الداروينية وصراعها مع الدين .. مغالطة مقصودة !
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد
سار دارون في بداية الأمر في رحلته الاستكشافية “البيجيل” والتي دامت 5 سنوات جامعًا لكل ما وجد من حفريات قديمة ليصدر بعدها كتابه الأول “النشوء والارتقاء” والذي لم يتعرض فيه ابداً لتطور الانسان او حتى لتكوين الوعي، والغريب أنه قد مات وهو كاثوليكيًا مسيحيًا مؤمنًا ومات أبناؤه من بعده وهم مؤمنين.
إن المشكلة الرئيسية في مبحث قضية التطور ليست في تضادها مع أفكار الدين ـ لأنها ليست في تضاد معه ـ وأن من يأخذ المسألة إلى هذا المنحنى، لا يجد حرجًا في أن يأخذ غيرها أو دونها فقط ليلبس على فكرة الربوبية ويهاجم معناها.
يقول روبرت أردري في كتابه “التكوين الأفريقي” أنه وفي أثناء رحلته في إحدى غابات أفريقيا مع صديقه لويس ليكي عالم الحفريات الأمريكي رأى زهرة جميلة جدًا ومتناسقة في ألوانها وشكلها بشكل ملفت، وأخذ يوصفها في كتابه من ساقها إلى أوراقها بأنها فائقة الجمال، وما إن اقترب منها ليلمسها فوجئ بإعداد مهولة من الحشرات تطير في الهواء حوله، فقد كانت الزهرة هنا مجموعة من الحشرات الصغيرة ربما تتخطى أعدادها الآلاف لتكون هذه الزهرة، وكانت هذه الحشرات قد تجمعت لإلهاء وخداع الطيور، وأيضًا لتبعث لـ “أردري ” وصديقه رسالة محتواها أنه ليس الانتخاب الطبيعي فقط المسؤول عن حماية الكائنات وأنه هناك شيء من القصدية والرعاية والوعي المحرك والجمال خلف هذا الكون.
أما عن الانتخاب الجنسي وهو المصطلح الذي استخدمه دارون في كتابه الثاني “أصل الأنواع”، والذي أرجع من خلاله الأرجحية في تناسق وجمال الكائنات هو الصراع جنسيًا بينهم على الحصول في التزاوج بينهم على الأنثى الأجمل أو الذكر الأقوى ، فإم أغلب المفسرون هنا يروا أنها كانت مجرد محاولة من دارون لتفسير فكرة جمالية الكون وأن لو أخذنا بها لكانت تعليلاتنا هنا منقوصة، لأننا سنسقط بالتتابع أشياء كثيرة كتباين الأذواق الجماليه و نشوء الدافع وغيرها من المسائل المعقدة.
وسوف نصل في نهاية الأمر إلى فصل الأمر كله عن الدين، وإلا سنقع في صراع مغلوط لم يقصده دارون نفسه، و نحن في غنى عنه.
الكاتب
-
أحمد حمدي
كاتب نجم جديد