عن موضوع الجنسية “لامؤاخذة”.. مماليك العصر الحديث!!!
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تضحكني كثيرا اللجان السعودية التي تخرج علينا مع كل إعلان عن منح الجنسية السعودية لأحد الفنانين المصريين لتسألنا لماذا تقبلون الجنسية الأمريكية وترفضون السعودية، وكأنهم – ربنا يرحمنا منهم ومن اللي مشغلهم – يعمون أعينهم عن قصد أن الجنسية الأمريكية متاحة للجميع بشروط وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية، يتحصل عليها من يخضع لتلك الشروط، بينما جنسية المملكة تمنح بالاسم والعنوان لبعض الناس دون شرط أو ضبط، هبة من المالك لعبيده، وهذا فارق لو تعلمون عظيم – بالطبع ليس مجال هنا للحديث عن صعوبة الحصول على الجنسية السعودية في الأساس -.
كذلك لا ننسى يحصل المتجنسون على جنسية أخرى للاستفادة من إمكانيات الدولة الأخرى فلم نسمع يوما عن متجنس تجنس بجنسية الفلبين لأنه عاشق للفلبين، بحثا عن مصلحة لا محبة.
مثلا الكوميديان الستيني محمد هنيدي والمولود في محافظة الجيزة سابقا نجران حاليا، وبعد حوالي ٣٦ عاما من العمل في المجال الفني بدء من فيلم “إسكندرية ليه” – الذي بالطبع لم يفهمه – مرورا بفيلم “إسماعيلية رايح جاي”، وصولا للفيلم المتخيل “همام في الدمام” أو حلمه المؤجل “صعيدي في الجامعة الأمريكية الجزء الثاني”، التاجر المفلس الذي يبحث في دفاتره القديمة الذي فشلت أفلامه في تحقيق النجاح منذ حوالي خمسة عشر عاما لدرجة أن فيلمه الأخير الذي استعان فيه بالمخرج الذي صنع نجوميته سعيد حامد حقق ٣ مليون جنيه فقط، اعتبر هذا الكوميديان الستيني الذي غربت شميه الجنسية السعودية أعظم تكريم له، ولا نلومه اطلاقا، محدوديته وفشله وكونه ارتضى أن يكون أراجوز شماشرجي أمر يخصه تماما.
تلك الجنسيات الممنوحة لبعض الفنانين المصريين قد تسحب يوما ما كما منحت لأنها هبة لا أكثر بينما الجنسية الأمريكية التي يتحصل عليها أحدهم لا يستطيع رئيس أقوى وأشر دولة في العالم سحيها من مواطن واحد.
ما يجنيه الشحاذون والأراجوزات يعتمد على المانح لا الحق في الاكتساب
المدهش بالنسبة لي في هذا الموضوع أن الجنسية في الواق لا تكتسب، هي كل ما مررت به في الأرض التي ولدت فيها، هي ذلك العلم الذي تحييه كل صباح في مدرستك الابتدائية، هي جزء أصيل من روحك سيختلف تماما لو كنت ولدت في أرض أخرى – بالتأكيد لو لو ولدت في إيطاليا سأحمل أفكارا مختلفة – .
ليحتفل الكوميديان الستيني الذي تفشل أفلامه منذ ١٥ عاما بجنسيته التي ستمنحه عدة أفلام فاشلة جديدة، رجل لم يدرك حتى الأن أن الجمهور غادره وتجاوزه الزمن فلا أنتظر منه أن يفهم كيف صار مملوكا، ولتحتفل المطربة أنغام ومعها الأخ تامر عاشور بإقامتهم الذهبية في دولة السعودية الشقيقة – سمعنا أن تلك الاقامة بدأت في الإمارات ولأول مرة نسمع عنها في المملكة طيب سموها اسم مختلف يا رجالة – ، وليرفع مماليك العصر الحديث أيديهم سعادة بالمنح والهبات والإقامات فلدينا غيرهم من عشرات المبدعين وستلد مصر غدا غيرهم ألاف المبدعين الأحرار لا المماليك.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال