همتك نعدل الكفة
141   مشاهدة  

“التضحية .. الفداء .. المجد” .. “الكتيبة 43 صاعقة” وعملية “تأديب إسرائيل” (2-3)

عملية تأديب إسرائيل
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



وعلى الربابة نغني، ونحكي عن أيام ظهر فيها القمر في سيناء الحبيبة بدرًا .. وتلك المرة قصة أخرى من قصص المجموعة 43 صاعقة، هذا الوَحش الغير نائم في سيناء، رأس حربة القوات المسلحة في ليالي الاستنزاف، وطائر العُقاب الذي يتوسط علم مصر والذي يعاقب كل الأفاعي التي تحاول التسلل وبث السموم في الظلام .. وكانت اعترافات القادة والضباط من إسرائيل عن طريق المذكرات والصحف والأرشيف الإسرائيلي للمعلومات هي الشاهد الأبرز على أن مجموعة 43 صاعقة كانت اليد الطولى، ومخلب الصقر الذي افترس الأفعى، وقيَّد حركتها وحامَ حولها وراقبها حتى تخلَّص منها الجميع في سيناء ..  وتعد أبرز الملاحم التي يجب أن نرويها من دفاتر تاريخ المجموعة 43 صاعقة، هي مجموعة “تأديب إسرائيل” !!

 

جانب من حرب الاستعدادات لحرب الاستنزاف
جانب من حرب الاستعدادات لحرب الاستنزاف

وقبل أن نروي تفاصيل العملية علينا مشاهدة الصورة كاملة أولًا حيث خلفية وتوقيت تلك العملية تحديدًا .. حيث أن الأفعى الإسرائيلية قد غارت على ميناء بور توفيق وتحديدًا في شهر يوليو للعام 1969، وضرب جيش الاحتلال الرئيسي إحدى السُفن الرئيسية في الميناء، وأصبحت “عربدة” جيش الاحتلال فوق الاحتمال، فما كان من الفريق عبد القادر حسن، ومساعده اللواء عبد المنعم واصل إلّا أن اجتمعوا مقررين الرد بعملية “تأديب إسرائيل” .. وكان هدف العملية أن يعلم أفراد جيش الاحتلال أن أيامهم في سيناء لن تكون أيامًا لشهر العسل، بل ستكون الجحيم يمشي على قدمين ..  وكان استدعاء المقدم صالح فضل قائد المجموعة حتميًا، وعندما اجتمعوا مع الرجل كان الأمر واضحًا صدرت لك الأوامر “بتأديبهم”!

 

وجَرَت العملية على عدة محاور، أولها هي الاستطلاع شديد الدقة ذلك لأن مشكلة التيار القوي هي أكبر مشاكل النقطة، ومعرفة التوقيت الميت للتيار،‏ وبالإستطلاع والملاحظة والإستشارة تم تحديد الوقت الميت للتيار، وأقصى التوقيتات التي يكون فيها التيار قويًا، وتم وضع خطة إقتحام القناة والإغارة علي حصن لسان بور توفيق وإحداث أكبر خسائر ممكنة به، وكانت الأوامر المشدّدَة أن “عودوا بالأسرى إن أمكن”

أبطال الضفادع البشرية من الجيش المصري
أبطال الضفادع البشرية من الجيش المصري

 

كانت أحد المحاور الرئيسية للعملية هي تشتيت فكر جيش الاحتلال الإسرائيلي في معرفة المجهود الرئيسي للقوة المصرية التي ستقوم بمهاجمة الحصن تقرر تنفيذ الهجوم، وذلك بعدد من القوارب‏‏ كل قارب يحمل جماعة صاعقة معها إكتفاؤها الذاتي من السلاح والذخائر والمعدات وفقا لتخصصها وكل مجموعة معها‏ “بنجالور”، والبنجالور‏ هو عبارة عن ماسورة مليئة بالمتفجرات وتستخدم بطريقة معينة في فتح الثغرات بحقول الألغام وسوف تستخدم لفتح ثغرات في الساتر الترابي المليء بالألغام وبعد الإستقرار علي الخطة المناسبة لعملية الإغارة علي الحصن تم عرضها علي قائد الجيش وبعد مناقشتها تمت الموافقة عليها وبها، وكانت العملية الآن قد وصلت لطور التنفيذ بعد أن عقد الجميع نواياه .. ويا أهلًا بالمعارك .. بنارها نستبارك.. ونطلع منصورين.

 

وبدأت خطة الخداع المُتَفَق عليها في يوم مساء 3 يوليو 1969 وبالتحديد في الساعة الرابعة، حيث بدأ القصف المصري على المواقع واتخد العدو الخنادق ملجئ له .. وتكررت عملية القصف المصري على المواقع الإسرائيلية، ووصلت القوارب المصرية في غضون دقيقتين فقط، وكانت شظية إسرائيلية قد أصابت قارب من القوارب المصرية، وكانت القوات المصرية في سباق مع الزمن لفتح ثغرة في النقطة الحصينة التي عبارة عن حقل ألغام، وأثناء العملية التي كان الملازم أول معتز الشرقاوي يقود الفصيلة اليسارية لها، والملازم أول حامد إبراهيم جلفون قائدًا للفصيلة اليمنى، ويقود الملازم أول محمد عبد المجيد عبد ربه فصيلة أخرى معه، فتحت فصيلة “الشرقاوي” ثغرة في حقل الألغام والساتر الترابي، وواجه معتز الشرقاوي دبابة إسرائيلية وجهًا لوجه فضربها يقذيفة آر بي جي ، وحمل سائقها الإسرائيلي على كتفيه وعاد به أسيرًا .

معركة لسان بورتوفيق وهزيمة إسرائيل
معركة لسان بورتوفيق وهزيمة إسرائيل

وكانت الشظايا الإسرائيلية كانت قد أصابت خمسة في القوارب المصرية، بينما استمروا في التجديف متناسين الإصابات لأجل إنجاح العملي، وبالفعل نجحت العملية حينما انقضَّت القوات المصرية على النقطة الحصينة وقاموا بتدمير الدُشَم والأسلحة ومخازن الذخائر، والعودة بالأسرى الذي شدَّد على عودتهم القادة، واتخذت العملية حوالي 3 أيام كاملة بين كر وفر حتى جاء اتصال اللاسلكي الذي انتظره القائد بأن “تمام يا فندم العملية نجحت”، وكانت الأوامر بالعودة إلى غرب القناة بعدما نجحت العملية تمامًا بحصيلة ضرب 4 دبابات وقتل 44 فردًا من الجيش الإسرائيلي وأسر جنديين إسرائليين، وكان من جانبنا قد استشهد شهيد واحد فقط وإصابة خمسة من أبطال العملية .. ومنذها علمت القيادة في إسرائيل أن دخول سيناء (مش زي) الخروج منها .. وأن القيادة المصرية قد نجحت فعلًا في عملية “تأديب إسرائيل” !

 

 

 

 

إقرأ أيضا
جريس كيلي

 

 

 

 

الكاتب

  • إسرائيل محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان