همتك نعدل الكفة
600   مشاهدة  

الحرب النفسية عن طريق الأجناس .. إرث صلاح نصر الذي لم نقرأه جيدًا

صلاح نصر
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ما إن يتم ذكر اسمه حتى يتجه الحديث بشكل مباشر إلى استخدام الفنانات في العمليات المخابراتية ، والسعي الدائم إلى الحصول على صور وأفلام تثبت وجود علاقات جنسية بين الشخص المطلوب السيطرة عليه وإحداهن ! .. ما إن يتم ذكر اسم “صلاح نصر” ، حتى تظهر بالضرورة حكايات اعتماد خورشيد التي لا أول لها من آخر ، عن الوحش الذي ترأس جهاز المخابرات وأجبرها على الطلاق من زوجها للزواج منها ، وكتبًا ومقاطع يوتيوب تتحدث عن ذلك الذي لم يكن يستيقظ صباح كل يوم إلى بمصيبة ما .. كل هذه الانحرافات التي يشير لها كثيرين عندما يأتي اسم صلاح نصر ، أنستنا قراءة كتاب شديد الأهمية من تأليف صلاح نصر ، هذا الكتاب أشد ما أحوجنا إليه حاليًا ، بعد أن انتقلت الحروب من فوهة المسدس إلى حبر الأقلام ، ومن حبر الأقلام إلى التلاعب بالفوتوشوب ، والفيديوهات ، إلى أن وصلت الآن إلى الكابشن والصورة والأيموشن والموسيقى والطهي .. أنت تظن أنك آمن في منزلك .. لكنك محاصر من جميع الاتجاهات .

صلاح نصر
الحرب النفسية لصلاح نصر

وفي الجزء الثاني من الكتاب يشرح صلاح نصر بقلمه محاكاة نفسية للحرب من خلال تكوين النفس العنصرية عبر الأجناس ، ويقول : تلعب الثقافة دورًا كبيرًا في سلوك الإنسان . فلدى كل جماعة إنسانية بعض آراء وأفكار معينة ، وكل الذين يتقبلون هذه الآراء هم (الدراخلون في الجماعة) ، وينظرون إلى من لا يؤمنون بها على إنهم متخلفون، وفي ضوء هذه الملاحظة نجد أنه في كل موقف من المواقف يوجد (داخلون) في الجماعة و(خارجون) على الجماعة ، ولا يمكن لأفراد الجماعة الأولى الذين يعتقدون في سلامة آرائهم أن يتقبلوا أفراد الجماعة الأخيرة على أنهم نظراء أو مساوون لهم .

 

ولا يهم الأساس الذي تبنى عليه أحدى الجماعتين نفسها . فكل الحروب الدينية الكبرى التي فتكت بأوروبا لعدة قرون لم يكن أساسها فكرة الجنس . كان المسيحيون يحاربون المسيحيين ، وكان أفراد الأسرة الواحدة يحاربون بعضهم بعضًا . كان لا يمكن لعضو من أعضاء البروستانت (الداخلين) أن يسمح بمكان لعضو من أعضاء الكاثوليك (الخارجين) وبالمثل كان الكاثوليك يعتبرون أنفسهم أنهم الأعضاء (الداخلون) وينظرون إلى البروستانت على أنهم الأعضاء (الخارجون) الذين أغواهم الشيطان . ومثل آخر بالنسبة لقضية التمييز العنصري التي نعتبرها أكثرالقضايا أهدارًا لآدمية الإنسان . ففي أمريكا احضر السود إليها كعبيد ووضعم البيض في زمرة الخارجين . لقد كان البيض في الجنوب يريدون من يلقون عليه اللوم عندما تعترضم المشكلات الكبرى ، فكان الأسود أو الخارج هو الهدف الواضح .

وهكذا أصبحت المشكلة اليوم هي أن الأسود في زمرو (الخارجين) ولو أمكن نشر هذه الفكرة في الجنوب لأمكن حل مشكلة (السود) . ولكن طالما شعر الجنوبيون البيض أن مشكلاتهم في الجنوب أساسًا أو منشؤها انحطاط مستوى السود فسوف تزداد خدة التوتر .

