السندباد المصري..هل تعلمون من هو؟
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
ذكر المبدع إبراهيم عبد المجيد في إحدى صفحات روايته “الإسكندرية في غيمة” السندباد المصري، حيث علّق على سمفونية March Slav أو مارش العبيد وهي إحدى مقطوعات تشايكوفسكي التي كان يتحدث عنها هذا السندباد في دروس الموسيقى التي كان يقدمها مساء كل خميس بالبرنامج الثاني في الراديو.
إن أسلوب إبراهيم عبد المجيد في الكتابة يجعلك تنبش الأرض بحثًا عمن يذكر من شخصيات في رواياته، والحق أقول إنني مدينة له بالكثير، إذ جعلني أصافح واحدًا من أعظم العقول والمؤرخين والمفكرين، وقامة كبيرة لم تنل حظها من الشهرة والتقدير، فلم ينل ما يجب أن يناله من مساحة في هذا الزمن البائس العابث، إنه البيولوجي وعالم البحار والموسيقى والفنان والمؤرخ الأديب الدكتور حسين فوزي، الشهير بالسندباد المصري، وقد عرفت أنه بحق يستحق هذا اللقب، إذ إنه سندباد علوم ومعارف وفنون وآداب بعدما بحثت عن سيرته الذاتية وقرأت له العديد من الكتب.
يوسف القرضاوي وسيد قطب “كيف قام مفتي الناتو بمهاجمة مُنَظِّر التكفير قبل أن يتبعه”
هو ابن الإسكندرية، ولد في 29 يناير 1900، وتوفي في أغسطس 1988، وقد حصل على البكالوريوس في الطب، ثم الليسانس في العلوم من جامعة السوربون، والدبلومة في علم الأحياء المائية من جامعة تولوز، وكان ضمن الرحلة العلمية للسفينة “مباحث” التي طافت المحيط الهندي، وقد نُشرت له أكثر من 25 قصة قصيرة في مجلات السفور التي كان يتولى إصدارها محمود ومحمد تيمور.
أثناء رحلتي في تصفح كتبه ومؤلفاته انبهرت بهذه العقلية الفذة التي ظُلمت في التقدير، فالرجل دائرة معارف عميقة وموسوعة غزيرة، وقد عاش يدعو إلى التفكير العلمي والوطنية المصرية كأحد رواد التنوير والنهضة بمصر في القرن العشرين، وهو من الكتاب والمفكرين الذين يحملون آلام وأوجاع المثقف المصري، الذين يحزنون لما آل إليه حال هذا الشعب الأصيل، فلم ينعزل في برج عاجي مثلما يفعل مثقفو هذا العصر، ولم يكتفي بالنظريات المغلقة والقراءة لذاتها، بل كان يحاول أن يؤثر ويغير ويخلق، وكان صريحًا وميالاً للحداثة، واعتنق فكرًا حضاريًا مستنيرًا أخلص له بكل مراحل حياته.
يقول في كتابه سندباد مصري جولة في رحاب التاريخ : “تلك كلمة الشعب المصرى لحكامه : لا أطلب منك إلا إن تجرى في أحكامك بين الناس بالعدل، وأن ترعى شئونهم بالرفق، ثم افعل ما بدا لك بعد ذلك، ما دمت تتركني أعمل في واديّ الخصيب”.
من كتبه ومؤلفاته : سندباد عصري، حيث السندباد القديم، سندباد إلى الغرب ، موسيقى السيمفونية، سندباد مصري، سندباد في رحلة الحياة، بيتهوفن، سندباد في سيارة، سان جوست ملاك الإرهاق، تأملات في عصر الرينسانس.
نهاية عامل تسبب في إدخال موسيقار أمريكي للإسلام “أم تامر أمين رصدت القصة منذ 50 سنة”
وكم أعشق الأسلوب المشوق الذي اتخذه الدكتور حسين في كتبه، إذ يمزج الأحداث التاريخية بطريقة أدبية في إيقاع هادئ وينتقل بسلاسة بين العصور، متخذًا منهج الحكايات وليس السرد التاريخي الممل، وأعتقد أنه وجب على كل مصري أن يخوض تلك الرحلة الزمنية الممتعة الملهمة من خلال قراءة مؤلفاته، والحقيقة إنني لا أعلم لم لا تُدرّس مثل هذه الكتب للطلاب في المدارس بمصر، بدلا من هذا الهراء المحشو به كتب التاريخ، التاريخ المشوه المزيف الذي يدرسوه الآن ؟؟!! أو ربما أعلم وأدّعي العبط، لذلك خليها في سرك.
لروحك يا سندباد مصر الرحمة وكل السلام..
الكاتب
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
لو ان المقال تضمن بعض الروابط لنسخ مجنية من بعض هذه الكتب او حتى لصفحات بيع بعض تلك العنوانين سيكون افضل بكثير في زمن الكسل عن البحث