همتك نعدل الكفة
3٬494   مشاهدة  

الحب كان اختيارها الذي كلفها حياتها..قصة بلانش مونييه المأساوية

الحب
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“بلانش مونييه” كانت شابة في بداية حياتها تعيش في القرن الـ19 في فرنسا في رفاهية بسبب ثروة عائلتها لكن كل هذا تغير بسبب الحب عندما كان من المفترض أن تختار “بلانش” رجلًا كشريك حياتها.

توفى والد “بلانش” وتركها مع والدتها وأخيها في بداية العشرينات من عمرها، وعندما وقعت “بلانش” في حب رجل واخترته كشريك حياتها رفضت والدتها ذلك الحب لأن الرجل لم يكن في نفس الطبقة الاجتماعية لعائلة “مونييه”.

كان رفض والدة بلانش للرجل الذي أحبته سببا للكثير من العراك والخلافات بينهما لكن “بلانش” صممت على الزواج من حبيبها، وفجأة اختفت “بلانش” مما أثار حيرة أهل المدينة التي كانت تسكنها لأن أغلبهم كانوا على دراية بخطط زواجها وكانوا ينتظرون الفرح لكن لم يتخيل أي أحد أن أي مكروه حدث لها، بعد المزيد من الوقت زاد قلق أهل المدينة وبدأوا في سؤال عائلتها عنها وكان رد والدتها أنها أصيبت بالجنون وأن العائلة اختارت أن تبقى “بلانش” بداخل بيتهم عوضًا أن تذهب إلى مستشفى نفسية لا تهتم بها وبالفعل صدقها أهل المدينة.

لكن بعد 8 سنوات من اختفاء “بلانش” كان أحد الجيران عابرًا أمام بيت عائلة “مونييه” وفجأة سمع صوت صراخ قادم من المنزل، كان ذلك الصراخ صراخ امرأة تقول أشياء مثل أنها محبوسة في ذلك المنزل بدون سبب، في الصباح التالي ذهب الجار إلى بيت عائلة “مونييه” ليواجه والدة “بلانش” بما سمع لكن والدة “بلانش” كان لديها الرد جاهزًا حيث أخبرته أن حالة “بلانش” العقلية تدهورت أكثر وأصبحت تعاني من الأوهام.

نسى الناس “بلانش” تمامًا وأكملوا حياتهم بشكل طبيعي خاصة بعد وفاة حبيبها، لكن تغير كل هذا عندما تقاعدت مدبرة منزل عائلة “مونييه” وعين مدبرتين جديدتين مكانها وكتبت إحداهم جواب للشرطة عن عائلة “مونييه” وما فعلوه لـ”بلانش”، عندما ذهبت الشرطة إلى بيت عائلة “مونييه” وصعدوا إلى غرفة “بلانش” صدم الجميع.

فالبنت الجميلة التي عرفتها المدينة أصبحت سيدة في الـ50 من عمرها وقد خسرت الكثير من الوزن حيث كانت تزن حوالي 25 كيلوجرام فقط! كما أنها فقدت أغلب قدرتها على الكلام.

لم ير أحد “بلانش” لمدة 25 عام وفي خلال تلك الـ25 عام كانت “بلانش” تعيش في غرفة مغلقة لم يسمح لها بمغادرتها حيث وجدتها الشرطة تجلس بين فضلاتها في تلك الغرفة، الأجواء التي كانت تعيش “بلانش” فيها كانت غير أدمية حيث أنها كانت بدون ملابس وتجلس على مرتبة متعفنة مصنوعة من القش ويحاوطها فضلاتها وبقايا أكل متعفن والحشرات. وصف رجال الشرطة الهواء في الغرفة بأنه هواء غير قابل للتنفس ورائحة الغرفة بالبشعة حيث لم يمكنهم البقاء فيها وقت كافي للتحقيق.

تم إرسال “بلانش” إلى المستشفى فور إيجادها وتم القبض على كلًا من والدتها وأخيها، بالرغم من أن جسد “بلانش” كان قادر على الشفاء واسترداد صحته إلا أن الضرر العقلي والنفسي لم يقدر أحد على معالجته فـ”بلانش” كانت مثلها مثل الأطفال بسبب السنوات التي خسرتها من حياتها كما أنها أصيبت بأكثر من مرض نفسي. عاشت “بلانش” المتبقي من حياتها داخل مشفى نفسي.

أما عن والدتها، للأسف أصيبت بسكتة قلبية قبل أن يتمكن القانون عن معاقبتها على ما فعلت. أما عن أخيها فأنه حاول لوم والدته على كل ما حدث وبالفعل نجح في ذلك وحصل على براءة لأن القانون الفرنسي لم يكن يتضمن عدم إنقاذ المجني عليه كجريمة وقتها وحصل أخو “بلانش” على ثروة العائلة بأكملها بينما لم تحصل هي على أي شيء.

“بلانش مونييه” عاشت معظم حياتها في ظروف غير أدمية لأنها اختارت الحب عندما رفضته عائلتها.

اقرأ أيضا

البرتقال المصري يكتسح السوق العالمي .. مصر ملكة البرتقال

الكاتب

  • الحب ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
6
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان