الراديوم وحمض الليسرجيك.. علاجات طبية قاتلة!
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
التقدم الطبي الذي نعيشه هذه الأيام هو نعمة كبيرة يجب أن تحمد الله عليها في كل وقت، ونحمده على أننا لم نعاصر تلك الأوقات التي كان يتم فيها تجربة علاجات خطيرة على المرضى، تكون هي السبب في موتهم بدلًا من أن تشفيهم.
استهلاك الراديوم القاتل
اكتشفت ماري كوري وزوجها بيير الراديوم، وكان وقتها أحد أكبر الاكتشافات في القرن التاسع عشر، توفيت ماري لاحقًا بسبب فقر الدم اللاتنسجي بفضل تعرضها طوال حياتها لذلك العنصر، ولكن قبل وفاتها بفترة طويلة، كان الراديوم يعتبر مادة معجزة كانت الشركات تقوم بتضمينها في جميع منتجاتها، حيث كان يُعتقد أنه له خصائص شافية تعود بالفائدة على الصحة، قبل أن يتم فهم تأثيرات الإشعاع على الخلايا البشرية تمامًا، وكانت الشركات تضع الراديوم في منتجات مخصصة للاستهلاك مثل معجون الأسنان والشوكولاتة والماء، استمر هذا الأمر حتى ثلاثينيات القرن الماضي، وشملت الاستخدامات الأخرى للراديوم وضعه في الألعاب والأضواء الليلية، وذلك بفضل خصائصه المضيئة، حيث ينبعث من المادة وهج خافت، والذي كان يستخدم لإضاءة الغرف المظلمة بدون كهرباء، كما تم وضعه في مستحضرات التجميل، وفي ضمادات التدفئة، وفي التحاميل، تم استخدام الراديوم حتى في علاج العجز الجنسي، وهكذا ظل الراديوم جزءًا من الحياة اليومية لسنوات، ولم تتم إزالته من جميع المنتجات حتى الستينيات.
الزئبق لعلاج مرض الزهري
كما يعلم أي شخص في العالم، يعتبر الزئبق شديد السمية ولا يجب تناوله أبدًا، والناس بشكل عام يتعاملون بحذر مع هذه المادة، ولكن لم يكن الأمر كذلك دائمًا، فطوال قرون، كان الزئبق هو الدواء الأول لعلاج مرض الزهري، إذا كنت تعرف أي شيء عن هذا المرض، فليس من المستغرب أن يجرب الأطباء أي شيء لعلاجه، مرض الزهري هو مرض منهك ومروع من شأنه أن يشوه ويقتل الشخص إذا ترك دون علاج، في هذه الأيام، نستخدم البنسلين، ولكن في القرن الثالث عشر الميلادي، كان الزئبق هو الخيار المتاح لمساعدة أي شخص يعاني من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، حيث كان يُفرك على الجلد أو يُحقن أو يؤخذ عن طريق الفم، وعلى الرغم من عدم نجاحه أبدًا، بل وتسبب في مقتل الآلاف، إلا أنه ظل علاجًا شائعًا حتى منتصف العشرينات.
حمض الليسرجيك لعلاج إدمان الكحول
يعتبر إدمان الكحول أحد أخطر الأمراض التي تصيب الملايين من الناس كل يوم، لذا فليس من المستغرب أن يلجأ الناس إلى طرق كثيرة لعلاجه، في الستينيات من القرن الماضي، تم إجراء بحث لتحديد ما إذا كان استخدام حمض الليسرجيك يمكن أن يحد من رغبة الشخص في تناول الكحول أم لا، وعندما أجريت الدراسة، كانت لها نتائج مختلطة ومشوشة، وفي عام 2012م، عاد الباحثون إلى البيانات التي تم جمعها وبدأوا في دراسة آثار الأدوية المهلوسة التي تحتوي على حمض الليسرجيك، على علاج إدمان الكحول، وجدت الدراسة أنها فعالة في 59 بالمائة من المشاركين، لذلك قد لا يكون العلاج الأكثر صعوبة، ولكن العلاج يكون له نتائج جانبية سلبية للغاية، فعلى الرغم من أنه قد يكون فعالًا ويتعافى المريض من إدمان الكحول، إلا أنه يتسبب في الإصابة بأمراض عقلية خطيرة.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال