الدين لله والسكس للجميع
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق والوطنية، وتحرص الدولة على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها.
ده نص المادة 10 من الدستور، وهي المادة الأكتر ضررًا من المادة التانية، لإنها أقل شهرة والأكتر تقاطعًا مع الحياة اليومية. وهتكلم هنا عن جانب واحد من جوانب أضرارها على حياتنا.
العلم بيقول أن كافة الحيوانات تشترك في 5 غرائز بيلوجية أساسية لا يمكن للجسم أن يستمر في الحياة بشكل طبيعي من غيرها، هي (الأكل، الشرب، النوم، الإخراج، الجنس)، مافيش تجارب معملية على موضوع الحرمان من الأكل والشرب، لإنه هيندرج تحت بند التعذيب، بس بدراسة حالات الإضراب عن الطعام تم وضع رقم تقريبي أن الإنسان يقدر يصمد من غير أكل لمدة ممكن توصل لشهرين، بشرط توفر المياه وأن الإنسان ده تكون صحته كويسة أصلًا.
بالنسبة للشرب تقديرات فترة التحمل بتقل لتصبح 10 أيام كحد أقصى قبل أن تنهار الأجهزة الحيوية للجسم تمامًا، وهي مدة مقاربة جدًا للرقم القياسي للبقاء بدون نوم المسجل باسم المراهق الأمريكي راندي غاردنير، والبالغ 11 يوم و25 دقيقة، قبل ما تتوقف موسوعة جينس عن قبول أرقام قياسية مشابهة لخطورتها.
أما بخصوص الصمود في مواجهة الإئح مافيش أي أرقام وماظنش هيبقى فيه لإن العضلات المسئولة عن بقاء الفضلات بالداخل مش إرادية 100%، وممكن في أي لحظة ماتسمعش الكلام وتظروط المنطقة.
أخر الغرائز الأساسية هو الجنس، وهنا بقى مربط الفرس و”موضوع درس اليوم”، التجربة العملية بتقول أن الإنسان يقدر يعيش فترات طويلة من غير ممارسة جنسية، ويعيش هنا بمعنى إن حياته هتستمر وجسمه مش هينهار زي الحالات السابقة.. لكن هل هيكون عايش كويس أو بالبلدي كده “سليم” أو “على بعضه”؟.
طبقًا للمادة العاشرة من الدستور ممنوع أي مواطن مش متجوز يقلع الكلوت لأي غرض غير الإئح والحموم، خصوصا لو كان المواطن ده أنثى، لأن هيكون من حق أي ذكر يمت لها بصلة قرابة من الدرجة الأولى إنه يخلص عليها ويتم تصنيف الواقعة جريمة شرف، واللي سبق اتكلمت عنها في حلقة أحلى من الشرف مافيش من سلسلة دونت ميكس.
بالبحث عن أمكانية استمرار الحياة بدون ممارسة جنسية لقيت أراء دينية كتير كلها بتؤكد أن أه قشطة جدًا، وعادي أصلا مافهاش حاجة.. وعليكم بالصوم يا شباب… وكلام حلو وبسمسم عن أكليل البتولية.
بس لما يكون الكلام صادر عن مشايخ عواجيز متجوزين بالأربعة وأخرين شباب ماركة عبده احتياجات، وتكون الفضائح الجنسية للكنيسة الكاثولكية متصدرة منشتات المواقع العالمية، فأعتقد أن من الأولى نشوف رأي العلم.
يومين قراية عن تأثير “الركنة” على الإنسان، واحتاجت أترجم كتير عن طريق الحاج جوجل اللي أثبت لي أن المرحوم أنيس عبيد كان نعمة أنا مش مقدرها، في الأخر رسيت على موضوعين همه أفضل ما وصلت له بالعربي، الأول موضوع مترجم بعنوان ماذا يحدث لأجسادنا إذا توقفنا عن ممارسة الجنس؟ والتاني فيه بيضم عدد من الدراسات العلمية وعنوانه الجنس أقوى الغرائز.. ماذا سيحدث إذا امتنع البشر عن ممارسته؟
أكيد مش محتاج أكرر الكلام الموجود في الموضوعين، فباختصار.. علميًا مافيش حاجة اسمها كده، ولو مش مصدقين العلم يبقى نصدق الاجتماع ونبص حوالينا ونشوف منظر مجتمعنا الحلو المكبوت عامل أزاي، أعلى معدلات الدخول على مواقع البورنو.. أعلى معدلات التحرش.. معدلات زنا محارم تدخل الأولمبياد، فباختصار علميا ومجتمعيا مافيش حاجة اسمها كده، الإنسان لازم يأكُل ويَشّرَب ويَنَام ويتّأّئِح وينُط على أخيه الإنسان.
على مستوى الحياة اليومية العط مقبول للذكور ومتأرط قوي على الإناث، ما يؤدي بطبيعة الحال لمشاكل عند الذكور اللي أغلبهم محتاجين إناث لتكتمل شروط العط، ودي معضلة ذكورية سبق وعرضناها في حلقات دونت ميكس، وبما أن علميًا الأنثى من دول زيها زي الذكر لازم تنفس وإلا هتصور قتيل في البيت، فعمليًا قدمها مجموعة محدودة من الحلول.
