الجمهور يعيد اكتشاف مسلسل “ريا وسكينة” ليكتسح السوشيال ميديا
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
على الرغم من مرور 18 عام على عرضه، عاد مسلسل ريا وسكينة إلى الساحة مرة أخرى؛ بعد أن أعاد الجمهور اكتشافه وتصديره كتريند. اكتساح العمل الذي لا تزال قنوات كثيرة تعيد عرضه حتى الآن لمنصات السوشيال ميديا ليس الأول، فعلى مدى سنوات كان يعاد نشر حلقات ومشاهد مؤثرة منه. إلا أن تلك المرة كانت الأكثر تأثيرًا والأوسع انتشارًا، حيث استمر التريند حوالي أسبوع وسط آلاف التعليقات المهتمة بعدة تفاصيل جذبتهم.
ريا وسكينة السفاحتان اللتان تحول منزلهما ومسرح جرائمهما خلف قسم اللبان في الإسكندرية إلى مزار سياحي، شكلت قصتهما مادة غنية لمسرحية تعد من أفضل المسرحيات المصرية، أدت فيها دور المجرمتين شادية وسهير البابلي. إضافةً إلى عدة أفلام أولهم كان من بطولة النجم فريد شوقي، تبعته بضعة أفلام تناولت القصة بأسلوب ساخر، على رأسهم إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة وآخر من بطولة يونس شلبي وشريهان.
أمَّا العمل الأشهر الذي تناول القصة بشكل درامي لا يخلو من الكوميديا السوداء، كان مسلسل ريا وسكينة الذي جذب انتباه الجمهور من اليوم الأول لعرضه في أكتوبر 2005م. العمل من بطولة عبلة كامل التي أبدعت كعادتها في دور ريا، وشهد نقلة في أداء سمية الخشاب لدور سكينة، ومن إخراج جمال عبد الحميد الذي ظهر في دور محمد السمني.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي ينتشر فيها المسلسل مرة أخرى ويلقى اهتمام الجمهور، فعلى مر السنوات كانت دائمًا حلقاته تنتشر بين الحين والآخر دون سبب ظاهر سوى حب المشاهدين. ولا تزال مشاهده حاضرة في الذاكرة حتى الآن، تمامًا كتتر المقدمة والنهاية من ألحان عمار الشريعي، وكلمات أحمد فؤاد نجم، وغناء خالد عجاج.
أبرزهم عبلة كامل ومحمد شرف.. شخصيات خطفت الكاميرا في “ريا وسكينة”
كما شارك في العمل العديد من النجوم الكبار، حتى أن أصغر الأدوار الثانوية أثرت في المشاهدين تمامًا كالشخصيات المحورية. في الأدوار الرئيسية تألق سامي العدل، رياض الخولي، صلاح عبد الله، أحمد ماهر، محمد شرف وغيرهم، وكثير من الأدوار الثانوية كانت محض اهتمام الجمهور مثل شريف حلمي، سلمى غريب، وليلى جمال وتقريبًا جميع طاقم العمل.
لكن شخصيات معينة برزت خلال تعليقات المشاهدين على رأسهم عبلة كامل، والتي أدت بانفعالات وعواطف قادرة على خطف الكاميرا في أكثر المشاهد ازدحامًا دون أن تنطق كلمة. في حين أدت سمية الخشاب كما لم ولن تؤدي من قبل، بشخصية سكينة التي تمت معالجتها دراميًا كمدمنة كحول سيئة السلوك، حيث تشربت الأداء بتلقائية لا مثيل لها.
أمَّا محمد شرف فقد أبهر جمهوره في شخصية أبو العلا شقيق ريا وسكينة، بخفة دم وتلقائية غير مصطنعة كانت بطل مشاهده التي تمنى الجمهور لو كانت أطول. موهبة وقبول غير طبيعي غلفت معظم أدوار الراحل، كان لمسلسل ريا وسكينة نصيب الأسد منهم؛ حتى أن البعض رأى أن حلقات المسلسل الأولى حيث ظهر أبو العلا في معظم المشاهد كانت الأفضل.
وبالطبع لا نغفل كادرات جمال عبد الحميد السوداوية والمخيفة وقت الحاجة، والتي امتزجت بملابس ناسبت كل شخصية ورسمت ملامحها بدون مجهود. إضافةً إلى المصطلحات التي غلفت نص صلاح عيسى وسيناريو مصطفى محرم؛ مثل خبص إشارة للمشي البطال، وخبيزة كناية عن الحشيش، والكهربا الاسم الشعبي للترام. كل تلك العوامل اجتمعت في واحد من أنجح الأعمال الدرامية المصرية؛ ليصبح هو المسلسل الذي شاهدناه من قبل، ونشاهده والآن، تمامًا كما سنشاهده مجددًا لننتبه كل مرة إلى تفاصيل أكثر تربطنا بالعمل.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال