همتك نعدل الكفة
369   مشاهدة  

الروائي عمار الشريعي .. الوجه الآخر لـ “فيلسوف البياتي”

عمار الشريعي
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لم يكن الموسيقار عمار الشريعي فقط واحد من أفضل من لمست أناملهم على الآلات الموسيقية في مصر والوطن العربي، ولم يكن فقط واحد ممن فاضت أرواحهم بأحساسيها فانطلق فيضان من المشاعر على هيئة جُمَل موسيقية نحتت نفسها على جدران الوعي العام لسنوات مضت وسنوات آتية .. بل إن “عمّار” كان يملك من المواهب العديد، والذي لم يعرفه الكثيرين عنه، أنه كان يمتلك قلمًا أدبيًا وقاصَّا وروائيًا يمكنه من خلاله التعبير عن مشاعره وترجمه ما تخزنه بصيرته من مشاهد وصور وأصوات وكلمات وهمهمات .. وفي السطور القادمة حكاية نادرة يحكيها عمّار الشريعي بنفسه في إحدى اللقاءات الإذاعية، والتي كشف فيها عن الروائي عمار الشريعي الذي لا يعرفه أحد.

عمار الشريعي
عمار الشريعي

بعدما احترفت الموسيقى سنة 1970 بعد تخرجي من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، كنت وقتها قد عقدت العزم على أن أكون شاعرًا وملحنًا للأغنية في آن واحد .. لكنني – وبعد عدة تجارب- من الكتابة والتلحين كنت أشعر بأن دوري قد انتهى في الأغنية بعد انتهاء الكتابة، أي أن الكتابة سحبت كل الطاقة الإبداعية بداخلي تجاه صناعة الأغنية .. لذلك قررت الابتعاد عن لعب الدورين واحتراف الموسيقى فقط والاكتفاء بقراءة الشعر والاستماع إليه ممن احترفوا مهنة الكلمة وصناعتها، وأدركت أنني على القرار الصحيح عندما بدأت أن أشعر بأن فكرة الأغنية أصبحت تولد بداخلي كفكرة موسيقية وليست كفكرة كلامية.

اقرأ أيضًا 
عن أغنية خالي البيه لـ فاطمة عيد “تسببت في جريمة قتل وخلاف بين عمار الشريعي والسندريلا”

ولم تكن تجربة كتابة الشعر الغنائي في حياة “عمار” بنت الصدفة البحت، بل إنها نبتة في عنقود ممتد من طفولته، حيث بدأ الكتابة في سن مبكرة للغاية .. حيث طَرَق قلم “عمّار” باب الرواية في الابتدائية، حيث كانت أصابع من هم حوله تشير له دائمًا بأنه سيصبح أديب كبير مستندين في إشاراتهم إلى أن عمار كان عندما يحكي قصة واقعية قد حدثت له، عندما كان يحكيها خمسة مرات مثلًا فإنه يحكيها كل مرة بإسلوب مختلف عن المرة التي تسبقها .. لذلك بدأ عمّار في كتابة رواية بولوسية قصيرة مكونة من خمسون صفحة، ويقول عمار أنها كانت قصة مشوقة بها كثير من الحركة “والأكشن” والمعارك، لكن القصة نالت الكثير من السخط والمزمّات من القرّاء من الأصدقاء والأقارب، حيث اعترض الجميع على إن البطل قد مات في الفصل الأخير .. لهذا قررت أن أعيد كتابة القصة لكني تركت البطل حيًا في النهاية، فنالت القصة أيضًا سخط الجميع بحيث أن المبرر الدرامي كان ضعيفًا لأن يبقى البطل حيًا .. فقررت أن أكتبها للمرة الثالثة وقررت أن أجعل البطل أن يختفي تمامًا من مكان الرواية !

عمار الشريعي في شبابه
عمار الشريعي في شبابه

ويزيدنا “عمّار” من الشعر بيت ويفصح عن المزيد من من مسار الكاتب الكائن بداخله ويقول : عندما كبرت قليلًا حيث أصبح عمري 13 أو 14 سنة .. اتجهت للكتابة الإذاعية، حيث صنعت استديو إذاعي في غرفة نومي وفي الحمّام .. وقررت أن يكون هذا المكان هو ميلاد نجم الكتابة الإذاعية عمار الشريعي .. حيث أطلقت على تلك المحطة “الإذاعة العمارية” حيث أكتب لها السهرات الإذاعية، والحوارات، والقصص القصيرة، وشعر العامية .. وانتهت فكرة الكتابة الإذاعية أيضًا بداخلي بدخولي مرحلة الجامعة التي كنت قد تفرغّت فيها تمامًا لدراسة الموسيقى وكتابة شعر العامية والتي بدأتها بقصيدة اسمها “أول يوم في حياة طالب كفيف بالجامعة” .. وانتهت حكاية عمار الشريعي ككاتب لأصبح بعدها الموسيقار عمار الشريعي

إقرأ أيضا
طه الفشني

الكاتب

  • الروائي عمار الشريعي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان