أحدًا لن ينسى ليل يوم 15 نوفمبر 2015 ، أو ليلة الفيديو المشؤوم، حين بث تنظيم داعش الإرهابي فيديو كارثي، يذبح فيه عناصر التنظيم مجموعة من الأقباط المصريين المختطفين في مدينة سرت والذين وصل عددهم إلى 21 مواطنًا مصريًا، حين تصبّغ لون ماء البحر الذين ذبحوا بالقرب منه بالأحمر، في مشهد بشع يبكي الشيطان على ما وصلت إليه تلك التنظيمات الإرهابية بأذرعها السياسية والإعلامية وما دونها من غيمة سوداء مرّت على مصر .. لكن مصر –كل مصر- نفضت عن كاهلها كل تلك الأفكار الدخيلة على المجتمع والرافضة لكل حركة تقدّم، وسلام، ونَفَس وهواء مصري، رفضت كل ذلك وخرج الناس في ثورة 30 يونيو 2013، فكانت أول من واجه التتار الجارف للإنسانية، وكانت عملية الدواعش في ليبيا ردًا على كلمة الشعب العظيمة، التي هي كلمة الله على الأرض.

في ساعات، كان الدم فيها يغلي في عروق المصريين، بعد بث هذا الفيديو الشنيع، ساعات كان ينظر الناس فيها لبعضهم في الشوارع متسائلين “ماذا سنفعل!؟” .. وكانت خطوة الزمن ثقيلة (كما يقول الأبنودي) ..  ونامت مصر في ليلة دمعها فيها نشف على وجنتيها، وقضت ساعات من كسرة القلب والصدمة على شهداء ليبيا، والغيظ والنفيل من المجرمين.

بيان القوات المسلحة المصرية بشأن توجيه ضربات جوية لداعش في ليبيا

حتى استيقظت مصر على بيان عاجل يقول : شعب مصر الأبى: تنفيذاً للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطنى.. وارتباطا بحق مصر فى الدفاع عن أمن واستقرار شعبها العظيم، والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد. قامت قواتكم المسلحة فجراليوم الاثنين، الموافق 16 فبراير  بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابى بالأراضى الليبية. وقد حققت الضربة أهدافها بدقة.. وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعدها سالمة بحمد الله.. وإذ نؤكد على أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ.. وليعلم القاصى والدانى أن للمصريين درعا يحمى ويصون أمن البلاد، وسيفا يبتر الإرهاب والتطرف. حمى الله مصر وشعبها العظيم وألهم أهالى شهدائنا الصبر والسلوان.

وكانت اللحظات التالية للبيان شعلة من الحماس داخل الشارع، فتبدّلت نظرات الكسرة بنظرات الفخر، وانتفخت الصدور بهواء العزة، وانقشع الضباب الذي تسببت فيه الإشاعات القادمة من أبواق الجماعة المحظورة في الخارج، والتي دائمًا ما تلعب على وتري التشكيك وضرب الثقة بين شعب مصر وقواته المسلحة، وكانت ضربة الجيش المصري حاسمة ودقيقة، أنهت على عناصر التنظيم الإرهابي، وانتهت القصة بانتصار حاسم لا خدش فيه لمصر وللمصريين.

الإعلان التشويقي لفيلم السرب

 ومع اقتراب عرض فيلم “السرب”، والذي عُرض الإعلان التشويقي الخاص به، في تجسيد تفصيلي للضربة الجوية المصرية التي أبرزت فيها أنياب المحروسة في وجه كل من تسوّل له نفسه بتهديد المصريين، مواطنين كانوا أو مُقدّرات، داخل الحدود المصرية أو خارجها .. ظهر البرومو مشوقًا، مثيرًا، مُحفّزًا لمشاهدة تفاصيل تلك الليلة عن قرب وماذا فعل نسور الجو للقصاص المصري، كان الشغف برؤية الفيلم هو مضمون معظم التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي “سوشيال ميديا” ..  ويعتبر الفيلم ورقة أرشيفية ستضاف إلى ملف كامل تسطّره الدراما المصرية في عهدها الحديث عن بطولات الجيش المصري والشرطة المصرية في حفظ أمن البلاد في فترة يعتبر الأمن فيها هو السلعة الأغلى على مستوى العالم .. وأن تحكي حكايتك التي تُمسك بتفاصيلها، أفضل آلاف المرات من أن يحكيها غيرك فيبث فيها من أغراضه، وإلى مزيد من الأعمال الفنية التي تجسد بطولاتنا الحديثة على يد أبناء مصر.

إقرأ أيضا

دراسة جديدة.. آلية عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي تشبه الدماغ البشرية