ولقد أوضح علماء الأجناس للطبيعة أن أي فكرة عن نقاوة جنس من الأجناس هراء , ولعل أحسن شرح لهذا الموقف هو الرسالة التي كتبها روث بيندكيت بعنوان “الأجناس البشرية” ، نقد صادف هذا هذا العمل اهتمامًا كبيرًا خاصة حينما حظر تداوله بين أفراد القوات المسلحة في أثناء الحرب العالمية الثانية ، وذلك لأنه يحارب نظرية “الفصل” ولأنه فضح الأساطير التي اصطنعت عن الأجناس ، ولقد قام علماء الأجناس بتمزيق فكرة أن السود ينتمون إلى جنس منحط. أن العبارة الآتية التي وردت في كتاباتهم تحمل نفس الفكرة : ليس هناك رجل أعقل أو أكثر حكمة من الرجل الأسود .

أن عامل الفروق الفردية سبب تمردًا لا نهاية له في تاريخ العالم سواء كان هذا التمرد خفيفًا أو عنيفًا . والداخلون في الجماعة يؤمنون بأن مثلهم العليا تتفق مع مثل الآخرين ، ولذلك فهم لا يرضون ولا يتسامحون في أن يعملوا مع أناس لهم مثل عليا مختلفة . أضف إلى هذا المواقف الحقيقية التي تقول : إن أبرز حاجات الإنسان النفسية هي استجابة الأفراد الآخرين العاطفية له . وعلى هذا الأساس يمكننا أن نصل إلى القاعدة التي تقول أنه لكي تصل حضارة من الحضارات إلى حالة استقرار يجب عليها تحديد الأهداف التي يشترك فيها الجميع .. والسماح لكل فرد بمجال غير محدود يعينه على أن يكيف شخصيته وفق الخطة العامة .

بمعنى آخر يجب أن يكون هناك حد أقصى للتعاون مع حد أقصى للحرية الفردية . ويعالج رالف لنتون المشكلة من وجهة نظر مختلفة يحاول أن يجمع بين علم الأجناس البشرية ، وعلم النفس، وعلم الاجتماع من أجل دراسة الإنسان .لقد وجد أن الجنس الإنساني قد وصل منذ مدة طويلة إلةى الاعتقاد بأن الجماعات المنظمة – وليست الأفراد- هي الوحدات البارزة في النضال من أجل البقاء . ولكن على خلاف الحيوانات الأخرى نجد أن الإنسان هو نهاية المطاف لعلمية تطورية تتجه نحو زيادة الفردية . لهذا لا نعجب من أن يقول رالف لنتون : إننا مخلوقات تشبه القرد ولكننا نحاول أن نعيش كما يعيش النمل الأبيض دون أن يكون لما صفاته المميزة ”

إن عدم وجود “غرائز” لدى الإنسان تضفي أهمية على الثقافة . إن الأخيرة هي التي تزود أعضاء أي مجتمع بالتوجيه الذي لا غنى عنه في كل شئون الحياة ، ويختم لنتون كلامه بقوله : بالرغم من العدد اللانهائي من الاختلافات الطفيفة في استجابات الأفراد المختلفين –  أو في نفس الفرد في أوقات مختلفة – نجد أن معظم أعضاء أي مجتمع من المجتمعات يستجيبون لموقف معين بنفس الطريقة تقريبًا ” .. والواقع أن الفرد يستطيع أن يعتمد على الثقافة كموجه لسلوكه كما أن لها تأثيرًا كبيرًا على السلوك الاجتماعي .

إقرأ أيضا
البابا شنودة الثالث

ويؤيد “لنتون” هذا الرأي بقوله : إن الأنطماط الثقافية بالنسبة للإنسان هي كالملابس الجاهزة إذ تمثل البيئة الثقافية حاجيات الفرد التقريبية ، ولكنها لا تلائمه تمامًا تمامًا إلا إذا تناولها تعديل ، مثلها تمامًا مثل السترة فهي حاجة إلى تعديلات داخل حدود .. .. وبصفة عامة نجد أن الحدود الثقافية من السعة بحيث تضم جميع الأفراد أو معظمهم .

 

الكاتب

  • صلاح نصر محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان