همتك نعدل الكفة
55   مشاهدة  

السينما التركية والمصرية.. علاقة توكسيك بدأت بمدعي فن

السينما التركية


يخطئ البعض حينما يظن أن العلاقة بين السينما التركية والمصرية، لم ينتج عنها سوى فيلم هروب مومياء والذي عرض عام 2002 ولكن الحقيقة أن علاقة السينما المصرية بالتركية علاقة شديدة القدم، بل بدأت مع بدايات السينما المصرية نفسها، حينما استقبلت ستوديوهات السينما المصرية وداد عرفي.

البداية عملية نصب

يقال إن وداد عرفي ينحدر من عائلة تركية عريقة فجده شغل منصب الصدر الأعظم “رئيس الوزراء” في عهد الخلافة العثمانية قبيل انهيارها، وبعدها جاء وداد عرفي إلى مصر وأدعى أنه موفد من قبل شركتي سينما أجنبيتين لتعليم فن السينما لمن يحب من فناني مصر، وبدأ نجم وداد عرفي يسطع في حفلات الوسط الفني والمسرحي، وأصبح لديه العديد من العلاقات بين كبار نجوم مصر وقتها لدرجة أنه أقنع يوسف وهبي بتمثيل دور “النبي محمد” في فيلم سينما قبل أن تقوم الدنيا علي يوسف وهبي ولا تقعد قبل أن يتراجع عن المشروع.

السينما التركية

وأرادت سيدة السينما المصرية الأولى عزيزة أمير الاستفادة من خبرات عرفي المزعومة فأسندت له كتابة وإخراج أول أفلامها والذي حمل عنوان “نداء الله” عام 1926 وخلال 30 يومًا انتهى عرفي من تصوير الفيلم، وبعد المونتاج والطبع استأجرت عزيزة أمير قاعة عرض، لمشاهدة الفيلم كعرض خاص قبل أن تفاجئ بان الفيلم أقل ما يقال عنه أنه لا يمت للسينما بصلة.

لتبدأ أول معركة سينمائية على صفحات الجرائد والمجلات وتفضح عزيزة أمير زيف ادعاءات وداد عرفي، بل وتطلب من استيفان روستي والذي كانت له خبرة بالسينما من جولته في أوروبا أن يقوم بإخراج الفيلم وبالفعل يعاود روستي إخراج الفيلم ويحذف دور وداد عرفي ويستبدله بالفنان أحمد علام، ليخرج بعد ذلك الفيلم باسم ليلى عام 1927 ليتم اعتباره أول فيلم روائي مصري طويل.

التركيات تهملن منازلهن من أجل الأفلام المصرية

معركة وداد عرفي وعزيزة أمير انتهت بأن سحب عرفي دعواه بالتعويض بمبلغ 600 جنية بصفته صاحب القصة، واختفى وداد عرفي من السينما المصرية عام 1929، لتذهب بعدها السينما المصرية إلى تركيا حينما شاركت عزيزة أمير نفسها في أول فيلم تركي يتم إنتاجه بالاشتراك مع أجانب مصريون ويونانيون وهو فيلم شوارع إسطنبول عام 1931.

وبعدها عرفت السينما التركية السينما المصرية جيدا، حيث تحولت تركيا لأحد أسواق الفيلم المصري، يكفي القول إن فيلم دموع الحب بطولة محمد عبد الوهاب عرض في مصر عام 1935، وبدأ عرضه في تركيا في عام 1938 واستمر في العرض لمدة عامين، لدرجة أن الفيلم باع ما يقارب 12 مليون تذكرة سينما* في الوقت الذي كان فيه تعداد سكان تركيا 17 مليون نسمة.

السينما التركية

واستمرت السينما المصرية ضيف دائم على قاعات العرض التركية لدرجة أن السيدات الأتراك تعلقن بالسينما المصرية تعلقا كبيرًا لدرجة دفعت أحد الصحفيين لأن يتهم السينما المصرية ساخرًا أنها دفعت نساء الأتراك لإهمالهن لبيوتهن من أجل الأفلام المصرية.

ملك الترسو والبوسفور

عقب نكسة 1967 شهدت العلاقة بين السينما المصرية والسينما التركية مرحلة جديدة، حيث بدأ المخرج ذو الأصول التركية سيف الدين شوكت في تصوير فيلمه “غرام في إسطنبول” وهو فيلم سوري تركي مشترك، وبطولة دريد لحام، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا مما جعل ملك الترسو فريد شوقي يتحمس للتجربة وبالفعل، قدم أولى أفلامه التركية والذي حمل اسم ” 5 نساء مثيرات” وكان وقتها ممثل مساعد.

السينما التركية

إقرأ أيضا
صوت وصورة

أما أهم أفلامه فكان فيلم جميلة والذي عرف باسم عثمان الجبار، وهو الفيلم الذي فاز عنه فريد شوقي بجائزة البرتقالة الذهبية من مهرجان أنطاليا السينمائي التركي ليصبح أول ممثل غير تركي يفوز بالجائزة، واستمرت نجومية فريد شوقي في السينما التركية حتى بعد انتصار أكتوبر حيث استمر في العمل في أفلام تركية ما يقارب 10 سنوات، وكان أحد النجوم أصحاب الجماهيرية الكبيرة في تركيا.

وسرعان ما اختفت السينما المصرية عن نظيرتها التركية، وانقطع التواصل بينهما، بل وقل عدد الأفلام المصرية التي ترعض في تركيا حتى توقفت تمامًا، قبل عام 2002 الذي شهد عودة الإنتاج المصري التركي المشترك بفيلم هروب مومياء بطولة نيللي كريم وماجد المصري، قبل أن يتوقف التواجد السينمائي بين البلدين إلى أن عرض فيلم بيت الروبي في تركيا.

السينما التركية

السينما التركية استفادت كثيرًا من السينما المصرية، سواء بإنعاش السوق السينمائي التركي بعرض الأفلام المصرية منذ مطلع الثلاثينات، أو حتى بالتبادل الفني خاصة في الستينات حيث كان الكاتب عبدالحي أديب متواجدًا في السينما التركية بحكم إصرار فريد شوقي على وجوده وعمله معه في الأفلام التي يقدمها، ولكن السينما التركية لم تصدر للسينما المصرية سوى مدعى وهو وداد عرفي فيلم هزيل الصنع هو هروب مومياء مما يجعلها علاقة “توكسيك بجدارة

  • “المصدر: كتاب وحدة الموسيقى العربية والتركية في القرن العشرين” للكاتب مراد أوزيلدريم، ترجمة ملاك دينيز أوزدمير، مراجعة أحمد زكريا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان