الزمالك .. ليه؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا أعلم إن كان ما حدث نوعًا من الحماقة أم لا، لكنني سأحكي لك قصة ربع قرن من تشجيع نادي الزمالك .. في أيام العشرية السوداء التي يعرفها جيدًا الجيل الأوسط من مشجعي الزمالك، والعشرية السوداء لمن لا يعرف هي الفترة من عام 2005 إلى عام 2015، حيث اللابطولات، حين كان نادي بأكمله يتكئ على لاعب واحد اسمه محمود عبد الرازق شيكابالا .. في تلك العشرية تحديدًا كُنّا –كزمالكاوية- نواجه سؤالًا سخيفًا يبدو على الأرجح أننا سنواجهه قريبًا، حين كان يبتسم إليك أحدهم ليسألك : هو لسه حد بيشجع الزمالك؟ .. وكنت أكره اليوم الذي أسمع فيه هذا السؤال، وأكره اليوم الذي أسمع فيه إجابات هي عبارة عن شعارات رنّانة لا أصل لها ولا فصل، وهي مثلًا أن الزمالك مش قصة كم بطولة دا عشق من الطفولة .. وكل تلك الشعارات التي ليس لها من الأصل صحّة، ذلك لأن لا أحد سيرفض البطولات إذا أتت ولا أحد لا يتمنى بطولة الدوري ويحلم بالدرع في النوم واليقظة.
لكن – وعلى المستوى الشخصي- أرى إن الانتماء لا يعود لأصل في الشخصية كما حاول البعض التنظير إلى حالة خاصة وسمات في شخصيات مشجع الأهلى وسمات أخرى لمشجع الزمالك، لكن الحقيقة أن الانتماء كالسحر، أنا شخصيًا قررت الانتماء للزمالك بسبب حركة (كوبري) من حازم إمام إلى وائل جمعة في مباراة القمة، فقد سحرتني تلك الحركة وشعرت كم هو عبقري ذلك الذي يرتدي الأبيض بخطين حُمر، بمعنى أنه إذا كان الـ (كوبري) من عماد متعب إلى بشير التابعي مثلًا من الجائز جدًا كنت سأصبح أحد أكبر مشجعين المارد الأحمر .. أي أن الانتماء يمكن أن يأتي من مناطق عدّة، أبرزها وراثة حب نادي ما من الطفولة بسبب حالة المنزل الذي يكسوه السعادة أو الحزن حال مكسب الفريق أو غيره .. من الجائز جدًا أن يأتي الانتماء من تتالي المكاسب فالطفل يعشق صورة البطل الضخم الذي يلتهم الجميع، ومن الجائز أيضًا أن يأتي الانتماء من حالة الرفض للمجموع فالطفل يعشق أيضًا شعوره بالتفرّد وأن يكون صاحب قرار .. ومن هنا نصل لإن لا سبب ملموس ومحدد ولا قولبة لحالة انتماء شخص ما لشئ ما، بالضبط كالذي ينظر لمرأة فتدخل قلبه وإن سألته سينظر شاردًا في البُعد ويتلجلج متحدثًا عن أسباب عادية يمكن أن يجدها في أي مرأة، ثم يقطع حديثة بإجابه قاطعة : لا أعرف لكني أحبها !
كوبري حازم إمام لوائل جمعة
وخلال ربع قرن من الانتماء يمكنني أن أقول لك أن سؤال : الزمالك ليه؟ قد صدّع الرأس وشكّ القلب مئات المرّات، ولم أجد طوال القصة كلها سطرًا واحدًا أجابني عن هذا السؤال، فلدي في شلّة الأصدقاء المقربين من هم يشجعون الأهلي ولا يملكون الصفات التي وضعهم قالب الرأي العام الزملكاوي فيها، فأعرف جيدًا أهلاوية شديدي الإندفاع، وزملكاوية شديدي الانضباط .. فلا أحد قادر أن يقول لك بالضبط لماذا هو هو أهلاوي .. أو الزمالك .. ليه؟
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال