همتك نعدل الكفة
296   مشاهدة  

السوشيال ميديا وإعادة تدوير وإحياء الإفيه

السوشيال ميديا


أطلقوا عليها اسم ميمز وأطلقوا عليها اسم كوميكس، ولكن مصر أن اسميها افيهات، هكذا ببساطة، تحولت صور مضحكة إلى حل مثالي لكل المواقف التي نقابلها، إلى رد تلقائي وطبيعي على أغلب الرسائل والبوستات، تحول الإفية أخيرا إلى عالم يغزو العالم الذي نعيش فيه، بفضل السوشيال ميديا، ستجد تلك الصور والمقاطع والميمز والكوميكس في كل مكان حولك، بل إن هناك آلاف الشركات ووكالات الدعاية التي استغلت رواج إفيه معين على السوشيال ميديا لتعلن من خلاله عن منتجاتها أو خدماتها، ليصبح الإفيه المحتوى الأكثر انتشارًا على السوشيال ميديا.

ولكن هل انتشار الميمز والكوميكس هو ما يهمنا الآن؟ الحقيقة لاء، ولكن ما فعله ذلك الانتشار بالكوميديا المهجورة هو المهم، الميمز أعاد إحياء كم خرافي من الإفيهات المجهولة المهجورة، فكم مرة ترى كوميكس أو ميم لإفيه لم يعلق بذاكرتك حينما شاهدت العمل الذي قيل فيه قبل أن يتحول إلى صورة تتداولها مع الأخرين.

في البداية كان التأثر بالأفلام القريبة نسبيا والأكثر شهرة وجماهيرية لدى الكثيرون، فكأنما صانع الكوميكس ينقب عن إفيه لم يتوقف عنده الكثيرون ويقوم بإعادة تدويره بحيث يوافق المشهد العديد من المواقف، فحينما ترد على مديرك في العمل بكوميك ماجد الكدواني “قولت كدة والنعمة قولت كدة” حينما يطلب منك مهمة قد نوهت لها من البداية وتم تجاهلها، فهذا الرد اليوم منطقي، وسيضحك مديرك معك وتمر الأمور بسلام.

اخذت حركة الكوميكسات تنتشر بسرعة رهيبة وكأنما أصبح هناك سباق بين الجميع من أجل البحث عن أكثر الإفيهات ندرة، أو إفيهات الظل، ليخرج من بينها ميمز او كوميك ليحتل صدارة المشهد مثل كوميك مرجان ومحمود من فيلم مرجان أحمد مرجان، ذلك الكوميك الذي تخصصت له صفحات، وكان هو الأكثر انتشارا في فترة من الفترات ومازال يمكن أن يتواجد كرد منطقي في أي موقف مهما كان.

ونجوم كثر اصبحوا نجوم الكوميكسات بالطبع الزعيم عادل إمام هو الأكثر انتشارا وسمير غانم ومحمد هنيدي وفؤاد المهندس وغيرهم الكثيرون ولكن ما لفت نظري بحق هو عملية إعادة الإحياء والتدوير لجمل وإفيهات لم تخطر على بال احد استغلالها، كأن تستغل جملة توفيق الدقن “أنا راجل لعين يا أخي” لتتحول الجملة لإفيه متداول.

والأجمل هو التنقيب، فمن بين طيات مشاهد فيلم مدرسة المشاغبين وهو فيلم ليس بالشهير ولم يتعرف إليه الكثيرون ولم يلتفت إليه أحد من الأساس وربما فشل تجاريًا وقت عرضه، يخرج أحد الإفيهات الأكثر شهرة ليحتل المشهد اليوم عام 2021 بعدما انتج الفيلم نفسه عام 1973.

“وعبدالحليم حافظ يرقص في الفرح” ذلك الإفيه الذي أطلقه توفيق الدقن في الفيلم في تلك المزايدة مع محمد رضا على من يخطب المدرسة الحسناء لأبنه، لم يلتفت إليه الكثير بل إني قولته في أحد الجلسات منذ عدة أعوام فلم يتفاعل معه أحد ولم يتذكره أحد علما بأن كل الحاضرين هم من المهتمين بالسينما، ولكن اليوم، ستجده منتشرا بين الجميع، وربما لا يعرف بعضهم من أين جاء الإفيه بالأساس أو سبب إطلاقه.

إقرأ أيضا
البهرة ومسجد السيدة زينب

وعلى هذا المنوال تحولت السوشيال ميديا إلى واحدة من أهم إن لم تكن الوحيدة التي استطاعت ليس فقط إعادة تدوير الإفيه وجعله ملائم للعديد من المواقف، أو نشره بين الجميع، ولكنها أعادة إحياء عدد كبير من الإفيهات التي سقطت من ذاكرة الجمهور أو لم يلتفت إليها أحد، وكأنها تعيد لتلك الضحكات الاعتبار بعد عمر طويل.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان