (2)، (3)