السطو الأوروبي على حي بن يقظان “سرقة بن طفيل بعد ترجمته”
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
استمر الأدب الروائي الأوروبي بعد عصر النهضة يقتبس من الجهد العربي إلا أن قصة حي بن يقظان للفيلسوف ابن طفيل كانت إحدى أشهر القصص التي تعرضت للسرقة بعد الترجمة.
كيف كانت ترجمات رواية حي بن يقظان
دخلت هذه القصة إلى أوروبا عام 1686 م ثم ترجمها المستشرق سيمون أوكلي، وفي سنة 1700 ظهرت طبعتها الثانية كما ترجمها إلى الألمانية جورج فيتوس عام 1726 وإيخون سنة 1783 م وفي عام 1900 ظهر لها ترجمتان الأولى فرنسية بقلم ليون جوتيه والأخرى إسبانية ترجمة بونس بويجس.
اقرأ أيضًا
قراءة نقدية في “بنية العنونة” لـ “رواية صليب موسى”
النص العربي للقصة طُبِع للمرة الأولى عام 1671م مع الترجمة اللاتينية، بينما كانت آخر طبعة لها في القاهرة عام 1952 مع رسالتين لابن سينا والسهروردي بتحقيق أحمد أمين.
بلغ من أثر القصة في الفكر الإنجليزي أن كاتبا مجهولا حاول أن ينتحلها ونشرها باسم آخر هو “حياة وعجائب ومغامرات دون أنطونيو دوتر يزانيو” والذي علم نفسه بنفسه وعاش 45 سنة في جزيرة غير مأهولة من جزر الهند الغربية.
وظهر أيضًا أثرها في رواية روبنسون كروزو للكاتب الإنجليزي دانيال ديفو، وكان هذا العصر يعرف بعصر السياحة والسفر والمغامرات البحرية من الأرض المأهولة إلى الجزر الغربية المجهولة، وقد راحت فيها كتب كثيرة منها كتاب رحلة بحرية حول العالم.
السطو على الرواية العربية
في سنة 1761 ظهر في لندن رواية بعنوان دون أنطونيو ودوتريزانيو، وادعى ناشرها سارجنت أنها مترجمة من البرتغالية إلى الإنجليزية والرواية وتصور حياة ومغامرات دون أنطونيو الذي نشأ وعاش وحيدا معزولا في إحدى جزر الهند الشرقية بعيًدا عن الحضارة والمدنية والمجتمع والناس.
يذكر الدكتور عبدالله مهران أن الدراسات المقارنة الجادة أنها هي قصة بن يقظان لابن طفيل واعتمد السارق في إخفاء جريمته على طريقة القص واللصق فقد حذف مقدمة بن طفيل الفلسفية والتقرير الخاص بمعضلة تولد حي ذاتيًا من الطين المتخمر باعتدال في تلك الجزيرة المعزولة التي نشأ فيها.
وقال “بلا شك إن هذا التصرف نشأ أو صدر عن حس تجاري نقدي إذ ليس في المقدمة التي حذفها ما يمنع القارئ رواية أدبية، فهو لا يعنيه كثيرًا تاريخ الفلسفة الإسلامية أو علاقتها الفلسفة المشرقية، وبهذا تكون قصة دون انطونيو هي قصة حي بن يقظان لابن طفيل العربي، وتكون هذه الأخيرة مصدرًا اغترف منه الكاتب الإنجليزي والفرق كبير بين من يلتزم بجانب الحق باسم الحقيقة ومن لا يلتزم به”.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال