همتك نعدل الكفة
466   مشاهدة  

التطرف حصان طروادة التدخل الأجنبي .. (1-2) ماذا يحدث في بوركينا فاسو؟

بوركينا فاسو
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



تعد بوركينا فاسو، فولتا العليا سابقًا، صاحبة الرقم القياسي في الانقلابات العسكرية على مستوى قارتنا عمومًا وغربها خصوصًا، ذلك برصيد 9 إنقلابات منذ حصولها على استقلالها عن فرنسا صيف عام 1960 تحت اسم فولتا العليا.

في 2015 تم انتخاب روش مارك كريستيان كابوري رئيسًا للبلاد، عقب إنقلاب عسكري أطاح بالرئيس والحكومة الانتقاليين، وكانت أهم وعود كابوري الانتخابية هو حفظ الأمن في البلاد والقضاء على التنظيمات الإرهابية. ثم تم انتخابه لمدة رئاسية ثانية بنفس الوعود.. لكن لم يتحقق الأمن المنشود بل تزايد عدد ضحايا العمليات الإرهابية وكذلك أعداد النازحين خوفًا من الهجمات، ما ترتب عليه خروج مظاهرات شعبية يوم 22 يناير للاحتجاج على الفشل الحكومي في التعامل مع الأزمة.

لذلك نحاور د. مادي كانتي، المحاضر في كلية العلوم السياسية والإدارية بجامعة بماكو – مالي، والمتخصص في الحركات الإرهابية بغرب أفريقيا، وسينقسم الحوار إلى جزئين.. الأول حول الوضع في بوركينا فاسو والثاني حول تأثير ذلك على أقليم غرب أفريقيا متمثلًا في منظمة الإيكواس.

د. مادي كانتي
د. مادي كانتي

د. مادي كانتي، يستطيع المتابع للمشهد البوركينابي أن يشتم رائحة البارود.. خاصة منذ بداية العام الحالي، ففي بدايات يناير تم الإعلان عن إحباط محاولة إنقلابية بقيادة العقيد إيمانويل زونكرانا، ثم يوم 22 من الشهر نفسه خرجت احتجاجات شعبية كبيرة تندد بفشل الحكومة في التعامل مع ملف الإرهاب، وقام المحتجون بإضرام النيران في مقر الحزب الحاكم بالعاصمة واغادوغو.

دعني أسألك أولًا عن “الإرهاب في بوركينا فاسو”.. من هي الجماعات الإرهابية هناك؟ ومتى ظهرت؟

ج: الإرهاب في بوركينا فاسو ظاهرة قديمة في تواجدها جديدة في تأثيرها، فالأوضاع في منطقة الساحل (ساحل أفريقيا على المحيط الأطلسي) سيئة جدًا منذ بداية الأزمة في مالي عام 2012، في ذلك الحين تحدث كثير من المتخصصين عن علاقة النظام البوركينابي بالإرهاب، حيث كانت هناك تفاهمات بين بليز كومپاورِه (Blaise Compaoré)، الرئيس البوركينابي الأسبق، وبين الجماعات الإرهابية. يمكن تبسيطها في عدم تصدي الأمن البوركينابي لنشاطاتهم في مقابل عدم تنفيذ أي عمليات على أراضيها.

لكن بعد الإطاحة بـ كومپاورِه (2014) بدءت بوركينا تعاني من هجمات إرهابية داخل أراضيها، وحسب تصريحات كابوري (Kaboré)، الرئيس السابق، قامت الجماعات الإرهابية المتواجدة في مالي بالتواصل معه ومطالبته باستكمال أتفاقات كانت قائمة بينهم وبين سلفه كومپاورِه.. لكنه رفض ذلك بشكل قاطع؛ فكانت أول العمليات الإرهابية داخل الحدود البوركينابية بعد أسبوعين فقط من ردع عليهم.