الأكتفاء الذاتي:
غير مشاكله النفسية اللي بتوصل لدرجة الأكتئاب؛ كمان الحل ده مش متاح طول الوقت لأسباب مجتمعية أهمها أن مصطلح الخصوصية لسه مانزلش في كتالوج الأسرة المصرية السعيدة، ومن المتعارف عليه شعبيًا أن من واجبات الأم ماتسبش بنتها لوحدها كتير “أحسن تعمل حاجة فـ روحها”، كمان بقى في حال توفر قدر من الخصوصية ولو مؤقتًا أو بشكل موسمي فتوافر شروط التنفيذ مش مضمونة طول الوقت.
الأرتباط:
الأرتباط المتضمن علاقة جنسية كاملة، أو حتى مش كاملة، صعب جدًا لأن مجتمعنا بيصنفه إنه أمر غير أخلاقي، ومادام غير أخلاقي تبقى الأنثى هي اللي هتحاسب ع المشاريب، فعشان كده بتكون حريصة جدًا ومترددة كتير في خوض علاقة بالشكل ده، خصوصًا وأن جزء من متعة الذكر هي الفشخرة، اللي بتبقى بالنسبة للأنثى شردة ممكن تدفع تمنها حياتها، ده طبعًا غير المشاكل المحتملة بعد العلاقة، إجهاض.. ترقيع.. الشاسيه أتعوج.. إلخ.
العط:
اختيار بيوصم الأنثى حدانا إنها “شمال”، ويخليها تقابل مشاكل مالهاش حصر، من أول الضرب مرورًا بالتدوير بين أفراد شلة ماكنتش تعرف إنهم موجودين في الشقة.. وصولًا برضك للقتل.
النسوان لبعضينا:
نسبة مش بطالة من إناث مجتمعنا رغم ميولهم الغيرية بيغيروا شعبة مؤقتًا رافعين شعار “نريح بعضينا”، دول حاليًا عايشين في خطر بعد الهجوم الرهيب على المثليين جنسيًا، وطبعًا طرح الموضوع بقى أصعب من ما قبل موقعة الرينبو، وعمومًا ثبت بالتجربة أن السكة دي مؤقتة كانت أو أصيلة برضك مرفوضة مجتمعيًا.
الجواز:
إنه الحل الوحيد الآمن والمرضي عنه من الأسرة المصرية الجميلة، عماد المجتمع المصري العظيم، ولكن…
تكاليف الجواز كبيرة و”بنتنا مش أقل من بنت خالتها” وأسعار أي حاجة بقت نار، وعشان الجوازة تتم لازم أسرتين بالكامل كلهم يستلطفوا بعض وليلة كبيرة قوي، وأساسا وهو المهم هنا أن الأنثى دورها في عملية الشروع في الجواز إنها ماتعملش حاجة.. بل كمان من واجبها كفتاة محترمة إنها تقطع أي احتمالية علاقة بينها وبين أي ذكر.
من البيت للمدرسة “البنات فقط” ومن المدرسة للبيت، وفي الكلية “ده لو كملت يعني” مايصحش تبقى بتعرف شباب، ولما تخلص تعليم تقعد في البيت ماتخرجش وماتكلمش وماتعرفش لحد ما ابن الحلال يضرب الودع ويعرف أن البيت ده فيه واحدة ينفع يتقدم لها.
الوضع ده اتغير كتير مع انتشار الموبايلات المتصلة بالأنترنت، الأمر الذي هاج له وماج حماة الفضيلة من مشايخ وقساوسة ومغنيين مهرجانات، بس قشطة تم التفاهم مع الحصار الأسري وبقى مسموح بعمل أكونتات باسماء سخيفة وصور وهمية أسخف، وبرضك الأمر لا يخلو من حملات تفتيش أو اشتراط عدم سرية “كلمة السر”، وتدريجيًا تحولت السوشيال ميديا لعالم موازي تنطبق عليه نفس شروط العالم الحقيقي بشكل أو بأخر.
مؤخرًا فتاة اسمها مها أسامة رفعت فيديو على الأكونت بتاعها تطلب عريس، أو زي ما قالت تعرض نفسها للجواز، فانتفض الذي هو هوبة ها، وخناق وزعيق بقى ولطم على قيم المجتمع اللي راحت في الوبا.
مبدئيًا كده اللي عملته مها أمر مُتعَارف عليه من أيام الخاطبة، والخاطبة التقليدية هي ست بملاية لف اللي عايز يتجوز يروح يديها قرشين وصورة له وهي بتلف توفقهم ببعض، تقدروا تقولوا سمسارة ناس أو معرصة شرعية، المهنة دي ظهرت كتير في الدراما المصرية، حتى أن الفنانة نيللي قدمت فوازير رمضان بالعنوان ده سنة 1981م، انقرضت الخاطبة تدريجيًا بعد انتشار الجرايد وتخصيص أغلبها زاوية لإعلانات الراغبين في الزواج من الجنسين.. ثم مكاتب التزويج و”شريك حياتك عندنا” اللي إعلاناتها مغرقة عمدان النور ومحطات المترو.
اللي مش قادر أفهمه.. هو ليه قيم مجتمعنا الجميلة حاطة نقرها من نقر النسوان؟ لما كل الحلول السابقة مرفوضة وعرض الجواز راخر مستنكر ولو وصورة قتيل هتتسجن ولو نكشت شعرها علينا تبقى مجنونة، الأنكى إنها لو وهبت نفسها للهلال الأحمر وأكتفت بالدبدوب الفوشيا اللي جالها في عيد ميلادها.. برضك مش هتتساب في حالها وهيتقال عليها عانس… يا أخي..
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال