203 مشاهدة
السياحة السوداء.. كيف تستفيد الدول من كوارثها؟
تُعد السياحة من أفضل وأنشط مصادر الدخل بالنسبة للدول السياحية، التي تتواجد بها المزارات الآثارية، والشواطئ المشمسة، والجو المعتدل، والمعالم السياحية الشهيرة التي نحلم جميعًا بأخذ الصور معها، ولكن هل تعلم أن ليس الجميع يسعى لتلك اللحظات الممتعة، فالبعض يسافر البلدان التي شهدت مآسي وكوارث كبرى ومجازر، يهوون رؤية آثار الدمار، وهو نوع نشط للغاية في السياحة معروف باسم السياحة السوداء، وهناك دول كثيرة تكسب ملايين الدولارات بفضل الكوارث التي حدثت بها، وهذه أمثلة على ذلك:
مدينة بومبي في إيطاليا
في عام 79م، ثار بركان فيزوف العملاق داخل مدينة بومبي القريبة من نابولي، ودُفنت المدينة بأكملها تحت رماد البركان الساخن، وجُمدت اللحظة التي كان يعيشها السكان آنذاك، حيث وجدوهم كما هم مع حيواناتهم وحياتهم اليومية، حتى رسوماتهم الموجودة على الجدران، وجدت كما هي، حيث حفظ البركان صورة نادرة عن طبيعة الحياة اليومية آنذاك، وتم تصنيف ذلك الموقع ضمن مواقع التراث العالمي من قِبل هيئة اليونسكو، وذلك الموقع الذي كان شاهدًا على واحدة من أشهر الكوارث الطبيعية، اصبح اليوم مزارًا سياحيًا شهيرًا يتوافد عليه قرابة الثلاثة مليون زائر سنويًا.
تشيرنوبيل في أوكرانيا
في عام 1986م، شهد العالم كارثة مفجعة بكل المقاييس، حين انفجر المفاعل النووي في تشيرنوبيل، وغرقت المدينة بأكملها في الإشعاعات السامة، والتي فاق حجمها 400 مرة أكثر من تلك التي أطلقتها قنبلة هيروشيما، وتم إجلاء المدينة والمدن المجاورة، وحتى الآن لاتزال تلك المناطق مهجورة، وقد ظلت مغلقة لسنوات عديدة، ولكن اصبح من الممكن حاليًا زيارة بضعة مناطق قليلة مع أخذ تدابير أمنية خاصة، لأنها لاتزال خطيرة وسامة، ويرى السياح المنازل المهجورة، والمدارس التي تتناثر فيها كتب الطلبة الذين تم تهجيرهم، والحدائق ولعب الأطفال، وكل مشاهد الحياة التي كانت مفعمة بالروح يومًا ما.
زيارة حطام تايتانيك في المحيط الأطلنطي
كان غرق السفينة تايتانيك خلال رحلتها إلى نيويورك بعد اصطدامها بجبل ثلجي في شمال المحيط الأطلنطي، هي كارثة بكل المقاييس، فقد توفى المئات من الركاب، بالإضافة لطاقم السفينة، ولك أن تعلم أن هذه المأساة تحولت لمزار جذب سياحي يدر الملايين، حيث اصبح بالإمكان السفر لمشاهدة حطام السفينة ورؤيته، ولكن تلك الرحلة ستكلفك ما يقرب من المائتي ألف دولار، ولابد أن يكون عمرك قد تخطى الثامنة عشر عامًا، وتحمل جواز سفر ساري، وتستطيع العوم.
معسكر أوشفيتز في بولندا
شهد ذلك المعسكر النازي أكبر عملية قتل ممنهجة في التاريخ بأكمله، حيث تم فيه تعذيب وإعدام أكثر من مليون يهودي، وشهد تصفية الآلاف من غير اليهود في الحرب العالمية الثانية، ويشهد المعسكر اليوم على كل ما جرى فيه من أعمال وحشية ودموية، حيث يرى الزوار المهاجع التي كان يرقد فيها السجناء البؤساء، وغرف الغاز التي تم تعذيبهم وقتلهم بداخلها، والعديد من مقتنياتهم الشخصية، والسجن الذي من المفترض أن يُثير الغثيان ويطالب تدميره، يجذب أكثر من مليون ونصف سائح سنويًا، الذين يأتون من شتى أنحاء العالم لمشاهدة ذلك البؤس الواقع بالقرب من مدينة كراكوف في جنوب بولندا.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