الرئيس الأسبق - بليز كومپاوره
الرئيس الأسبق – بليز كومپاوره

حاليًا أكثر من جماعة تعمل داخل بوركينا فاسو، على رأسهم جماعة أنصار الدين بقيادة إياد آغ غالي – مالي، كما تم تأسيس جماعة أنصار الإسلام بقيادة بوركينباية، ويمكن أن نضيف لهذه القائمة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وجبهة تحرير ماسينا بقيادة أمادو كوفة – مالي، بالإضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

أسماء هذه التنظيمات تشي بمرجعيتها.. لكن ما هي أهدافها المعلنة؟

ج: غالبية هذه الجماعات تعلن عن أهداف رئيسية شبه موحدة، كحماية الإسلامة والمسلمين وتطبيق الشريعة ومحاربة الكفار والحرب ضد النفوذ الغربي وإعلان المنطقة دولة إسلامية… إلخ.

بوركينا فاسو.. مالي.. غينيا.. وغيرهم من دول غرب أفريقيا ذات غالبية سكانية مسلمة يغلب عليها التصوف، فما هي المرجعية الفقهية لهذه الجماعات؟ وكيف انتشرت أفكارها في مجتمعات غرب أفريقيا؟

ج: بالضبط.. أن المسلمين في المنطقة بالكامل يحمل الطابع الصوفي وهو شكل مُسالم جدًا للتدين، لكن مؤخرًا انتشرت الأفكار الراديكالية بين السكان المحليين على يد هذه الجماعات ذات الأفكار المستوردة من الخارج. فالقوانين في غالبية دول المنطقة تسمح بإنشاء المدارس الخاصة وتعطي إدارة هذه المدارس الحق في وضع مناهجها بشكل مستقل، هذا بالإضافة لضعف الرقابة الحكومية بشكل عام على المناهج إن كان في المدارس الخاصة أو تلك التابعة للمساجد وغيرها من المدارس الدينية، ما يعد باب خلفي لتسرب هذه الأفكار المتطرفة.

إياد أغ غالي
إياد أغ غالي

أنت وصفت هذه الأفكار مستوردة.. فلمن تشير أصابع الأتهام بتمويل هذه الجماعات والوقوف خلفها؟

ج: لا نستطيع أن نتهم أحد بأدلة مادية قاطعة.. وإلا كان الأمر منظور الآن في الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، لكن هناك دول خليجية معروفة بدعمها غير الرسمي لهذه الجماعات.

إقرأ أيضا
شقو

على سبيل المثال حين سيطرت الجماعات الإرهابية على مناطق واسعة شمال مالي، جاء الطيران من بعض هذه الدول فورًا تحت ستار مساعدة المدنيين هناك، وسط دهشة المتابعين من قدرة وسرعة هذه الدول في التوصل لاتفاق مع تلك الجماعات حول هدنة بغرض إيصال معونات إنسانية للسكان، بشكل فاق قدرات دول الجوار وحتى المؤسسات الإقليمية والدولية.

ذاك الوقت انتشرت صور وفيديوهات، تم تصويرها من قبل السكان المحليين، توضح أن حمولة الطائرات لم تكن فقط مواد الإغاثة بل ضمت أيضًا أموال وأسلحة.

وبطبيعة الحال لا يمكن تخيل تنظيم مسلح يستطيع البقاء دون تمويلات ضخمة تأمن له المؤن والسلاح والذخيرة وكافة اللوجيستيات المطلوبة، وبطبيعة الحال يتم التمويل بشكل سري.

أمادو كوفة
أمادو كوفة

هذا الجزء تعرفنا على علاقة التطرف الإسلامي بالأزمة في بوركينا فاسو وأيضًا في مالي، انتظرونا في الجزء القادم لنتعرف على مدى تأثير هذه الأوضاع على إقليم غرب أفريقيا ككل ومنظمته الحاكمة الإيكواس، التي سبق تحدثنا عنها بالتفصيل في حوار سابق.

الكاتب

  • بوركينا فاسو رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
2
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان