الرد على صاحبة كتاب النقاب عقيدة وفريضة “ما فيه كذب على الله ورسوله”
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
في الفترة الأخيرة انتشر كتاب النقاب عقيدة فريضة على صفحات التواصل الإجتماعي فيس بوك وصاحبة سيدة مجهولة تدعى أمل حسبو تدعي فيه أن النقاب لا يوجد فيه خلاف بين العلماء وهو عقيدة وفريضة.
أخطاء كتاب النقاب عقيدة وفريضة
هنا ثلاث مصائب وقعت فيهم الكاتبة أحدهما مصيبة ساخرة تنم عن خفة عقلها وهي أنها ادعت أن النقاب ليس عليه خلاف وتجدها في الكتاب ترد على العلماء الذين أنكروا أن النقاب فرض.
اقرأ أيضًا
العالم الكامل وراء النقاب والمنتقبات
أما المصيبتين الأخريين ينمان عن فساد دينها وتجرأها على الله وكذبها على رسول الله ، فهذة المبتدعة إدعت أن النقاب يدخل في باب العقائد فالعقائد كما قرر العلماء تتخصص في مناقشة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وأيضا الإيمان بجميع الغيبيات كحساب القبر والصراط والميزان والجنة والنار لا يوجد في كتب العقيدة مناقشات لغير هذا فإدخال مسألة فقهية مثل النقاب في باب العقيدة بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار كما جاء في الحديث وأيضا يدخل ضمن الكذب على الله.
صاحبة الكتاب كذبت على الله ورسوله ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار”؛ أما النقاب فهو لا يعدوا إلا أن يكون مسألة فقهية نجدها في كتب الفقه مثله مثل مسألة الحجاب ومسائل الصلاة والصيام والحج ويكون الحكم فيها إما الوجوب أو الحرمة أو الإستحباب أو الكراهة أو الإباحة.
الكتاب ليس كتابًا علميًا بل مجرد خطب منبرية والكاتبه نفسها قالت انها استعانت بالأشرطة التي بها خطب ودروس وهذا يدل على جهلها وقلة إطلاعها ، والحقيقة أن الكتاب مكتوب ومن وراءه نفسية ترى أن المنتقبة أعلى شأنا من غيرها لذلك يسمون أنفسهم بالحوريات فعندما تصدمهم بأن النقاب عليه خلاف أصلا وأنه ليس فرضاً فلن يستسلمن بسهوله لأنهم يرون أنفسهم أعلى من غيرهم فكيف بعد كل هذا العنت نتساوى بهم !! وهذا والله لمرض خطير في القلب نسأل الله السلامة فإنه ينبغي على الإنسان أن يكون متواضعاً لله وأن يشعر دائماً مهما أكرمه الله بعمل الطاعات بالتقصير لا بالفخر بعمله ولا بالتكبر على خلق الله بأفعال الطاعات التي يفعلها سواء بالصلاة أو الصيام أو غير ذلك فالذي أكرمك بهذه الطاعات قد يسلبها منك في آخر أيامك وأنت لا تشعر ويرزقها لمن عاش حياته بعيد عنها ويختم الله له بخير.
أما مسألة النقاب فمختلف عليه بالطبع بين فقهاء المذاهب الأربعة فالأئمة الثلاثة مالك وابوحنيفة والشافعي وقول عن الحنابلة قالوا بأن الوجه والكفين ليسا من العورة وبالتالى لا يجب سترهما.
دليلهم: استدلوا بالكتاب والسنة؛ فمن الكتاب قوله تعالى “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا” النور 31 .
ووجه الدلالة من الآية أن الوجه والكفين من الزينة المستثناة المباح إبداؤها بنص الآية الكريمة، يقول ابن عباس – رضى الله عنهما – فى تفسيره للزينة المستثناة فى الآية: “الكحل والخاتم”، ومن ضرورة إبداء الزينة إبداء موضعها فالكحل زينة الوجه والخاتم زينة الكف.
أما أدلة السنة فحديث ابن عباس – رضى الله عنهما – كما فى الصحيحين، يقول ابن عباس – رضى الله عنهما – كان الفضل رديف النبى – صلى الله عليه وسلم – فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل النبى – صلى الله عليه وسلم – يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر.
وجه الدلالة من الحديث أن دلالة واضحة على جواز كشف المرأة لوجهها ؛ لأنه لو كان من العورة ؛ لأمر النبى – صلى الله عليه وسلم – هذه المرأة بستره ؛ لأنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فإن قيل : أن هذا كان فى الحج يجاب عنه : بأنه لو كان الوجه عورة لكان ستره فى الحج أولى لشدة الاختلاط والزحام فيه، ولأنه لا يُتعبّد إلى الله بكشف العورات.
الرأي الثاني وهو قول عند الحنابلة أو رأي ثاني في مذهب الحنابلة وهو المعتمد في المذهب أن الوجه والكفين عورة وبالتالي النقاب واجب أو فرض.
حكم النقاب
والخلاصة أن النقاب لا يدخل في باب العقائد وليس فرض على مذهب الجمهور لا كما تدعي الكاتبة ووقع فيه الخلاف كما ذكرنا ، والحقيقة أن النقاب يقع فى دائرة المباح، وقد يرقى إلى ما فوق ذلك لمن ترى من النساء مصلحة دينية في ذلك.
والمنتقبة ليست أعلى شأنا من غير المنتقبة ومن تظن في نفسها ذلك فهي تتألى على الله غير أن ذلك يعتبر من الكبر الخفي ، فالنقاب حرية شخصية لمن تريد أن تأخذ بأي رأي بدون الحجر على الأراء وإدعاء إمتلاك الحقيقة وبدون الكبر والتعالي ، لأن المتكبر ليس له جزاء عندالله الا النار فلن تنفعها مائة نقاب من تتكبر على غيرها وترى نفسها أفضل من غيرها.
والقول بأن النقاب شريعة يهودية؛ فإنه قول مردود؛ لأن القرآن الكريم أخذ بشريعة التوراة فى قصاص النفس والأطراف “وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أن النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ” المائدة 45 .
والقول بأنه عادة جاهلية مردود ؛ لأنه ليس كل عرفٍ جاهلى مذموم ؛ بل أن الشريعة الإسلامية من مراعاتها لمصالح المجتمع، وتسامحها فى التشريع أقرت بعض الأعراف فى الجاهلية قبل الإسلام، وجعلتها تشريعًا يعمل به فى الإسلام كتقدير الديات فى القتل، وتعظيم الأشهر الحرم، وغير ذلك .
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد