الشيخ محمد المهدي .. جمع بين الإفتاء والأزهر 50 عامًا الرافض للثورة العرابية
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الشيخ محمد المهدي الشيخ الحادي والعشرون للأزهر الشريف، وهو أول من جمع منصب الإفتاء والمشيخة لمدة خمسين عامًا، رفض الثورة العرابية، مكث في بيته تحت الإقامة الجبرية من قبل العرابين، ولكنه عاد إلى وظيفته من جديد، حياته مليئة بالمواقف نتعرف عليها خلال السطور التالية.
مولده ونشأته
ولد الشيخ محمد بن محمد أمين المهدي بمدينة الإسكندرية عام 1243هـ حفظ القرآن الكريم، ثم نزل إلى القاهرة عام 1255هـ ليلتحق بالأزهر الشريف ويحصل تلك العلوم الشرعية الذي حصل عليها جده المسيحي الذي أسلم على يد الشيخ محمد الحنفي ليلتحق بالأزهر ويحصل العلم الشرعي .
تعلم الشيخ محمد المهدي على يد كوكبة من مشايخ الأزهر وعلماءه أمثال الشيخ البياتي والشيخ إبراهيم السقا الشافعي والشيخ خليل الرشيدي الحنفي وغيرهم من علماء الأزهر، كما تمتع الشيخ بذاكرة فذة ظهرت في تلقيه وحفظه لدروس العلم .
منصب الإفتاء
لما أظهر الشيخ المهدي براعته في العلوم الشرعية، ومعرفة ما غمض منها، أصدر إبراهيم باشا والي مصر قرارًا عام 1264هـ ينص على تولية الشيخ محمد المهدي منصب الإفتاء في مصر وكان عمره حينها 21 عامًا.
وحول سنه الصغير على هذا المنصب ظهرت بعض التحليلات لتولية الشيخ الصغير هذا المنصب، فقالت بعض المصادر إن إبراهيم باشا فعل ذلك ليرضي عارف بك شيخ الإسلام الذي أوصاه بأبناء المهدي خيرًا ـ كان ذلك في القسطنطينيةـ فلم عاد إبراهيم باشا إلى مصر استدعى الشيخ المهدي ونصبه في الإفتاء على أن يقوم الشيخ خليل الرشيدي بشئون الفتوى حتى يتأهل المهدي لهذا المنصب .
لم يفرح الشيخ بهذا المنصب بل قرر العكوف على الكتب وجمع العلم من هنا وهناك بالبحث والقراءة والتدقيق والمقارنة، وبهذا أصبح في مرتبة العلماء الكبار وأصبحت له الصدارة بينهم بعلمه وثقافته.
ورغم المنصب الذي يجعل الكثيرون يحيدون ببعض الفتوى، كان الشيخ المهدي ملتزم بفتاواه حتى عُرف بالصدق والأمانة بين الناس وحزمه وعدم خشيته للحكام، فكان في كل مرة يخرج رافعًا الرأس محبوبًا بين العامة والخاصة، وحينما عزل الخديو إسماعيل الشيخ مصطفى العروسي تطلع الشيوخ وولاة الأمر لتولية الشيخ المهدي مشيخة الأزهر .
توليه المشيخة
تولى الشيخ محمد المهدي مشيخة الأزهر، ومنذ البداية عمل على تنظيم شئون الأزهر من حيث الأمور المادية والرقابة على القائمين بالتدريس ووضع الخطط لتوسيع رقعة الأزهر بالإضافة إلى المناهج الذي أراد إصلاحها لمواكبة العصر ووضع علوم حديثه تخدم الطالب ومجتمعه وهو ما جعل الخديو إسماعيل يوافق على هذا القانون ليشمل العلوم الذي يمتحن فيها الطالب ” التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله الفقه والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق” غير الأمور الصارمة الذي وضعها للممتحن وهو ما أعاد هيبة مدارس الأزهر مرة أخرى .
موقفه من الثورة العرابية
جاءت الثورة العرابية وكان الشيخ المهدي في منصبه، ولم يؤيد الشيخ المهدي هذه الثورة وهو ما أزعج واغضب احمد عرابي ورفاقه، مما جعله يطلب من الخديو عزل الشيخ وهو ما حدث في عام 1299هـ.
اشتدت الثورة العرابية وطلبوا من الشيخ أن يصدر فتوى بعزل الخديو توفيق وهو ما رفضه المهدي وأوضح أن هذا الأمر ليس من اختصاصات المفتي والخليفة وحده هو صاحب الحق في ذلك، أخمدت الثورة العرابية بعد أن حدد قادتها إقامة الشيخ المهدي في داره ومنعو عنه الزيارات.
عودة إلى الأزهر
بعد استقالة الشيخ الأنبابي قرر الخديو إعادة الشيخ محمد المهدي من جديد إلى منصبه حيث أصدر قرارا ينص على الآتي :”إنه بناء على استعفاء الشيخ محمد الأنيابي من وظيفة مشيخة الجامع الأزهر و واثقونا بفضائل وعالمية حضرة الأستاذ الشيخ محمد العباسي المهدي قد اقتضت إرادتنا وتوجيه هذه الوظيفة لعهدته كما كانت علاوة على وظيفة السادة الحنيفية المنتخب”.
مؤلفات الشيخ
ترك الشيخ محمد المهدي مؤلفات عدة رغم انشغاله بأمور الإدارة ومنها:
1- الفتاوى المهدية في الوقائع المصرية وجاء في ثمانية أجزاء .
2- رسالة في مسألة الحرام على مذهب الحنفية.
3-رسالة في تحقيق ما استتر من تلفيق في الفقه الحنيفي .
استمر الشيخ محمد المهدي في منصبه بالأزهر والإفتاء لمدة خمسين عامًا حتى فاضت روحه إلى ربها الأربعاء 13 من رجب عام 1315هـ ودفن بقرافة المجاورين إلى جوار جده وأبيه.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال