التبني للأطفال من أجناس وعروق مختلفة .. مشكلات وخلافات
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
قالت إحدى أطفال التبني، إنه أمر سيء أن يصنف والداي بالتبني الناس وفقًا للونهم وهم يعلمون أنني واحدة من هؤلاء
سأل موقع BuzzFeed بعض أعضاء الموقع ليشاركوا خبراتهم ويعطوا خلاصة تجربتهم كأطفال تبني من عرق وجنس مختلف، وكانت هذه أكثر الإجابات منطقية وأكثرها جدلًا.
قال أحد الأعضاء لابد وأن ينفتح أباء التبني ويكونوا أمناء مع أطفالهم في نقل ثقافات الأطفال الحقيقية وعرقهم الحقيقي، فوالداي من أوروبا أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء، بينما أنا من المكسيك وملامحي مختلفة تمامًا، ولهذا فهما لم يخبراني حقيقة جنسي وأخبراني أنني أوروبي مثلهم مما خلق لي مشكلات عرقية عديدة، حيث لم أرى أحد يشبهني في المنطقة التي كنت أعيش فيها، وحاولت أن أغير لون بشرتي إلى اللون الأبيض وأستخدم عدسات زرقاء لأكون شبه العرق الذي أخبروني أنني أنتمي له.
كنت كلما قابلت شخص جديد لا يعرفني كان يسألني من أين أنا؟ حيث كان شكلي غريب، وأبدو غريبة عن مجتمعي وأنني وحيدة في العالم، وفي عمر 20 عامًا اكتشفت أنني من المكسيك وأنني مواطنة أمريكية بالجنسية، ومن هنا بدأت الاستقرار النفسي وتقبل الذات.
وقالت أخرى أنا نصف أوروبية ونصف أسيوية، تمت عملية التبني منذ كنت وليدة صغيرة وكبرت وتربيت في مجتمع من البيض وأنا أحب أسرتي التي تربيت فيها ولكني لازلت أحلم باليوم الذي أعرف كل شيء عن أسرتي الحقيقية، لأنني علمت أن المجتمع الذي ولدت فيه لا يعرض صغاره للتبني فكنت أرغب في أن أعرف سبب تعرضي للتبني.
وقيل لي بالكذب أنهم يتابعونني عن بعد، وصورا لي أن أهلي أشرار ولهذا كنت أخاف منهم، ولكني عندما كبرت قررت أن أبحث عنهم لاستمع لهم وأعرف القصة من جانبهم ربما يكونوا أناس طيبين.
وقال آخر آنا نصف لاتيني ونصف أمريكي، ولكني تربيت على أنني أمريكي، وكانت أسرتي بالتبني لا تحكي لي شيء عن أصولي اللاتينية، ويؤكدون أنني أمريكي وكلما كبرت كنت أتساءل وأشعر بالجنون من فرق الملامح والشكل ومعلومة أنني أمريكي بينما الناس تتعامل معي بعدم تصديق، وبحثت كثيرا حتى وجدت أمي الحقيقية على الفيس بوك وأقاربي بالدم وبنظرة بسيطة علمت أن أهلي بالتبني كانوا يكذبون مما أثر بالسلب على علاقتنا وبدأت لا أثق فيهم، وكيف أثق بعد أن فشلوا في الاعتراف بحقيقة من أنا؟.
هذا جزء من المشكلات التي تواجه الأبناء بالتبني وحقيقة مواجهتهم اختلافهم عن المجتمع الذي يعيشون فيه، وحل هذه المشكلات هو الاعتراف بالحقيقة، وممارسة الصدق مع الصغار من البداية والاعتراف بحقيقة اختلافهم وتهيئتهم لمواجهه المجتمع ومواجهة هذا الاختلاف وشرح هذا الاختلاف ببساطة وهدوء، ودعم الصغار لمواجهة الاختلاف، وإخبارهم عن ثقافتهم وبيئاتهم التي أتوا منها.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال