همتك نعدل الكفة
85   مشاهدة  

السودان بين وباء الكوليرا والحرب الأهلية.. مأساة تتزايد كل يوم

وباء الكوليرا
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في ظل الأزمة الصحية المتفاقمة في السودان بعد إعلان تفشي وباء الكوليرا، سارعت السلطات المصرية إلى اتخاذ إجراءات وقائية صارمة على الحدود السودانية. فقد رفعت مصر حالة التأهب القصوى في المعابر البرية، مثل ميناء أرقين وقسطل، لضمان عدم انتقال الوباء إلى أراضيها. وأكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، أن مصر تخلو تمامًا من أي أمراض وبائية في الوقت الحالي، وأن قطاع الطب الوقائي يشدد إجراءاته لمواجهة التطورات الصحية في القارة الأفريقية، بما فيها وباء الكوليرا وجدري القرود.

السودان يواجه أزمات صحية وإنسانية غير مسبوقة

على الجانب السوداني، يواجه السودان أزمة صحية وإنسانية غير مسبوقة، إذ أعلنت البلاد رسميًا عن تفشي وباء الكوليرا، إلى جانب انتشار أمراض أخرى مثل الملاريا وحمى الضنك والإسهال. هذه الأوبئة تعصف بالبلاد في ظل انهيار منظومة الصحة نتيجة للحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين قوات الدعم السريع بقيادة “حميدتي” والجيش السوداني بقيادة “البرهان”.

تفاقمت هذه الأزمة الصحية في ظل موسم الخريف الذي يجلب معه أمطارًا استوائية غزيرة، تزيد من انتشار الأوبئة في البلاد. وتشهد ولايات كسلا والقضارف والجزيرة والنيل الأبيض ودارفور وكردفان موجات عنيفة من الفيضانات والسيول، مما يفاقم الوضع الإنساني المأساوي، خاصة في المخيمات ومواقع تجمع اللاجئين والنازحين داخليًا.

وباء الكوليرا
حالة الشوارع في السودان جراء الفيضانات والسيول

وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن السودان يشهد موجة عنيفة من تفشي وباء الكوليرا لا سيما في المناطق التي تستضيف اللاجئين والنازحين خاصة في ولايات كسلا والقضاريف والجزيرة، إذ تتفاقم المخاطر بسبب استمرار الصراع والظروف الإنسانية المزرية التي تشهدها السودان، بما في ذلك الاكتظاظ في المخيمات ومواقع تجمّع اللاجئين والسودانيين النازحين داخليًا بسبب الحرب، فضلاً عن محدودية الإمدادات الطبية ونقص العاملين الصحيين، إلى جانب تهالك البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة، والتي تأثرت جميعها بشدة بالحرب.

وإلى جانب وباء الكوليرا، تشير تقارير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تزايد حالات الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه الملوثة التي تنتج عن الأمطار، وكذا مياه الشرب الملوثة المختلطة بالصرف، بما في ذلك الملاريا وحمى الضنك والإسهال، في الوقت التي يصعب فيه تلقي السودان الدعم والمساعدات الطبية وإمدادت الإغاثة بسبب العنف وانعدام الأمن واستمرار هطول الأمطار، لا سيما في ولايات النيل الأبيض ودارفور وكردفان، وهي ولايات تستضيف أكثر من 7.4 مليون لاجئ ونازح داخلي سوداني.

المخاطر الصحية في دول الجوار

تواجه دول الجوار، مثل جنوب السودان وتشاد، مخاطر صحية مشابهة بسبب قربها من السودان واستضافتها للاجئين السودانيين. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن جنوب السودان، الذي يعاني بالفعل من تفشي وباء الكوليرا منذ عام 2014، مهدد بتفشي الوباء مرة أخرى خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة، كما أوضحت أن البلد يشهد نزوحًا جماعيًا ومستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي، بالتالي فإن تأثير استمرار تفشي الكوليرا على صحة السكان المعرضين للخطر حاد.

بينما في تشاد، تتزايد المخاوف من انتشار الكوليرا والأمراض الأخرى، مما يستدعي تعزيز الجهود الدولية لتقديم المساعدة الطبية والإنسانية لهؤلاء اللاجئين، الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية، وسط محدودية الإمدادات الطبية ونقص العاملين الصحيين.

ومع استمرار هذه الكوارث الصحية والإنسانية في السودان ودول الجوار، قالت منظمة الصحة إنه يتعين على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لتقديم المساعدة الطارئة، وضمان وصول الإمدادات الطبية الضرورية للسكان المتضررين. كما يجب على المنظمات الإنسانية والدول المجاورة تعزيز التنسيق والتعاون لمواجهة هذا الوضع الخطير، والعمل على تحسين ظروف الصحة والنظافة في المخيمات ومواقع تجمع اللاجئين، للحد من انتشار الأوبئة وإنقاذ الأرواح.

إقرأ أيضا
صلة رحم
وباء الكوليرا
الكوليرا في جنوب السودان

إن الأوبئة في السودان لا تقتصر على الكوليرا وتستمر طالما استمرت الحرب التي اندلعت في أبريل 2023. السودان يجاهد في مواجهة حالة غير مسبوقة من النزوح الجماعي وفاشيات الأمراض وسوء التغذية، إضافةً إلى الأمطار الغزيرة والفيضانات التي فاقمت من سوء الأحوال، مع نظامه الصحي المُثقَل بالهجمات المسلحة من قبل طرفي النزاع، وشح في المستلزمات والأجهزة الطبية والعاملين.

اقرأ أيضًا: حزب دونر ..البؤساء الذين هربوا من الكوليرا فتحولوا إلى آكلي لحوم البشر

الكاتب

  • وباء الكوليرا مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان