همتك نعدل الكفة
182   مشاهدة  

الزائدة الدودية واستئصال المرارة.. ماذا حدث في العمليات الأولى؟

الزائدة الدودية


معظم العمليات الجراحية اصبحت سهلة لدرجة أن المريض قد يخرج في نفس اليوم في أغلب العمليات، ولا يحتاج للبقاء في المشفى إلا في الحالات الخطيرة، تلك السهولة والبساطة تجعلنا غير مدركين للصعوبات التي ظهرت مع تلك العمليات في البداية، فماذا حدث في العمليات الأولى؟، وكيف كانت تلك الجراحات السهلة، خطيرة ومميتة في بدايتها؟.

الاستئصال الزائدة الدودية كيف بدأت

الزائدة الدودية
الزائدة الدودية

في عام 1735م، كان هناك صبي يبلغ من العمر 11 عامًا، في حالة حرجة للغاية، حيث انتفخت زائدته الدودية وامتلأت بالصديد، والتهبت للغاية، وهي حالة شائعة تصيب 8٪ من الناس في مرحلة ما من حياتهم، لكن إذا تركت دون علاج، فإن الزائدة ستنفجر، وتتسرب البكتيريا والصديد في تجويف البطن، لذا فهي حالة قاتلة ما لم يتم إجراء العلاج على الفور، وقد تم تسجيل عدة حالات مثل هذه على مر التاريخ، مثلًا في وقت مبكر من عام 130 بعد الميلاد، وصفت الكتابات التشريحية لجالينوس الحالة واستمر مناقشتها من قبل الممارسين الطبيين لآلاف السنين، لكن الغريب أن سبب هذه الحالة غير معروف، تم اكتشاف الزائدة الدودية في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وتم تأكيد ارتباطها بالآلام المكتوبة منذ زمن جالينوس فقط من قبل الجراح الألماني لورينز هيستر في عام 1711م، ولكن معرفة السبب لم يكن أمرًا بالغ الأهمية مثل إيجاد حل، وبعد عقود من اكتشاف الزائدة الدودية، تم إجراء أول عملية استئصال للزائدة الدودية لطفل يبلغ من العمر 11 عامًا في عام 1735م، على يد الدكتور كلوديوس أمياند، في هذه الحالة، كانت زائدته قد ثُقبت بواسطة دبوس كان قد ابتلعه، وكانت الجراحة بمثابة معجزة وثورة طبية، لم يكن الهدف الأساسي منها هو استئصال الزائدة الدودية كعلاج لها، كما أن الصبي كان يعاني أيضًا من حالة طبية نادرة، وهي نوع من الفتق الإربي، حيث تخترق قطعة من الأمعاء جزء ضعيف من عضلات البطن، وقد سميت تلك الحالة باسم أمياند نفسه، وتم إجراء أول عملية استئصال للزائدة الدودية، واكتشاف أول فتق من نوع أمياند، وسيستغرق الأمر 24 عامًا أخرى حتى تم استخدام استئصال الزائدة الدودية أخيرًا كعلاج لالتهاب الزائدة الدودية، أما اليوم يتم إجراء ما يقرب من 300 ألف عملية استئصال للزائدة الدودية كل عام في الولايات المتحدة فقط، مما ينقذ حوالي 8٪ من السكان من الألم الشديد والموت.

الاستئصال الأول للمرارة

المرارة
المرارة

المرارة عبارة عن عضو على شكل كيس صغير أسفل الكبد مباشرة، مسؤول عن تخزين وتوزيع الصفراء المنتجة في الكبد بعد الوجبات للمساعدة على هضم الدهون، يمكن أن تتطور عدة مشاكل في العضو، مثل حصوات المرارة أو العدوى أو حتى السرطان في حالات نادرة، كان هذا النوع من المشكلات هو الذي أزعج مرضى الطبيب الألماني كارل يوهان أوغست لانجينبوخ، وهو طبيب يبلغ من العمر 27 عامًا، عاش في برلين في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وللمساعدة في تخفيف أمراض مرضاه، كان يقوم بإجراء العلاج المعتاد في ذلك اليوم، حيث يقوم بفتح بطنه جراحيًا ويفتح المرارة ويزيل محتوياتها، سواء كانت حصوات في المرارة أو التهابات، كانت عملية مؤلمة ولم تقدم سوى راحة مؤقتة، لقد أحبط هذا السيد لانجينبوخ لذلك قرر اتباع نهج جديد، حيث أراد إزالة المرارة تمامًا، لكن لم يعرف أحد بالضبط ما سيحدث، كان البعض قلقًا من أن الآثار قد تصل إلى حد الموت، أجرى العملية أولاً على جثة، وأخيرًا في عام 1882م، أزال المرارة من مريض على قيد الحياة كان يعاني من حصوات في المرارة لمدة 17 عامًا، تم شفاء المريض طوال حياته بآثار جانبية محدودة للغاية، وبحلول عام 1897م، كان قد تم إجراء أكثر من 100 عملية استئصال مرارة، وهي اليوم ثاني أكثر العمليات الجراحية شيوعًا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان