همتك نعدل الكفة
721   مشاهدة  

الحرمان من النوم لـ11 يوم لمراهق كتجربة علمية لمعرض العلوم

الحرمان من النوم
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في ديسمبر 1963 فكر اثنان من مراهقي سان دييجو يدعيان راندي جاردنر وبروس ماكاليستر لمشروع معرض العلوم في المدرسة الثانوية. استقر الثنائي على رؤية كم من الوقت يمكن لأحد منهما أن يبقى مستيقظًا في حين يسجل الآخر أي آثار جانبية تنتج عن عدم النوم. كما خططا لكسر الرقم القياسي العالمي لساعات البقاء دون نوم. في ذلك الوقت كان الرقم القياسي لرجل يدعى “دي جي” من هونولولو الذي نجح في البقاء مستيقظًا 260 ساعة. وقال ماكاليستر للبي بي سي في عام 2018 “الفكرة الأولى كانت استكشاف تأثير عدم النوم على القدرة البشرية لدرجة خارقة. لكننا أدركنا أنه من المستحيل أن نفعل ذلك ولذلك قررنا استكشاف تأثير الحرمان من النوم على القدرات الإدراكية كالأداء في ملعب كرة السلة.”

بعدما خسر جاردنر القرعة، تقرر أنه سيكون الشخص الذي سيظل دون نوم. بعد يومين من البقاء مستيقظًا ظهرت بعض الآثار الجانبية. حيث واجه صعوبة في تركيز عينيه وعدم القدرة على نطق كلمات معينة. ولكن المشكلة الحقيقية مع الدراسة هو أن ماكاليستر بدأ في النوم مما يعني أنه لم يقدر على متابعة تأثير عدم النوم على جاردنر في جميع الأوقات. أدرك الثنائي بسرعة أنهم بحاجة إلى شخص ثالث وجندا زميلهما في الصف جو مارسيانو.

اهتمام واسع بمشروع معرض العلوم

بدأت دراسة الهواة التي قام بها ثلاثة من طلاب المدارس الثانوية في جذب اهتمام الاعلام. مما أوصلها لباحث النوم في جامعة ستانفورد ويليام ديمنت. علم النوم كان حقل ناشئ في ذلك الوقت واعتبره الكثيرون منطقة خطيرة للدراسة بسبب الضرر المحتمل لموضوعات دراسة النوم. “كنت على الأرجح الشخص الوحيد على الكوكب في ذلك الوقت الذي كان قد أجرى بالفعل بحثًا عن النوم.” قال ديمنت لبي بي سي. “والدا راندي كانا قلقين جدًا من أن هذا قد يكون شيئًا سيضر به  لأن السؤال كان لا يزال دون حل حول ما إذا كان الحرمان من النوم لفترة طويلة بما فيه الكفاية يأدي إلى الموت.”

بحلول اليوم الثالث كان جاردنر لديه مشكلة في السيطرة على عواطفه وتقلبات مزاجه. بدأت الهلوسة بعد خمسة أيام. أثناء النهار لعب جاردنر كرة السلة مع زملائه الطلاب مما كان أسهل بكثير من محاولة البقاء مستيقظًا في الليل. كما اختبر إحساسه بالسمع والرائحة والطعم. ولاحظ المراقبون أن قدراته المعرفية والحسية تتأثر. “كان جنونيًا عندما كنت لا استطيع تذكر الأشياء، كان تقريبًا مثل الزهايمر في وقت مبكر بسبب قلة النوم.” قال جاردنر في عام 2017. في نهاية المطاف بقي مستيقظا لمدة 264.4 ساعة أي 11 يومًا.

قيلولة العقل

من الطبيعي أن تعتقد أنه بعد كسر الرقم القياسي العالمي، أول شيء فعله جاردنر هو النوم. لكنه أولًا كان لا بد أنْ يحضر مؤتمر صحفي حول المغامرة الكاملة. وبعد ذلك تم نقله إلى المستشفى حتى يتمكن الأطباء من إجراء فحص الدماغ ودراسة موجات دماغه. حينها فقط سمح له بالنوم، وهو ما فعله لمدة 14 ساعة. وكان جاردنر في المدرسة في الصباح التالي وبدا أنه لم يعاني من آثار الحرمان من النوم لمدة أسبوع ونصف. النتائج من اختبارات جاردنر خلصت إلى أن دماغه كان ينام طوال الوقت. فأجزاء من دماغه كان تأخذ قيلولة وفي نفس الوقت كانت أجزاء أخرى من دماغه القوة الدافعة في أي نشاط يفعله.

ويذكر أن آخرين كسروا رقم جاردنر القياسي في العقود التي انقضت ولكن جينيس للأرقام القياسية توقفت عن التصديق على هذه المحاولات خوفًا من أن يلحق ملتمسو السجلات الضرر بصحتهم. في عام 2017، قال جاردنر أنه عانى من الأرق لمدة عشرة سنوات وأنه كان يعتقد أنه شيء من القدر: “ولهذا السبب أظل أسمي هذا انتقام قدري كأن جسدي يقول لي 11 يومًا دون النوم عندما تعرف جيدا أني بحاجة إلى النوم؟ حسنًا، دعنا نجرب هذا على نطاق أوسع.”  في نهاية المطاف تغلب على الأرق، ولكن لا يزال غير قادرًا على النوم أكثر من ست ساعات كل ليلة.

إقرأ أيضا
الكوابيس وضيق التنفس

الكاتب

  • الحرمان من النوم ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان